كشف وزير التربية ووزير التعليم العالي د.بدر العيسى عن توجه لتعزيز الصندوق المالي للمدارس بقيمة 10 آلاف دينار لكل مدرسة، مؤكدا التزام التربية كغيرها من الوزارات الأخرى بترشيد الإنفاق الحكومي وتقليل الهدر في الميزانيات.
جاء ذلك في تصريح للصحافيين خلال جولة ميدانية قام بها العيسى صباح أمس برفقة النائب ماجد موسى على عدد من مدارس صباح الناصر، لافتا الى أن الهدر المالي موجود في جميع وزارات الدولة، ولكن يتضح بشكل أكبر في وزارة التربية لضخامتها وكثرة عدد موظفيها، مبينا أن التقارير التي ترد من ديوان المحاسبة والجهات الرقابية الأخرى في هذا الشأن كثيرة وتعمل الوزارة جاهدة على تلافيها ووضع الحلول المناسبة لها.
وعن الهدف من الجولة، قال العيسى إننا نهدف إلى الاطلاع على الخدمات الموجودة في المدارس والمتوافر والنواقص في الخدمات التعليمية سواء في البرامج التربوية أو المنشآت، لافتا الى أن مطالبات الأهالي كانت تتركز على إنشاء بعض المدارس لمواجهة الكثافة الطلابية والسكانية العالية في المنطقة.
وأوضح أن الأراضي متوافرة وسوف ندفع في هذا الاتجاه بأقصى سرعة، مضيفا أن همه الأول منذ تسلم الوزارة هو ملف الإنشاءات، وسوف نواصل هذا الاهتمام سواء في اشبيلية أو غيرها من المناطق، مبينا أن المدارس القديمة سوف تهدم وسيتم بناء مدارس حديثة في جميع المناطق السكنية وليس فقط في صباح الناصر، لا سيما أن الميزانيات اللازمة لذلك متوافرة.
وعن طلب محافظ الفروانية بإنشاء مدرسة ابتدائية في الأندلس نظرا لوجود مدرسة واحدة فقط تخدم 1000 تلميذة، قال العيسى اننا في كل المناطق التي يوجد فيها نقص في المدارس سوف يكون توجهنا القادم لمعالجة هذا النقص وإنشاء مدارس جديدة.
وعن هروب الطلبة من التعليم العام إلى الخاص، أكد أن كثيرا من أولياء الأمور لديهم اعتقاد بأن التعليم الخاص أفضل من الحكومي وهذا الأمر غير صحيح، فهناك الكثير من المدارس الحكومية المتميزة أكثر من المدارس الخاصة وأيضا هناك مدارس خاصة متميزة ولكن تعود الرغبة إلى الأهالي، ولكن ليس ذلك دليلا على عدم تميز المدارس الحكومية.
وبين العيسى أن الأراضي المخصصة للمدارس موجودة ولكنها بحاجة إلى سرعة تفعيل القرارات ورصد الميزانيات الكافية لها، فما يحز في النفس أن نجد منطقة بها كثافة سكانية عالية ومدارسها محدودة، متمنيا معالجة المشكلة خلال فترة محدودة إلا أنها مرتبطة بجهات حكومية عدة منها وزارة المالية والأشغال، إضافة إلى الجهات الرقابية بدورتها المستندية الطويلة.
من جانبه، استعرض النائب ماجد موسى بعض المشكلات التربوية التي يعاني منها الطلبة والأهالي في منطقة الفروانية والتي تحتاج إلى معالجة سريعة وفورية من قبل الوزارة وأهمها مشكلة الكثافة الطلابية العالية وقلة المدارس في بعض مناطق المحافظة، مبينا أن بعض المدارس تفتقر إلى مواقف السيارات.
وتساءل موسى الذي استقبل الوزير العيسى باكرا في ديوانيته ورافقه في جولة على المدارس: هل يعقل منذ 30 عاما لم ترصد أي ميزانيات لمنطقة عمرها تجاوز الـ 30 عاما؟ مضيفا ان هناك 20 منطقة أنشئت بعد صباح الناصر وجميع منشآتها وخدماتها التعليمية متوافرة.
