أشاد السفير المصري في الكويت عبد الكريم سليمان بالعمل الخيري الكويتي، مؤكدا أن مساهمات أهل الكويت جابت الكرة الأرضية، ووصلت إلى جميع بقاع المعمورة وذلك بتوجيه من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي استحق أن تكرمه الأمم المتحدة وتطلق عليه لقب قائد العمل الإنساني واستحقت الكويت في عهده أن تكون مركزا للعمل الإنساني.
وتحدث السفير سليمان في حوار صحافي عن حملة «المليون بطانية» مثمنا الجهود الحثيثة التي تقوم بها جمعية النجاة الخيرية، من خلال مشاركتها في الحملة واستعدادها التام لإنجاح الحملة مشيدا في الوقت ذاته بتحمس الجمعية الشديد لهذا المشروع وتخصيص كافة فروعها المنتشرة في الكويت لاستقبال المساهمات والتبرعات من أبناء مصر في الكويت، تمهيدا لإرسالها لأهاليهم في كافة انحاء مصر من الاسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود.
وأوضح سليمان أن السفارة المصرية تنفذ الحملة منذ ثلاث سنوات، مؤكدا أن الهدف من هذه الحملة إنساني بالدرجة الأولى لرسم الابتسامة على وجوه أصحاب الدخل المحدود في صعيد مصر والمساهمة في حمايتهم من برد الشتاء القارس في جنوب وادي النيل، مؤكدا أن البطاطين والأغطية بل والملابس الشتوية أكثر الوسائل فعالية في هذا الصدد.
وأعرب سليمان عن شكره لجميع الجهات المتعاونة لإنجاح الحملة، منها وزارتا الشؤون والخارجية بالكويت وتقديمهما كافة التسهيلات وتذليل جميع السبل لإنجاح الحملة في أسرع وقت، مشيرا إلى متابعة مجلس الوزراء في مصر للحملة وتشديد الرقابة عليها لضمان إيصال المساعدات إلى أصحابها. وتطرق السفير إلى عدد من الموضوعات نتابعها في السطور التالية:
البداية والانطلاقة
• بداية… حدثنا عن بداية الحملة، ومن أين جاءت الفكرة؟
لقد بدأت الحملة منذ ثلاث سنوات، وكانت فكرة أحد المذيعين المصريين وهو الاعلامي عمرو أديب، وفي الحقيقة نحن نقوم باستمرار بهذا النشاط ويتم جمع البطاطين لتوزيعها على الأسر محدودة الدخل، ولكن لم يأخذ النشاط شكل الحملة.
• ما الهدف من الحملة ؟
في الحقيقة إن الهدف من الحملة هو الشعور والاحساس والمشاركة بالدرجة الأولى في تخفيف معاناة أهالينا حيث نسعى إلى تقديم العون والمساعدة ورسم الابتسامة على وجوه الفقراء وذوي الدخل المحدود خاصة ممن يعيشون في جنوب الوادي، الذي يتميز بمناخ شديد البرودة في الشتاء، لذلك نسعى لتوفير هذه الكميات من البطاطين وتوزيعها باذن الله تعالى على الفقراء الذين ليس لديهم إمكانات لتوفير وسائل تدفئة تقيهم برد الشتاء إلا البطاطين.
كما أن الحملة يتم تنفيذها بالجهود الشعبية من المصريين عن طريق تبرع أبناء الوطن بهذه البطاطين، لحماية أبناء مصر خاصة في جنوب الوادي نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها هناك، وتعتبر هذه الحملة الشعبية معضدة في الوقت ذاته لجهود الحكومة في تحسين الأحوال المعيشية لأبناء جنوب الوادي من غير القادرين وذوي الدخل المحدود.
لذلك فإن الحملة تعتمد على تبرعات ومساعدات أبناء مصر في الخارج لمساعدة أهاليهم وأقاربهم وذويهم في داخل مصر المحروسة، (كلنا واحد) ويجب على القادرين من أبناء مصر مساعدة غير القادرين وذوي العوز من أبناء مصر.
علاوة على ذلك قامت الحكومة المصرية ومجلس الوزراء بتبني الفكرة وقامت وزارة الخارجية بتوجيه تعليمات لنا هنا في السفارة المصرية بالكويت لدعم الحملة بتجميع أكبر عدد ممكن من البطاطين والأغطية علاوة على توفير الملابس الشتوية الأخرى، خاصة ان البطاطين وسيلة فعالة وعملية وسهلة وسعرها في المتناول، ولو كان بمقدور الحكومة وأبناء مصر توفير وسائل أخرى للتدفئة مثل الدفايات الكهربائية لما ترددنا في ذلك.
