ننشر إليكم مقال للكاتبة نوال اليحيى خص به مقاله بعنوان ((No School ! Cancel School !!)) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-
الكلمات الاحتجاجية السابقة بلسان الطفلة” رنا” ! بعد شهر واحد في الصف الأول الابتدائي ..!! الذي كانت تتشوق له، وتعد الأيام وتعد العدة للانضمام لصفوف الكبار ..
لكن فوجئت بكمية الواجبات، وصدمت لتوالي الامتحانات .. وصار يومها كله يدور حول المدرسة، وانحصرت علاقتها بوالدتها في التدريس والمساعدة استعداداً للغد ! بسبب تنافس المعلمات في إرعاب الأطفال من الامتحانات وفي إشغال كامل يوم الطفل والأم بالقلق على اليوم التالي في المدرسة ..
ومن مستجدات المدارس تدريب الطفل على تقديم عرض Presentation من تحضيره ووالدته- بالطبع- وتدريبها المسبق له ..
تستيقظ” رنا” قبل شروق الشمس لتستعد للمدرسة، ثم تنتظر الحافلة- التي تضيع ساعات من يومها ذهاباً وإياباً بسبب الزحام- فتعود للبيت بعد صلاة العصر، وعليها إنهاء كل واجباتها قبل المغرب؛ موعد نومها !!
لم يعد لديها ولا لوالدتها وقت أو مزاج لأي متعة أو زيارة أو نشاط ترفيهي أو حركي أو اجتماعي طوال اليوم، وعلى مدار العام، ولم يتبق لنا- كأقارب- فرصة لرؤية أطفال العائلة إلا في الإجازات .. والتي غالباً ما تشتتنا بها الأسفار ..!
ما هذا اليوم التعيس؟!
ما هذه الدوامة الخانقة؟!
ما هذه الحياة؟!
أين ممارسة الأنشطة الحياتية، والعلاقات الاجتماعية، واللعب والحركة؟!
أين الاستمتاع بمرحلة الطفولة بعفويتها وانطلاقها؟!
أين التعلم من خلال اللعب؟!
بل أين” بهجة التعلم”؟!
هل التعلم والتعليم- بشكله الكئيب الحالي – هدف بحد ذاته؟! والشغل الشاغل في اليوم والعام والعمر؟!
أم أن التعلم وسيلة لتطوير القدرات والمهارات والتوافق في الحياة؟!
هل كان التعلم والتعليم طوال القرون السابقة فاشلاً لأنه بلا امتحانات؟!
وهل تحول الأمتحان إلى هدف وصارت الدرجة غاية بحد ذاتها؟! دون عزاء للاستفادة الحقيقية، والتطبيق الحياتي، والتربية النفسية، وزرع القيم الأخلاقية ..
لماذا نرعب الأطفال بكلمات” امتحان واختبار”؟!
ولماذا لا تُستبدل بكلمات وأساليب لا تستدعي مشاعر القلق، مثل؛ تدريب، تطبيق، ممارسة للمهارات؟!
لماذا يُشغَل ذهن الأم ووقتها بالكامل .. فتتحول إلى معلمة مجانية للطفل ..؟!
لماذا لا يشجَّع الطفل على التعلم الذاتي، وتنظيم الوقت .. للاستفادة من بقية اليوم خارج المدرسة .. بحرية وانطلاق ..؟!
ومن إفرازات هوس الواجبات ووسواس الامتحانات تشكيل مجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي بين المعلمة والأمهات .. لإشاعة القلق الجماعي بشأن تفاصيل التفاصيل، والدوران في حلقة مفرغة تُصدِّع الرؤوس وترهق الأبدان ..
أليست المعلمة بشراً لها حياتها الخاصة ووقتها الحر خارج المدرسة؟!
أليس لكل شيء حداً لو زاد انقلب إلى ضده، وأدى إلى توتير العلاقة بين الطفل ووالدته وكراهيته للتعلم؟!
ألا يمكن أن نُعلم الطفل دون أن نكدره، ونكئبه، ونقلقه، ونعكر صفو حياته، ونحد من انطلاقة طفولته، ونطفئ بريق عينيه؟!
أرجو أن ينتبه الجميع للكارثة الوجدانية في حق الأجيال ..
ولا تلوموا” رنا” لو صرخت من الصدمة .. لتوقظكم من الغفلة:
No School ! Cancel School ?!