وهو امتداد الشريط الساحلي لشبه جزيرة سورينتين في مقاطعة ساليرنو في جنوب إيطاليا ويعد من المقاصد السياحية الشهيرة للمنطقة وتجذب آلاف السياح سنوياً لما تضمه من جمال الطبيعة ولما يتمتع به من اعتدال المناخ على مدار العام تقريباً والغطاء النباتي الكثيف
وأجمل ما يضمه هو بلدة الزهور الجميلة والتي يعود تاريخها للقرن الرابع عشر واطلالاتها على الساحل هو ما يضفي عليها جمالية مميزة وسترى فيها الأبراج والجدران والمنازل الملونة الجميلة لمن يرغب بأن يستمتع بيوم جميل طبيعي يقصد هذا المكان المميز
يعتبر ساحل أمالفي المطل على البحر واحدًا من المواقع الإيطالية التسعة والأربعين المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. يشبه ساحل أمالفي الشرفة الممتدة بين البحر الأزرق الداكن ومنحدرات سلسلة جبال لاتاري، مع تسلسل القرى والكهوف بين الرؤوس البحرية, والشواطئ والممرات المزروعة بأشجار الليمون والعنب والزيتون
بيئة فريدة تحميها اليونسكو كمثال نموذجي للمناظر الطبيعية المتوسطية مع إطار من الأهمية الطبيعية والحضارية الكبيرة لتضاريسها وتطورها التاريخي
تبلغ مساحة المنطقة بأكملها حوالي 11.231 هكتار بين خليج نابولي وخليج ساليرنو وتشمل 16 بلدة جميلة في مقاطعة ساليرنو، وهي: أمالفي، ورافيلو، وكافا يد تيريني، وسيتارا، وكونكا دي ماريني، وفوروري، ومايوري، ومينوري، وبوسيتانو، ورايتو، وسانت إيجيديو ديل مونتي ألبينو، وسكالا، وترامونتي، وفيتري سول ماري
وتختلف مدن وبلدات أمالفي عن بعضها البعض، بعاداتها وخصائصها الذاتية التي تجعلها فريدة، لكنها جميعًا مشهورة بالآثار المعمارية مثل البرج العربي في سيتارا، وكاتدرائية أمالفي ذات الطراز الرومانسكي، و”كيوسترو ديل باراديزو” (دير الجنة) ذو الطابع العربي الواضح، وكنيسة سان سالفاتوري دو بيريتو في أتراني حيث كان يتم الاحتفال تاريخيًا بحفل تنصيب دوق أمالفي، ورافيلو بكاتدرائيتها الرائعة وفيلا روفولو المذهلة
تعد قرية فيتري سول ماري الفاتنة مركز التبليط الزخرفي، ولا عجب، وقبة كنيسة البابا سانت جون الجميلة وواجهة قوس أخوية “أركيكونفراتيرينتي ديلا أنونزياتي أي ديل روزاريو” مغطاة بهذا القرميد الملون
وتقع على الطريق بين أمالفي و”القرية الملونة” لفوروري قرية كونكا دي ماريني الساحرة التي تتميز بالمنازل البيضاء التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، والكهف الزمردي الشهير
وكذلك قرى الصيد في سيتارا ومايوري وهي من أشهر المنتجعات الساحلية المحلية برمالها الشاطئية الجميلة، وكنيستي سان بيترز و”سانتا ماريا أماري” وقبابهما المغطاة بالقرميد الملون
وهناك جوهرة أخرى أيضًا على امتداد الساحل هي بلدة مينوري والتي يطلق عليها اسم جنة ساحل أمالفي لمناخها المنعش والرطب
وفي “وادي التنين” توجد بلدة أتراني اللطيفة البعيدة عن جموع السياح. وفي هذه المدينة التي لا تزال تحتفظ بوصفات المأكولات البحرية الأصلية يوجد ميدان جميل على شاطئ البحر حيث يمكنك الاستمتاع بكل ما ذكرناه عن الطعام آنفًا
ومن بين أشهر الأماكن على الساحل توجد بلدة أمالفي التي أنشئت في القرن الرابع قبل الميلاد والتي استمد الساحل كله اسمه منها
كانت أمالفي لمدة طويلة من الزمن تحكم قبضتها على احتكار التجارة في البحر حيث كانت تقوم بتصدير المنتجات الإيطالية (الخشب، والحديد، والأسلحة، والنبيذ، والفاكهة) إلى الأسواق الشرقية، وشراء التوابل، والعطور، واللألئ، والمجوهرات، والأقشمة، والسجاد بالمقابل والإتجار فيها وبيعها في الغرب
وهناك تأثير عربي مذهل على البيئة ووضع البيوت، وما زال هناك سوق صغير مع مجموعة من المنازل المتقاربة والملاصقة للمنحدرات شديدة الانحدار والموصولة ببعضها عن طريق أروقة ودرجات تشبه المتاهة
وقد قامت أمالفي بتطوير وتنمية أسلوب العمارة العربي الصقلي والذي تمثله كاتدرائية سانت أندريو. وتعتبر الكاتدرائية واحدة من أكثر الأماكن زيارة على الساحل بعدما تم إعادة تشييدها على الطراز الباروكي في القرن الثامن عشر بأدراجها البهية وديرها الساحر المسمى دير الجنة
وبعد عبورك لبرايانو ستجد نفسك في بوسيتانو وهي منتجع شاطئي منذ عهد الإمبراطورية الرومانية، حيث المنازل البيضاء المنحدرة نزولا باتجاه البحر والمحيطة بـكنيسة سانتا ماريا أسونتا والمصنوعة قبتها أيضًا من القرميد الملون. وهي تتميز بشوارعها النمطية المليئة بالمحلات التي تمكنك من شراء الأشغال اليدوية المتنوعة، والـ”درجات” التي تربط البلدة بالساحل والتي تجعل هذا المكان فريدًا ومحببًا على طريقته الخاصة
تقع رافيلو على ارتفاع 350 م أعلى مستوى سطح البحر، وتعتبر واحدة من أكثر المناطق سحرًا على الساحل وذلك بفضل تأنق وفخامة الفيلات الموجودة فيها كمثل حدائق فيلا روفولو، ومنظر فيلا كيمبروني الذي يأسر الأنفاس
وعلى منحدرات جبال لاتاري تقع سانت إيجيدو ديل مونتي ألبيني والمشتهرة بسانتا ماري ماجدالينا في أرميليس آبي، والبلدة القديمة الصغيرة المحببة