تعتــزم وزارة الصحة البدء بحملة وطنية ضد الأمراض التنفسية المعدية في فصل الشتاء تشمل «الانفلونزا الموسمية – الالتهاب الرئوي» بدءا من منتصف اكتوبر المقبل حتى فبراير من العام المقبل.
خطة
واعتمدت وزارة الصحة خطة وآلية للاســـتعداد لتلك الأمراض ومواجهتها خلال الحملة الوطنــية، وهي تهدف الى الحد من الوفيات والعمل على تقليلها على الرغم من ان منعها بالكامل منعدم علميا لطبيعة المرض وعدم وجود سبل كافية للوقاية الشاملة، كما تهدف الخطة الى تقليل عدد الحالات المصابة مع تقليل حدة المرض، خاصة بين الفئات ذات الخطورة العالية للمضاعفات.
ولفتت الخطة الى ان وزارة الصحة تولي اهتماما للإجراءات والخطط لمكافحة تلك الأمراض في البلاد مع مراعاة الوضع والمسار الموسمي لانتشارها والعمل على الحد منها.
الانتشار
وأكدت الخطة ان «الانفلونزا الموسمية» يمكنها الانتشار بسهولة في المدارس ومراكز الرعاية الخاصة والبيوت، مبينة انه على الصعيد العالمي تحدث الاصابة بالانفلونزا بمعدل سنوي يتراوح بين ٥% و١٠% بين البالغين، و٢٠% و٣٠% بين الاطفال، ويمكن أن تتسبب الاعتلالات في الدخول الى المستشفيات والوفاة، خاصة للفئات المعرضون لمخاطر شديدة مثل الاطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
أما الالتهاب الرئوي الذي تسببه «بكتيريا المكورات الرئوية»، فأشارت الخطة الى انه الأكثر شيوعا بين البالغين، ويعتبر اهم احد أسباب الوفـــيات بين الاطفال دون سن الخمــس سنوات من العمر، علــما أن تقــــرير المركز العلــمي للأمراض المعــدية اثبت ان التطــعيم ضد الالتهاب الرئوي البكتــيري الذي تســببه المكــورات الرئوية لا يقتصر على الاطــفال فقـــط، بل يشـمل أيضـا البالغين فوق سن ٥٠ عاما لارتفاع احتمال إصابتهم بالمرض.
3 محاور
وتضمنت الخطة التي تنفرد «الأنباء» بنشرها 3 محاور رئيسية لطبيعة الآليات المطلوب تنفيذها على ارض الواقع مع الأخذ بالاعتبار عدم زيادة العبء على الميزانية.
المحور الأول
وجاء في المحور الاول من الخطة الآليات والتوصيات المطلوبة لتحسين إجراءات التعامل مع الحالات المرضية من الناحية العلاجية والتشخيصية مع رفع اجراءات الترصد الفعال والتصدي للتفشيات المحتملة في المجتمع.
وأكدت توصيات وآليات المحور الأول على إصدار قرار إداري شامل لاجراءات التعامل مع مرض الانفلونزا من جميع النواحي ليشمل العزل والتشخيص والعلاج ومنع العدوى، فضلا عن الاجراءات الوقائية للمخالطين، والاجراءات المطلوبة للقطاع الخاص والتطعيم، كما شملت التوصيات وضع ضوابط للتشخيص المخبري مع تحديد المختبرات المعنية بالتشخيص وحصر الفحص المخبري فقط لحالات الدخول مع رسوم وضوابط للقطاع الخاص.
وتابعت التوصيات والآليات للمحور الاول من الخطة: بأنه يجب وضع آلية فاعلة لإعطاء المضادات الفيروسية للحالات المرضية التي تستدعي ذلك وفق التوصيات العالمية مع توزيع بوستر بالآلية للجهات العلاجية بوزارة الصحة، فضلا عن عمل دورة تدريبية عن كيفية التعامل مع الحالات المرضية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للاطباء العلاجيين في التخصصات الاساسية التي تتعامل مع المرض.
