يقبل الايرانيون على المطاعم الاوروبية بشكل خاص والاجنبية بشكل عام في ايران لغناها بأطباق وأصناف متنوعة تواكب رغبتهم في تجربة كل ما هو جديد شرط ان يلتقي مع الذائقة الايرانية وعشاق المطبخ الايراني العريق.
وشقت الاطباق الاوروبية والاجنبية طريقها بصعوبة بين زحام المطاعم الايرانية المحلية التي يسميها الايرانيون (سنتي) وتعني بالفارسية (الشعبية) بأطباقها المشهورة التي ذاع صيتها في انحاء المعمورة.
وجالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على عدد من مسؤولي ورواد عدد من المطاعم التي تقدم الطعام الأوروبي ووقفت على انطباعاتهم حيث قال فرزاد دستن وهو احد ملاك المطاعم الايطالية في طهران ان الايرانيين يقبلون عادة على المراكز التجارية الجديدة التي تحتوي على محلات اجنبية كالمطاعم والمقاهي التي تقدم أصنافا ومأكولات جديدة اضافة الى احتوائها على خدمات عالية المستوى.
واضاف دستن ان الاطباق والمأكولات الايطالية تأتي مباشرة بعد الاطباق الايرانية من ناحية اقبال الايرانيين عليها مشيرا الى ان سبب اقبال الافراد في ايران على المأكولات الايطالية يعود الى “قرب نكهتها” من الاطباق الشرقية.
واوضح ان الاقبال على الاطباق الايطالية يعد اكثر من نظيرتها الفرنسية والامريكية بسبب تنوع اصناف قائمتها مشيرا الى ان اطباق المطاعم الايرانية المحلية “ثابتة من عشرات السنين دون ان يطرأ عليها أي تغيير يذكر” وهذا سبب إقبال العديد على المطاعم الاجنبية.
وبين دستن انه في السابق كانت المطاعم الاجنبية الفرنسية هي المتصدرة في ايران “ولكن تراجعت في الآونة الاخيرة بسبب ارتفاع اسعار المأكولات التي تقدمها وعدم قدرتها على كسب رضاء الذائقة.
واشار الى ان قدرة المطاعم الايطالية على “التكيف والتغيير” مكنها من تلافي الخطأ الذي وقعت فيه نظيراتها الاوروبية الاخرى لافتا الى عدم القدرة على تقديم كل ما تقدمه المطاعم الاوروبية في بلد منشأها لاعتبارات اجتماعية ودينية.
وذكر مالك المطعم الايطالي ان اكثر الاصناف طلبا من الزبائن هي اصناف (البرغر) وبعدها (البيتزا) ثم (الباستا) واخيرا يأتي طبق (الستيك) الخاص باللحوم مشيرا الى ان المطاعم الاجنبية والاوروبية قليلة في ايران بشكل عام.
واوضح ان المطاعم الاجنبية والاوروبية يتركز تواجدها في شمالي طهران بسبب نوعية القاطنين في أحيائها السكنية من الافراد الذي يتصفون “باتساع ثقافتهم واطلاعهم على كل ما هو جديد” اضافة الى سفرهم للخارج وزياراتهم لتلك المطاعم في الدول الاخرى.
واشار الى عدم امكان نقل جميع ما تقدمه المطاعم الاوروبية في بلد منشأها الى ايران بسبب الاختلاف بين الثقافات في الطعام اضافة الى غلاء المواد المستخدمة فيها مبينا ان المطاعم الاجنبية في ايران تحاول ان تسد هذه “الفجوة” من خلال تغيير بعض مقادير الاطباق التي تقدمها.
من جانبه قال ولي رحمتي وهو يعمل مديرا لأحد المطاعم الفرنسية في طهران ان كثرة سفر الايرانيين الى الدول المجاورة واوروبا في الآونة الاخيرة ادت الى ازدياد اقبالهم على المطاعم التي تقدم مأكولات اجنبية بمختلف مطابخها.
واضاف رحمتي انه في مدينة طهران تعد المطاعم الاجنبية الأكثر استقطابا للايرانيين بسبب انفتاحهم على الثقافات الاجنبية مشيرا الى ان المطاعم الايرانية الشعبية تعد المتصدرة في المحافظات والمدن الاخرى.
واوضح ان المطاعم التي تحتوي على مقهى يقدم انواعا من الكعك والمشروبات الباردة والساخنة المختلفة اضافة الى الاطباق الرئيسية المعتادة تشهد اقبالا أكثر من الايرانيين بسبب تنوعها وارضائها لمعظم الأذواق.
ولفت الى ان معظم الزبائن يفضلون المطاعم الاجنبية بسبب احتواء قوائمها على اصناف تتضمن الخضار والاطعمة قليلة السعرات الحرارية وهذا يعود الى ارتفاع الوعي الصحي لدى الكثير من الافراد الذين يرتادون هذه المطاعم.
بدوره قال نادر درنيقا وهو احد الايرانيين الذين يرتادون المطاعم الاوروبية في طهران انه يفضل الذهاب الى المطاعم الاجنبية لتنوع الاطباق التي تقدمها على عكس المطاعم الشعبية التي “لم تطور قوائمها منذ زمن”.
واضاف درنيكا ان بعض الافراد يفضلون الذهاب الى المطاعم الاجنبية “لارضاء حاجة لديهم” تتمثل في شعورهم بأنهم يواكبون الحضارة والتطور الذي يجري من حولهم في العالم مشيرا الى ان عدم معرفة بعض الافراد بأسماء الاطباق التي تقدمها المطاعم الاوروبية يدفعهم الى تجنبها.
واوضح ان غالبية المطاعم الاجنبية باتت تواكب الوعي الذي طرأ لدى كثير من الزبائن وهو تفضيلهم الاطباق التي تكون قليلة السعرات الحرارية مشيرا الى ان هذه الميزة لا تتوفر غالبا في المطاعم الشعبية.
وقالت ميرا جميل وهي ايضا احد الزبائن الايرانيين الذين يفضلون المطاعم الاوروبية ان المطاعم الشعبية (سنتي) والتي تقدم اطباق محلية لا زالت تتمتع بشعبية عالية لدى شريحة كبيرة في ايران ولم تؤثر عليها المطاعم الاجنبية.
ولفتت جميل الى ان اقبال بعض الايرانيين على المطاعم الاوروبية لا يعود الى “نفور من الاكل الايراني الشعبي فالإيرانيون معروفون بحبهم لاطباقهم المحلية والتي تعد جزءا مهما من الثقافة المحلية لبلادهم”.
ورأت ان الكثير من الايرانيين يرتادون المطاعم الاوروبية بهدف “إشباع رغبة التغيير لديهم” في الاكل والاطلاع على ثقافات اخرى مشيرة الى ان الطعام جزء اساسي من ثقافات الشعوب المختلفة ومفتاح لفهمها.
ولما كان السفر وسيلة للاطلاع على ثقافات الشعوب الاخرى وتلك التي قام الرحالة العظام بتدوينها وتناقلتها الامم جيلا بعد جيل اصبح هذا الامر سهلا في عصر العولمة والانفتاح الامر الذي جعل اطباق الطعام المختلفة تتجاوز حدودها الطبيعية ولم تعد غير ملزمة بزمان ومكان محددين.