وبيّن موسى أن معاناة الأهالي اليومية أصبحت في توصيل أبنائهم وبناتهم إلى المدارس ما بين صباح الناصر وخيطان وجليب الشيوخ، الأمر الذي يخلق مشكلات أخرى إن استمر هذا الوضع. مشيدا بالوزير العيسى وتفهمه مطالب الأهالي ووعوده بحلها قريبا.
من جانبها، أكدت مديرة منطقة الفروانية التعليمية بدرية الخالدي حرص إدارة المنطقة على توفير جميع احتياجات المدارس العاملة والجديدة وفق الميزانيات والإمكانات المتوافرة. لافتة إلى وجود العديد من المدارس المتميزة في منطقتها رغم تواضع الموارد والخدمات.
إرث قديم
ومن جهة أخرى، أكد العيسى ان مشاكل وزارة التربية تعتبر إرثا قديما يتوارثه الوزراء المتعاقبين دون ان ينتهوا من معالجتها لان فترة توليهم الحقيبة الوزارية تكون قصيرة.
وأشار العيسى خلال تلبيته دعوة محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود لزيارته في مبنى المحافظة ظهر امس بحضور قيادات التربية والتعليم العالي لمناقشة هموم ومشاكل ومتطلبات اهالي المحافظة في الجانب التعليمي، الى ان وزارة التربية تقدم خدماتها التعليمية في كل بيت وهمومها ومشاكلها تنعكس على كل بيت. معتبرا انها من الوزارات السيادية في الأهمية والشأن في تأسيس النشء لتصنع الانسان الكويتي على أسس المواطن الصالح.
وأضاف العيسى ان ملفات وزارة التربية كثيرة الا انه يولي ملف المنشآت أهمية نظرا لحجم المشاكل التي تطرح سنويا فيه من تجديد العقود في الصيانة والتكييف بالمدارس، الى جانب مشاكل المدارس الآيلة للسقوط والمدارس الجديدة التي تبنى. مشيرا الى أهمية المناهج الدراسية ومتابعة تطويرها اذ نجد كل الناس تعاني من مخرجات التعليم، فكل الدول سبقتنا في تطوير برامجها التعليمية مما يتطلب منا ان نسارع للمسير على أسس واضحة للحاق بركب التطوير. مضيفا ان المناهج تحتاج الى قياس وتقييم ولا يمكن ان نجني ثمرته في مدارسنا ومخرجاتنا الا بعد 12 عاما لأن تطوير وبناء الإنسان مختلف عن تطوير وبناء المنشآت.
وأضاف العيسى ان لديه ملاحظات على قياديين بالوزارتين وسيطرحها عليهم خلال الاجتماعات ولكن عملية التغيير والمشاكل والهموم التي طرحت خلال لقاء المحافظة لا يعتقد البعض ان الوزير بيده جميع الحلول «فليس لدي عصى سحرية الا اننا دائما نعمل للقضاء عليها ونريد تعاون الناس واي تغيير سيحدث نطمح ان يكون للأفضل».
بوابة الإصلاح
من جانبه، بين محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود أهمية التعليم والثقافة والفكر في المجتمعات. لافتا الى انه يعتبر اليوم السلاح الفتاك عند الشعوب والأمم. مشددا على أهمية التعليم على اعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تعلق عليه الآمال في تحقيق الأهداف التنموية للبلاد ودفعها نحو مواكبة ركب التطور الذي يشهده العالم.وأضاف الحمود أن العملية التعليمية هي بوابة الإصلاح لأي مجتمع وهو بمنزلة الجسر الذي يربط بين الواقع والمستقبل، مؤكدا أنه لا يدخر وسعا في تقديم الدعم والعون لجميع مسارات الخدمات في مناطق المحافظة وفي مقدمتها المسار التعليمي. وأوضح أن محافظة الفروانية تشهد كثافة سكانية عالية، لا سيما مع التوسع العمراني بوجود بعض المناطق الجديدة، فضلا عن أن عدد المدارس في محافظة الفروانية 146 مدرسة، لذا نأمل من القائمين على العملية التعليمية زيادة عدد المدارس في بعض المناطق خاصة منطقتي صباح الناصر وأشبيلية، وذلك خدمة لأهالي المنطقتين وراحتهم. من جهتها، قالت وكيلة وزارة التربية د.مريم الوتيد ان لديهم مشاكل في اعداد المعلم لاسيما ان العنصر الكويتي غير متوافر في بعض التخصصات «فنضطر الى التعاقد مع دول عربية اخرى لتوفيرها، وللأسف يتم قبول معلمين ليسوا على مستوى جيد». وطالبت الوتيد المواطنين اذا واجهوا او كانوا يعرفون معلمين غير اكفاء بإخطار الوزارة بذلك لأنهم لا يرتضون ان يعلم هؤلاء طلبة مدارسنا.
