انتقد المحلل الاقتصادي فواز الشيباني اعلان الحكومة توفير وخلق وظائف للشباب في المدى المنظور، مشيرا الى انها «بحاجة إلى نصف مليون وظيفة لخريجي الجامعات من الشباب خلال 15 عاماً بسبب زيادة أعداد الخريجين لمستويات غير مسبوقة»، لافتاً الى أن مشاريع الحكومة في القطاع النفطي والمشاريع الاسكانية «لم توضح الأعداد الحقيقية للشباب الذين يمكنها استيعابهم».
وأشار الشيباني في بيان صحافي الى أن «الأرقام لا تكذب، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل 17 ألفاً و562 مواطنا، منهم 3291 من الذكور يمثلون %18 من الاجمالي، فيما يصل عدد المتعطلات الإناث 14287 عاطلة وبنسبة %81.28، وذلك وفق أرقام ديوان الخدمة المدنية للباحثين عن العمل حتى منتصف العام الحالي».
واعرب عن استغرابه من أن «الحكومة تحارب نفسها في ملف الشباب، ففي الوقت الذي تحرص فيه على تشجيعهم للعمل في الخاص، نجدها تمنح مزايا كبيرة للعاملين في الحكومي مثل الأمان الوظيفي، وهو ما يعتبر غائبا ومفقودا في القطاع الخاص».
واستدرك قائلا: «هناك تخبط في من يتم تعيينهم بالحكومة، بوضعهم في أماكن لا تتناسب مع مؤهلاتهم، بينما الكثير من خريجي الجامعات الأجنبية العريقة يعملون في وظائف لا تتناسب مطلقاً مع شهاداتهم، وهذا خلل كبير يعاني منه سوق العمل الحكومي».
ولفت الى أن غياب «نظام التحفيز» الذي يشجع المجتهد والمثابر في العمل بالوزارات والقطاع النفطي «اضاع قدرات الكفاءات البشرية، وجعل نظام الترقيات والحوافز والثواب والعقاب وفق نظام الأقدمية وليس الكفاءات»، مبينا أن هموم الشباب وأولياء الأمور «تزداد يومياً في وقت يهيمن فيه مليون و400 ألف وافد على الوظائف في القطاع الخاص، في حين لا تتعدى نسبة الكويتيين العاملين هناك سوى %17 فقط، لتصبح برامج الحكومة على مدى 10 سنوات الماضية مجرد كلام «مكرر» وقرار «مؤجل».