أكدت مديرة ادارة التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية ندى العجيزي اليوم الاحد ان القضاء على الفقر بشكل كامل بحلول عام 2030 “يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه المنطقة العربية”.
وحثت العجيزي على حشد الجهود الوطنية والاقليمية والدولية لمواجهته كضمان لتحقيق التنمية المستدامة مشيرة الى عقد اجتماع قريبا مع رؤساء مؤسسات التمويل العربية من بين بنوده بحث سبل مساهمة هذه المؤسسات في تحقيق التنمية المستدامة لاسيما في الدول العربية الأقل نموا.
وأكدت في الوقت ذاته ضرورة احترام ومراعاة الأوضاع والظروف الخاصة التي تمر بها بعض دول المنطقة مع ضرورة ادماج الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية) بشكل متوازن.
كما شددت على أن ايجاد “حلول فعلية” للنزاعات المسلحة التي تجتاح المنطقة يعد أمرا حيويا مؤكدة أنه لا بديل عن ارساء السلم والأمن في المنطقة العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة.
وأشارت الى أن الجامعة العربية باستطاعتها أن تكون المرجعية الاقليمية للخطط والمبادرات الوطنية للتنمية المستدامة ومتابعة التقدم المحرز في انجاز أهدافها ودعم قدرات الدول في توفير الآليات والبنى التحتية للبيانات والاحصاءات التي تساعد على التخطيط والمتابعة وتبادل الخبرات والتقييم الدوري.
وأكدت أن المنطقة العربية حققت تقدما في العديد من المجالات الواردة في الأهداف التنموية للألفية خاصة في مجالي الصحة والتعليم موضحة أنه رغم الجهود التي تبذلها الدول العربية لتنفيذ تلك الأهداف كانت هناك بعض الانتكاسات والمعوقات منها ضعف الأداء الاقتصادي العالمي نسبيا وعدم كفاية التمويل الموجه للسياسات الاجتماعية بالاضافة الى زيادة التوترات السياسية والصراعات.
ولفتت الى أن عددا من الدول العربية ولظروف موضوعية تتعلق بالاضطرابات والصراعات وظروف الاحتلال لم يستطع تنفيذ معظم الأهداف بحلول عام 2015.
واعتبرت أن الدول العربية في ظل ما تعانيه من أزمات داخلية وتهديدات خارجية “لن يكون أمامها خيار ثان غير تبني خطة 2030 وانجاحها” موضحة أن العديد من الدول العربية بادرت الى اعداد خططها الوطنية للتنمية المستدامة أو ادماج أهداف التنمية المستدامة في خططها الوطنية.
وقالت ان الجامعة العربية عقدت خلال العقدين الأخيرين العديد من الاجتماعات على كافة المستويات التي تتوافق مع توجهات التنمية المستدامة مشيرة الى أن أبرز ما صدر بهذا الشأن الاعلان الوزاري العربي بشأن التحضير لقمة ريو دي جانيرو الذي يؤكد على الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وأشارت أيضا الى وثيقة الاطار الاستراتيجي العربي للتنمية المستدامة (2015 – 2030) التي صدرت بمشاركة من جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والتي تضمنت عوامل البيئة التمكينية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وقالت ان المنطقة العربية تعاني أزمات حادة بالغة الصعوبة بسبب الحروب والنزاعات” بما في ذلك استمرار الاحتلال الاسرائيلي لدولة فلسطين” ما أدى الى تدمير مادي واقتصادي واجتماعي وتفكك سياسي بالاضافة الى قضايا اللجوء والنزوح القسري والهجرة والمشكلات الانسانية.
وحثت الحكومات العربية على القيام بدور رئيسي في تعبئة الأموال لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية وأن يتم بالدرجة الأولى مساعدة الدول الأقل نموا التي تمر بظروف خاصة.
وقالت ان قرار القمة العربية بنواكشوط بإنشاء آلية عربية للتنمية المستدامة تم اتخاذه في ضوء الجهود التي تبذلها الجامعة العربية منذ عدة سنوات لمواكبة التطور العالمي الحاصل في موضوع التنمية المستدامة وضرورة ابراز ودعم الجهود العربية في المجال التنموي.
وأشارت الى حرص الجامعة العربية على وضع رؤية عربية موحدة بشأن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة عن طريق تعزيز التعاون والتنسيق مع الجهات العربية والدولية المعنية بالتنمية بما ينعكس ايجابيا وبشكل ملموس على معدلات التنمية في الدول العربية.