المحور الثاني
وشمل المحور الثاني من الخطة رفع معدلات التطعيم بالمجتمع بلقاح «الانفلونزا الموسمية» و«التهاب المكورات الرئوية»، خاصة بين الفئات الاكثر عرضة للاصابة بمخاطر تلك الأمراض الذين يعانون من أمراض «القلب المزمنة- أمراض الرئة والربو المزمنة – أمراض الدم – نقص المناعة بأنواعها- اختلال وظائف الكلى والكبد – الاورام السرطانية تحت العلاج الكيميائي أو الاشعاعي – مرضى زراعة الاعضاء – السكري خاصة لمن هن اقل من ١٢ عاما – المرضى تحت علاج الاسبرين او الكورتيزون المستمر – النساء الحوامل – السمنة المفرطة».
وتكونت توصيات وخطة المحور الثاني بتحفيز التطعيم على الفئات الخطرة مع التوقيع على نموذج خاص في حال الرفض مع تحديد السبب، واتخاذ الاجراءات المطلوبة مع حث رؤساء الاقسام بالجهات المعنية بتحويل الفئات الخطرة للتطعيم صد الانفلونزا الموسمية بالمراكز الوقائية بداية موسم الشتاء القادم، علاوة على القيام بحملة تشجيعية لتطعيم الفئات الخطرة خلال موسم الشتاء القادم بهدف تطعيم ربع مليون شخص في الكويت.
المحور الثالث
أما بالنسبة للمحور الثالث من الخطة فقد شمل رفع معدلات التوعية الصحية للعاملين وطلبة المدارس والمجتمع ككل بخصوص طبيعة المرض وسبل العلاج والوقاية منه وكيفية التعامل معه عند الاصابة مع التركيز على أهمية التطعيم للفئات ذات الخطورة العالية.
وأوصت آليات المحور الثالث بوضع خطة إعلامية لموسم الشتاء لتوعية العاملين بالمجال الصحي والمجتمع والطلبة على ان تشمل حفلا لبدء الحملة برعاية وزير الصحة لتطعيم بعض القيادات والفئات ذات الخطورة، مع التأكيد بالتوعية باسم المرض الصحيح «الانفلونزا الموسمية» وطرق انتقاله وكيفية التعامل معه عند الاصابة ومع الشخص المصاب بالمرض سواء عند بدء الاصابة أو عند علاج المريض بالمنزل وأهمية أخذ العلاج والالتزام بالتعليمات الطبية.
تدني معدلات التطعيم
أكدت الخطة على تدني معدلات التطعيم في الكويت بالانفلونزا الموسمية والتهاب المكورات الرئوية، خاصة بين الفئات ذات الاختطار، إذ تبلغ حوالي 3% من الفئات المستهدفة وهي نسبة منخفضة مقارنة بالدول المتقدمة التي تبلغ نسبة التطعيم بها فوق 65%.
ضعف الإقبال
أشارت الخطة الى ان أسباب تدني معدلات التطعيم يعود الى ضعف الاقبال عليه لعدم وجود إجراءات تساهم بها القطاعات المعنية لتوعية المجتمع بأهمية التطعيم الذي يعد «اختياريا».
فوائد التطعيم
لفتت الخطة الى أن التطعيم يساهم في خفض أيام الغياب عن العمل أو الدراسة، وخفض تكاليف العلاج ويقلل من انتشار أمراض الانفلونزا الموسمية والتهاب المكورات الرئوية، فضلا عن تقليل معدلات الدخول للمستشفيات والوفيات.
سهولة الانتقال
بينت الخطة ارتفاع معدلات عدوى الجهاز التنفسي في موسم الشتاء لسهولة انتقالها من خلال العادات الصحية الخاطئة والازدحام في الأماكن العامة بشكل خاص.
44 موقعاً
أشارت الخطة الى أن حملة التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية والتهاب المكورات الرئوية تستهدف 150 ألف شخص من الفئات ذات الاختطار والعاملين في المجال الصحي والطلبة من الحالات الخاصة في 44 موقعا للتطعيم في البلاد.