جريدة الحقيقة الإلكترونية
أكد عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور سعد الشثري ضرورة زرع التوبة في قلوب المسلمين، وحاجتهم إلى تجديد التوبة إلى الله عز وجل من حين إلى آخر، مؤكداً كلنا خظاؤون، وكلنا نرتكب الذنوب والمعاصي، ولكن عندما يعلم المؤمن أنه عندما يتوب فإن الله يمحو الله سيئاته ويبدلها إلى حسنات، حينئذ يكون حاله بعد التوبة أعظم من حاله قبل الذنب.
جاء ذلك في اللقاء الذي استضافته فيه اللجنة التقافية في بعثة الحج الكويتية التي يترأسها مراقب إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فلاح نهار العجمي كما استضافت معه مؤذن المسجد الحرام الشيخ هاشم السقاف، وذلك بحضور رئيس البعثة خليف مثيب الأذينة، وكان عريف اللقاء مرشد البعثة الدكتور خالد شجاع العتيبي، وبحضور مرشد البعثة أيضاً الشيخ ناظم المسباح، وجمع من مرشدي الحملات الكويتية.
وقال د.الشثري: إنه من المستحسن أن يعود المسلم إلى التوبة كلما وقع في الذنب، لأن وقوع المسلم في الذنب من الأمور غير المستغربة على ابن آدم، والأساس أن يعود المرء إلى ربه ويتوب عن ذنبه، وبذلك وصف الله عز وجل عن نفسه بأنه يحب التوابين، أي كثيري التوبة، لهذا على المسلم ألا يجزع من التوبة كلما وقع منه الذنب، مشدداً على ضرورة أن يرغم المرء الشيطان بأن يعود إلى التوبة.
وتابع: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال » إن رجلا أذنب ذنبا فقال : رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل: عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرتُ لعبدي، ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب إني عملتُ ذنبا فاغفره، فقال تبارك وتعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرتُ لعبدي، ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب إني عملتُ ذنبا فاغفره لي فقال الله عز وجل: عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرتُ لعبدي فليعمل ما شاء » . أخرجاه في الصحيحين.
وأفاد د.الشثري: وكون المرء يستحضر ذنبه، ويتحرك ضميره برجوعه إلى الله عز وجل، فهذا من الأمور المستحسنة، وبالتالي لا يجزع من كونه يذنب ويتوب، ووإذا تاب توبة صادقة بدَل الله سيئاته إلى حسنات.
وذكر: عندما نزرع محبة التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما يكون من التقصير ومن السهو عن طاعة الله وذكره، نكون حينئذ قد حققنا أحد المقاصد العظيمة التي يقصدها الله عز وجل .
وأوضح : كذلك عندما نعمر الألسن بذكر الله، فنحن نعمر القلوب باستشعار قدرة الله ومعرفة أن الله هو المنعم والمتفضل، وأن نعم الله علينا كثيرة؟، ومتعددة، فإننا بذلك نُبعد عن قلوبنا اعجابنا بأنفسنا. موضحاً: هناك الكثير من الناس لديهم قدرات مثل قدراتنا وأكثر، ومع ذلك لم يصل إلى ما وصلنا إليه من النتائج بأن الله هو المتفضل والمنعم علينا، ومن ندرك أن ذلك من فضل رب العزة والجلالة علينا.
وأردف قائلا: لاشك أننا جميعاً نحتاج ونفتقر إلى الإنابة فلا أحد يعتقد أنه يمكن أن يستغني عنها مهما بلغ مقامه ومهما كانت طاعته وصلاحه بل هي خلق الأنبياء والمرسلين، فهي تصاحب البشرية منذ ادم عليه السلام.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور سعد الشثري: إن التوبة تعني الرجوع إلى الله والالتزام بفعل ما يحب باطنا وظاهرا, وترك ما يكره باطنا وظاهرا, دعاءً وتضرعا وتذللا وإقرارا بحول الله وقوته وقدرته ومشيئته لا بقدرتنا وقوتنا. موضحاً إنه بالتوبة النصوح ينتقل العبد من المعصية إلى الطاعة ومن الضعف إلى القوة ومن الظلم إلى العدل والرحمة. وبالتوبة الصادقة يتطهر المجتمع من المآثم والجرائم ليقل خطرها ويحاصر أثرها، بالتوبة يتجسد للعبد ذل الحاجة والطاعة والعبودية وذل المحبة والانقياد وذل المعصية والخطيئة ومن اجتمع له ذلك كله فقد خضع لله تمام الخضوع وحقق العبودية والاستكانة.
وفي ختام اللقاء فدم رئيس بعثة الحج الكويتية خليف الأذينة هدية تذكارية لعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور سعد الشثري.