وقالت ان قضية الوزن النسبي ليست ارتجالية او عشوائية بل اعتمدنا على استطلاع آراء اهل الميدان ورؤساء الأقسام والادارات المدرسية وأولياء الأمور وهناك لجان عملت بذلك قبل تطبيقه. موضحة ان هناك سوء فهم حدث حول احتساب الوزن النسبي لعدم وجود اعلام تربوي جيد بالتربية. مضيفة ان «التربية مو شاطرة بالاعلام التربوي الا اننا سوف نؤسس حملة لمشاريعنا حتى يعلم بها الجميع حتى نخرج العمل الايجابي ونعالج السيئ الذي يعد خروجه للمجتمع تقصيرا منا».
أبوابي مفتوحة للمراجعين كل سبت
قال د.بدر العيسى: «أوصي نفسي وزملائي الوكلاء بالاهتمام بكل القضايا التي طرحت وان تكون ابوابهم مفتوحة لكل الشعب. موضحا ان بابه كل سبت مفتوح لكل الناس».
مطالب الإخصائيات
رد العيسى على بعض المطالب المالية للاخصائيات النفسيات في مدرسة الوسطى للبنات بأن جميع الكوادر متوقفة الآن. وفي تعليقه على نقص الخدمات والإمكانيات في مدارس صباح الناصر، قال ان قلة الإمكانات أحيانا تخلق التميز والإبداع فيما تكون الرفاهية مصدرا من مصادر الكسل والخمول.
الرياضيات صعبة
سأل العيسى بعض الطالبات عن أبرز المشكلات التي تواجههن فأجمع كثير منهن على ارتفاع الكثافة الطلابية وتردي الخدمات والمرافق التربوية في المدرسة، فيما انتقدت طالبة صعوبة منهج الرياضيات في الصف الثامن، فرد عليها الوزير قائلا: «شدي حيلچ ما تصير صعبة».
لعب بالدرجات
قال أحد أولياء الأمور ان نظام الوزن النسبي للمواد الدراسية لعب بالدرجات، وردت عليه مديرة المدرسة وهي عضوة في اللجنة المشكلة لدراسة وثيقة المرحلة الثانوية: «لا ما في أي لعب». فرد ولي الأمر: «لا لعب». وردت المديرة بأنه لا يوجد لعب، وبين الفريقين وقف العيسى مبتسما ولم يعلق.
إشادة الأهالي بالخالدي
أشاد عدد من اهالي منطقة صباح الناصر من أولياء الأمور بجهود مديرة منطقة الفروانية التعليمية بدرية الخالدي في تذليل الصعوبات للهيئات التعليمية والطلبة، وكذلك اتباعها سياسة الباب المفتوح في تعاملها مع المراجعين في المنطقة.
افتتاح فروع لـ «التعليم العالي» بالحكومة مول
اكد وكيل التعليم العالي راشد النويهض ان خطة البعثات اعتمدت 10 آلاف مقعد خارجي وداخلي في مختلف التخصصات، والتقديم لها سيتم عبر «اون لاين» دون حضور الطلاب وأولياء أمورهم، وهناك توعية مجتمعية تقوم بها الوزارة لطلاب الحادي عشر والثاني عشر ثانوي كل عام لتوعيتهم بالتخصصات المطروحة وآلية الدراسة في الخارج من خلال المكاتب الثقافية في كل دولة. وأضاف النويهض اننا «نعمل الآن على افتتاح فروع للوزارة في الحكومة مول حتى يستطيع الطالب ان يأخذ شهادته من أي محافظة يتبع لها