وقد أعلنت جمعية النجاة الخيرية في الكويت عن مبادرة استقبال التبرعات في فروعها والتنسيق مع السفارة لتوزيع المساعدات في مصر بالمناطق الفقيرة والعشوائيات.
• ما الذي تمثله هذه المبادرة؟
في الحقيقة لما علم القائمون على جمعية النجاة الخيرية في الكويت بانطلاق حملة المليون بطانية قامت ادارة الجمعية بتوجيهات مدير عام الجمعية الدكتور محمد الأنصاري، بالاتصال علينا في السفارة المصرية، رحبنا بمشاركة جمعية النجاة في الحملة نظرا لجهودها الخيرية وخبرتها الطويلة في مجال العمل الخيري والإنساني.
ما أود أن أوضحه أن جميع المسؤولين في جمعية النجاة الخيرية أبدوا تعاونا كبيرا مع جميع الزملاء بالسفارة، وحصلت الجمعية على جميع الموافقات القانونية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ونحن من جانبنا قمنا بالتواصل مع وزارة الخارجية المصرية لتسهيل إجراءات هذه الحملة في مصر، وتم كل شيء بشكل قانوني، وتمت موافقة وزارة الخارجية.
ووجدنا رد فعل طيبا من جمعية النجاة الخيرية باستعدادها لانجاز الحملة، وقامت بفتح جميع فروعها ولجانها الخيرية المنتشرة في جميع أنحاء الكويت، لاستقبال المساهمات من المواطنين المصريين في الكويت، علاوة على ذلك قامت جمعية النجاة التي لم تقصر بل قامت بواجبها على أكمل وجه بتخصيص خط ساخن لاستقبال المساهمات من أبناء مصر، ونحن من جانبنا نشكر الجمعية على هذه الجهود التي تصب في تعزيز العمل الخيري.
• حدثنا عن الجهات الداعمة للحملة؟
في الواقع إن هناك أطرافا كثيرة تقدم كافة أشكال الدعم للحملة منها برنامج القاهرة اليوم الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب وهو صاحب الفكرة، وبرنامج «القاهرة اليوم» يقدم الجزء الدعائي للحملة بالإضافة إلى البرامج التلفزيونية الأخرى التي تدعم الحملة دعائيا وإعلاميا، علاوة على ذلك فإن مجلس الوزراء في مصر يساند الدعوة بقوة وأعطى تعليماته لوزارة الخارجية التي بدورها قامت بتوجيهنا في السفارة المصرية إلى تقديم كافة أشكال الدعم للحملة. ومن الجهات الأخرى الداعمة للحملة جمعية «مصر الخير» و«دار الأورمان»، علاوة على شركة «دي، إتش، إل DHL» فقد تكفلت من جانبها بتوصيل البطاطين والأغطية مجانا إلى أهالينا في مصر.
• كيف تقيم دور جمعية النجاة الخيرية وتحمسها للمشاركة في الحملة؟
إنني أشيد بالدور الرائع والفعال الذي تشارك به جمعية النجاة الخيرية للمشاركة في الحملة وتحمسها، حيث ان الجمعية لا تستهدف إلا فعل الخير وتعزيز العمل الإنساني بالدرجة الأولى، ونثمن جهود القائمين على الجمعية بداية من رئيسها الدكتور محمد الأنصاري إلى أصغر موظف فيها لهم منا هنا في السفارة ومن أبناء مصر كل الشكر والتحية، كما نشيد إشادة كاملة بأبناء مصر لتلبيتهم لنداء الأهل في مصر المحروسة.
• ما الشريحة المستفيدة من الحملة؟
في مصر فئات غنية وأخرى متوسطة الدخل وثالثة فقيرة وأخص بالذكر الفئة الثالثة الفقيرة فتلك هي الشريحة المستفيدة من الحملة، وأعداد هذه الفئة ليست بالقليلة، ونأمل وصول أكبر عدد من المساهمات لهذه الشريحة.
• هل هناك جهات محددة يتم التنسيق معها في مصر لتوزيع البطاطين والأغطية؟
نعم هناك جهات في كل المحافظات حيث يتم التنسيق مع فروع دار الأورمان وفروع جمعية مصر الخير، وكلتا الجهتين لها فروع في كل أنحاء الجمهورية، حيث تتولى توزيع المساهمات على أهالينا في مصر.
