توقع تقرير اقتصادي متخصص ان يشهد قطاع الطيران الخليجي نموا هائلا في العقد المقبل نتيجة لارتفاع الطلب من المسافرين بغرض الترفيه في منطقة الشرق الأوسط وتزايد أهمية دول الخليج ومكانتها باعتبارها مركزا رئيسيا للنقل في المنطقة بفضل موقعها الجغرافي.
وقال التقرير الصادر عن شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لادارة الأصول (كامكو) انه وفقا لتقديرات منظمة الطيران المدني الدولي فقد سجل معدل النمو السنوي المركب لحركة نقل الراكب لكل كيلومتر في رحلات الطيران المقررة في دول الخليج خلال السنوات الخمس الماضية نموا كبيرا بلغ 9ر15 في المئة بنهاية عام 2013 مقارنة بمعدل نمو خلال الفترة ذاتها من عام 2012 بلغ 6 في المئة.
وذكر ان اجمالي معدل حركة نقل الراكب لكل كيلومتر ارتفع بنسبة 6ر12 في المئة خلال عام 2013 ليصل الى 447 مليار راكب للكيلومتر الواحد مقارنة بنحو 5ر5 في المئة على المستوى العالمي. وافاد بانه تم رصد أعلى معدل نمو لحركة نقل الراكب لكل كيلومتر في دولة الامارات العربية المتحدة حيث بلغ 3ر290 مليار كيلومتر تلتها قطر بمعدل مقداره 8ر79 مليار كيلومتر ثم المملكة العربية السعودية التي سجلت 3ر49 مليار كيلومتر. واوضح انه نظرا لموقعها الجغرافي المتميز تمثل رحلات الطيران المتوسطة والطويلة ما بين الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ أو الشرق الأوسط وأوروبا الأسواق الأساسية الداعمة لنمو حركة الطيران في المنطقة ونتيجة لذلك تضاعف نصيب الراكب كنسبة مئوية من عدد الركاب العالمي في شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات العشر الماضية. وقال انه من ناحية زيادة الطاقة الاستيعابية سجلت منطقة الشرق الأوسط أعلى معدل نمو في عام 2013 في سعة المقاعد المتاحة بلغ 12 في المئة مقارنة بمستواه في عام 2012.
وذكر التقرير ان حركة النقل الجوية ازدادت بمعدل يزيد عن 5ر3 ضعف في الفترة ما بين عام 2003 وعام 2013 مقارنة بمعدل نمو حركة النقل الجوي الدولي المسجلة على مدى ال15 سنة الماضية مضيفا انه في ضوء توقعات بنمو حركة نقل الركاب حسب الكيلومتر بمعدلات متسارعة مقارنة بمعدلات النمو العالمية فان منطقة الشرق الأوسط توفر فرصا واعدة وكثيرة في أسواق الطيران.
واوضح انه وفقا لتقديرات شركة ايرباص فمن المتوقع أن يرتفع معدل نمو حركة الركاب حسب الكيلومتر ليصل الى 2ر6 في المئة في الفترة ما بين عام 2013 وعام 2033 مقارنة بنمو مقداره 7ر4 في المئة في الحركة العالمية.
وتوقع التقرير أن تستمر شركات الطيران الكبرى في التركيز على استهداف أسواق الرحلات الطويلة في حين ستركز الشركات الأصغر حجما والأكثر كفاءة على استهداف أسواق الرحلات المتوسطة والقصيرة في ضوء تزايد عدد الناقلات الجوية منخفضة التكلفة التي تخدم حركة النقل الجوي الاقليمية والداخلية في هذا القطاع.
واشار الى ان ظاهرة شركات الطيران منخفضة التكلفة بدأت في الانتشار سريعا في سوق الطيران في الشرق الأوسط ويتمثل الهدف الأساسي لهذه الشركات في انتهاج نموذج عمل قائم على تقديم خدمة الطيران بأقل التكاليف مما يشجع على زيادة حركة النقل الجوي بمعدلات هائلة كما تفضل هذه الشركات خفض تكاليف الرحلات الجوية واتاحة ميزة التوفير لعملائها. وقال انه على الرغم من ان أسعار الوقود واحدة بالنسبة لشركات الطيران منخفضة التكلفة والشركات التقليدية على حد سواء فان شركات الطيران المنخفضة التكلفة تميل الى ترشيد مصروفات التشغيل بما فيها تكاليف القوى العاملة وزيادة معدل عامل الحمولة والاعتماد على البيع المباشر.
اوضح ان الحصة السوقية لشركات الطيران مازالت منخفضة التكلفة في منطقة الشرق الأوسط أقل بكثير من متوسط الحصة السوقية للشركات العالمية.
وافاد بان تقديرات شركة بوينغ تشير الى أن 12 في المئة من سعة المقاعد المتاحة سنويا لدى شركات الطيران التي يقع مقرها في منطقة الشرق الأوسط كانت متوفرة عن طريق شركات الطيران منخفضة التكلفة في عام 2013 مقارنة بسعة المقاعد المتاحة التي وفرتها الشركات العالمية والبالغة 26 في المئة. واضاف ان الحصة السوقية لشركات الطيران منخفضة التكلفة تلقت دفعة قوية عقب بدء الأزمة المالية العالمية أدت الى ارتفاع حصتها السوقية من 11 في المئة في عام 2009 الى 17 في المئة في عام 2010. وعن قطاع الطيران العالمي ذكر ان معدل حركة نقل الركاب العالمي حسب الكيلومتر ارتفع من 75ر3 تريليون كيلومتر في عام 2004 الى 9ر5 تريليون كيلومتر في عام 2013 مسجلا بذلك نموا بمعدل سنوي مركب مقداره 6 في المئة على مدى السنوات العشر الماضية.
واوضح ان البيانات الواردة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي تشير الى ارتفاع كبير في معدل نمو حركة نقل الركاب حسب الكيلومتر يصل الى 9ر5 في المئة خلال عام 2014 نتيجة لزيادة حركة المواصلات بين المدن في جميع أنحاء العالم.