الدكتور عبد المعين الآغا استشاري الغدد الصماء والسكري وطب الأطفال، وعضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز في جدة، يطلع على كل ما يتصل بمرض السكري، فيقول:
بإمكان كل أم مراقبة أبنائها الصغار والكبار منهم لتتمكن من معرفة ما إذا كانوا مرضى سكري ولا يعلمون أو يخفون مرضهم من خلال الآتي:
كثرة العطش، وكثرة شرب الماء، وزيادة التبول، وفقدان الوزن، والتعب الجسدي، وتغير المزاج. وفي حال كان معدل السكر العشوائي في الدم 200 ملجم (11.1 ميلي مول لتر) أو أكثر لكل 100 ملل من بلازما الدم، أو إذا كان معدل السكر في الدم يتجاوز 126 ملجم/ 100 ملل من بلازما الدم (7 ميلي مول للتر الواحد) في حالة الصيام، و 200 ملجم/ 100 ملل من بلازما الدم (11.1 ميلي مول للتر الواحد) بعد ساعتين من تناول الطعام ومعدل السكر التراكمي يفوق 6.5 %.
ويعتبر الدكتور الآغا أنَّ مرض السكري غير مخجل، ولكن كثير من الناس لديهم فكرة خاطئة عنه، مما أدى إلى شيوع فكرة أنه مرض خطير على الصحة. لذا، نجد أشخاصاً من حولنا يخفون حقيقة إصابتهم بالمرض.
أنواع مرض السكري
السكري نوعان:
النوع الأول: يحدث نتيجة تلف الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين من غدة البنكرياس والتي تسمى “خلايا بيتا”، وهو النوع الذي يعتمد علاجه على الأنسولين، وغالبًا ما يصيب الأطفال واليافعين والشباب ومن هم دون الأربعين عاماً، ويصيب الأشخاص غير البدناء في الغالب.
النوع الثاني: وهو النوع غير المعتمد علاجه على الأنسولين، ولكن علاجه يعتمد على العقاقير والحمية. غالباً ما يصيب الأشخاص البدناء، حيث تعدُّ البدانة واحدة من أهم مسببات هذا النوع من المرض. ومع إزدياد نسبة البدانة في الوقت الحاضر لدى شرائح المجتمع المختلفة، زادت نسبة شيوع هذا النوع من داء السكري، وخصوصاً في المملكة العربية السعودية وفي العالم لارتباطه بالسمنة.
تجدر الإشارة إلى عدم تفوق أي نوع من الآخر من حيث الخطورة، إنما العبرة تكمن بالقدرة على التحكم بالداء.
الحفاظ على مستوى صحي من سكر الدم
مضاعفات السكري لا تحدث لدى جميع المرضى، لكن فرصة حدوثها تزداد مع سوء انتظام نسبة السكر في الدم وتحتاج عدة سنوات لظهورها. من أجل ذلك يجب الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات المطلوبة، واتباع نصائح الفريق الطبي وعدم إهمالها. وليتغلب المريض على مرضه، من المهم أن يتحدث عن هواجسه مع أعضاء الفريق الطبي المعالج، بهدف توعيته على طبيعة النظام الغذائي الذي يجب إتباعه وأسلوب إدارة مرضه على النحو الصحيح.
كما ويُطلب من أفراد العائلة التعامل مع مريض السكري كأي فرد آخر معافى، مثل عدم تخصيص وجبة طعام له فقط، بل محاولة تحضير الطعام الصحي لكافة أفراد العائلة، والتقليل من الحلويات في المنزل وعدم شراء المشروبات الغازية. إذ لا يجوز تناول الأطعمة الممنوعة عنه أمامه ومنعه منها، كما مشاركته الرياضة أو المشي في الأماكن العامة. هذه السلوكيات تشجع مريض السكري على الالتزام وتعود بالفائدة أيضاً على جميع أفراد الأسرة.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ مرض السكري بنوعيه، هو مرض مزمن، ولا يمكن الشفاء منه نهائياً، على عكس ما هو شائع بين البعض.
نمط حياة جديد
ينصح الدكتور الآغا تغيير نمط الحياة باتباع الآتي:
1. مراجعة الطبيب باستمرار، وإذا كانت تحاليل السكر اليومية غير صحية يجب مراجعته على الفور.
2. الحرص على إجراء التحاليل اليومية وتسجيلها في دفتر خاص، لإحضاره مع جهاز تحليل السكر يوم مراجعة الطبيب المعالج.
3. الحفاظ على نظافة الفم والأسنان، وزيارة عيادة طبيب الأسنان عند ظهور أية مشكلة.
4. ممارسة الرياضة بوتيرة يومية، وتجنّب الرياضة الشاقّة، مع فحص نسبة السكر قبل البدء بالرياضة. واصطحاب عبوة عصير على الدوام، لتناولها عند حدوث أعراض هبوط السكر.
5. الإكثار من شرب الماء لتجنّب الجفاف.
6. تناول الغذاء الصحي وعدم الإسراف في الطعام. ومراجعة إختصاصية التغذية حول هذا الأمر.
7. الحرص على تغيير أماكن حقن الأنسولين في كل مرة.
8. مراجعة طبيب العيون مرة واحدة في خلال العام، رغم عدم وجود مشاكل في النظر.
9. عدم النوم وحيداً في الليل، حيث يجب أن يرافقك شخص آخر في الغرفة له دراية بأعراض هبوط السكر. كذلك يجب أن يكون هناك شخص في المنزل له معرفة تامة باستخدام إبرة الجلوكاجون لحالة الإغماء أو التشنجات.
10. العناية بالقدمين يعتبر ضرورياً، حيث لا يجب المشي أو الجري حافي القدمين، وكذلك عدم انتعال الأحذية الضيقة.
11.الابتعاد عن التدخين، لأنه يساهم في زيادة الخطر على شرايين الجسم.
المضاعفات…
تقسم مضاعفات مرض السكري إلى قسمين:
• مضاعفات حادة مثل الحماض السكري الكيتوني (حموضة الدم).
• مضاعفات مزمنة، مثل:
1. اعتلالات شبكية العين التي قد ينتج عنها العمى.
2. اعتلالات الكلى التي قد ينتج عنها الفشل الكلوي.
3. اعتلالات الأعصاب التي قد تنتج عنها آلام حادّة في الأطراف وأجزاء أخرى من الجسم. هذه الآلام تكون شديدة، ومشابهة لآلام التنميل ووخز الدبابيس، وعند البالغين قد تؤدي إلى الضعف الجنسي.
4. أمراض الشرايين والقلب وتظهر عادة عند كبار السن المصابين بالسكري .
5. ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وهذا ما يُلاحظ عند الأطفال بسبب سوء انتظام نسبة السكر في دم الأطفال المصابين.