تسهيلات وترتيبات
• ما التسهيلات والترتيبات التي تقدمها السفارة لجمعية النجاة في سبيل إنجاح هذه الحملة؟
في الحقيقة إن السفارة المصرية قامت بإعداد مذكرة وتم تقديمها لوزارة الخارجية الكويتية في هذا الشأن، وقامت وزارة الخارجية من جهتها بالتواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت وتمت الموافقة على تفعيل الحملة وتمت الموافقات وتسهيل الإجراءات في وقت قياسي قصير نظرا لظروف الجو البارد في مصر وذلك لضمان الإسراع في توزيع المساهمات من بطاطين وأغطية حيث ان الأمر لا يحتمل التأخير، وبدورها تفاعلت معنا جمعية النجاة الخيرية تفاعلا كبيرا في سبيل إنجاح الحملة.
العمل الخيري الكويتي
• العمل الخيري والإنساني بالكويت يميز أهل الكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد. حدثنا عن اوجه المساعدات والدعم الذي تقدمه الكويت ومؤسساتها الخيرية.
لقد جبل أهل الكويت على فعل الخير وجابت مساعداتهم شتى بقاع الخير، ولأمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله أياد بيضاء في كل أنحاء المعمورة وليس في الدول الفقيرة فقط، ولكن حتى في الدول الغنية و الدول العربية وفي موضوع سورية أبرز مثال حيث نثمن جهود سمو الأمير في تنظيم مؤتمرين للمانحين لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين المتواجدين في المناطق الحدودية، فضلا عن مساهمات الكويت في غزة، بالإضافة إلى مساهمة الكويت المالية لأبحاث في مكافحة فيروس الأيبولا في إفريقيا، ولهذا استحقت الكويت ان يتم تكريمها من قبل هيئة الأمم المتحدة واستحقت أن يطلق عليها مركزا إنسانيا عالميا، واستحق سمو الامير الشيخ صباح الأحمد أن يتم تكريمه ويطلق عليه قائد العمل الإنساني، وللمرة الأولى في العالم يتم منح هذا اللقب لأحد الزعماء وهو سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
• كيف يتم ضمان وصول المساهمات لمستحقيها ؟ وهل هناك جهات رقابية لتوصيل المساعدات لأصحابها؟
في الحقيقة إن هذه الأمور وإن كانت في المقام الأول تعتمد على الضمير الإنساني واننى على يقين أن القائمين على أعمال الخير والبر في مصر وفي الكويت ضميرهم يقظ في فعل الخير، إلا أننا لا نكتفي بالضمير وحده بل هناك أمور رقابية من قبل الحكومة المصرية التي تراقب عن كثب توصيل هذه المساهمات إلى مستحقيها، من خلال دار الأورمان وجمعية مصر الخير لإيصال هذه المساعدات.
• بخلاف أفرع جمعية النجاة الخيرية في الكويت، هل هناك جهات أخرى يتم من خلالها تجميع المساهمات ؟
من المعلوم أن أفرع جمعية النجاة منتشرة في مختلف مناطق الكويت، والمصريون موجودون في كل أنحاء الكويت، لذلك فإن فروع الجمعية ولجانها الخيرية تعد أمرا مثاليا لتجميع المساهمات.
• هل هناك وسيلة اتصال من خلالها يمكن للمصريين المتبرعين تقديم مساهماتهم؟
يمكن الاتصال على الخط الساخن للجمعية هاتفيا / 55644002 أو التواصل مع مندوبى جمعية النجاة أو الذهاب إلى فروع الجمعية المنتشرة بالكويت وذلك للعمل على استقبال المساهمات، وفي الحقيقة إن عملية توفير مندوبين من قبل جمعية النجاة لاستقبال وتجميع التبرعات والمساهمات يعد عملا رائعا من قبل الجمعية يستحق القائمون عليه كل الشكر والتقدير… عمل رائع بالفعل.
• كلمة أخيرة
أكرر شكري لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على مساهماتها ومساندتها للعمل الخيري، وأثمن عاليا جهود جمعية النجاة الخيرية، والشكر موصول أيضا إلى وزارتي الخارجية والشؤون الكويتيتين، وأشكر كل من ساهم في هذا المشروع، وأشكر جميع الجهات المساهمة في المشروع مثل جمعية مصر الخير ودار الأورمان وشركة «دي إتش إل DHL»، وكذلك برنامج القاهرة اليوم، وكل من ساهم في هذه الحملة المباركة بإذن الله.