طمست الأحداث السياسية الساخنة خبر وفاة المطربة اللبنانية صباح وبعدها وفاة الشاعر اللبناني سعيد عقل، اللذين توفيا عن أعمار متقدمة ولم يفصل بين وفاتيهما أكثر من ثمان وأربعين ساعة في آخر أسبوع من الشهر المنصرم، فصباح التي تمنت الموت كثيرا توفيت فجر الأربعاء عن عمر ناهز 87 عاما، أما سعيد عقل الذي تجاوز عمره القرن فقد توفي صباح يوم الجمعة.
***
مطربة غَرِدة وشاعر قوّال حملا اسم بلدهما لبنان ونثراه في قلوب الناس كمن ينثر الورد. صوت الشحرورة الذي تغار منه البلابل وشخصيتها المتفردة ومغامراتها العاطفية التي تجلت بزواجاتها المتكررة، وأغنياتها التي لم يزل يرددها الناس، وسعيد عقل الشاعر الذي كتب أجمل القصائد ونحت من كلماته أكثر النصوص دهشة وجمالا جميلا، وهو المسيحي الذي غنى لـ «مكة وأهلها الصيدا».
***
شاعر ومطربة اختصرا حالة الفن والأدب حين يشكلان جناحين للوطن يحملانه إلى كل المحافل وينقشانه في الصدور، ويحفظانه في الذاكرة، الأول تمترس في لبنانيته والثانية غنت للضيعة، فأقبل لبنان في صدور الناس كمهرة تجري بين الغيوم، فذلك هو الفن وذلك هو الادب، ولذلك تهتم المجتمعات والدول برعاية الفنون والآداب الحقيقية والخالدة،
لا المزيفة الكذوب.
salah_sayer@