يتساءل الكثيرون عما يحصل في المجتمع الكويتي من سلوكيات بعيدة عن الضبط الاجتماعي وتصرفات شاذة وأخبار عن مشاجرات في مجمعات تجارية وفي الشارع وفي الأماكن العامة وانتشار المخدرات من قبل شباب هم عماد المستقبل لبناء هذا البلد الجميل المعطاء، تتحفنا بها الصحف، حتى أضحت الأخبار الأمنية تأخذ حيزا لا بأس به من صفحاتها كما يدلي المسؤولون الأمنيون والتربويون بتصريحات حول هذه السلوكيات لتوعية المواطنين بخطورة تلك التصرفات وخاصة تعاطي المخدرات.
والإجابة عن ذلك التساؤل هو ان من امن العقوبة أساء الأدب حيث تعود بعض الشباب المستهتر على القيام بتصرفات وسلوكيات غير منضبطة منذ فترة طويلة ولم تكن مواجهتها بالشكل المطلوب مما جعل تلك التصرفات أشبه بالظاهرة المجتمعية وبصورة شبه يومية مما أدى الى تفشيها وهذا بلا شك له انعكاسات سلبية على الشعور بالأمن والطمأنينة في المجتمع الكويتي، وعليه فان علينا الاعتراف بأن هناك مشكلات يواجهها المجتمع الكويتي كانتشار المخدرات والمعاكسة وثقافة العنف كما يجب علينا أن نقر بالتقصير من قبل الجهات المسؤولة في الدولة حول مواجهتها لتلك الظواهر.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن حقيقة الامر تتطلب الاعتراف بأن هناك مشكلة والذي هو البداية لحلها، كما ان الاعتراف بالخطأ والتقصير لهو دليل قوة، وليس ضعفا، وعليه ماذا نفسر دخول الكميات الكبيرة من المخدرات إلى البلاد وهذا ما تنشره الصحف المحلية عن إلقاء القبض على متهمين متعاطين وتجار بحوزتهم مخدرات بأنواع مختلفة، ولنا الحق في أن نتساءل كيف دخلت إلى البلاد على الرغم مما تقوم به الدولة من توفير ميزانيات كبيرة لتوفير الأجهزة الحديثة لإجراءات التفتيش في المنافذ البرية والجوية والبحرية ألا يستدعي ذلك التحقيق لمعرفة أوجه القصور في هذا الشأن؟ نحن لا نقلل من شأن الجهات المعنية التي تقوم بدور بارز في حماية المجتمع من هذه السموم وما تقوم به من إحباط محاولات كثيرة من ادخالها الى البلاد ولكن في نفس الوقت الاستغراب في محله عن وجود هذه الأعداد من المتهمين والمخدرات بشبه يومي داخل المجتمع، كيف دخلت؟ وكيف تجاوزت المنافذ والإجراءات الأمنية والجمركية؟
إن كنا فعلا نريد حماية مجتمعنا من هذه السموم التي بدأت تنتشر بين أبنائنا فلابد من الوقوف على كيفية دخولها إلى البلاد على الرغم من الإجراءات المشددة التي تقوم بها الجهات المسؤولة ان كنا نريد فعلا حماية أبنائنا والحفاظ على مستقبلهم بما ينعكس إيجابا على أمن واستقرار المجتمع الكويتي وهذا ما نأمله.