جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / التحديات المستقبلية أمام الخليج

التحديات المستقبلية أمام الخليج

لا نعرف الأسباب والدوافع التي جعلت وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون يؤجلون اجتماعهم المقرر عقده في الدوحة. قطر يوم الاثنين الموافق 8 ديسمبر.. وقد اوردت وكالات الانباء العالمية بان اجتماع القمة الخليجية في الدوحة سيعقد في مكانه وزمانه لكن ليوم واحد فقط.
لقد استبشرنا خيرا نحن شعوب الخليج بان القمة الخليجية ستعالج القضايا الامنية المعقدة التي برزت مؤخرا بالمنطقة بعد بروز حركة داعش والتوسع الايراني في العراق وسورية واليمن ولبنان.
السؤال: هل يمكن حل كل المشاكل الداخلية العالقة في اجتماع يوم واحد؟، هل يمكن لدول الخليج استرجاع نفوذها ومبادراتها اليوم بعد انخفاض اسعار النفط وازدياد التمدد الايراني في المنطقة وازدياد وتيرة الشباب الخليجي المغرر بهم والذين ينخرطون في عمليات جهادية مع الدولة الاسلامية (داعش) او النصرة؟.. لا ينكر احد بان دول الخليج العربية قد وضعت كل ثقلها في مواجهة الارهاب والتصدي له من منظور امني وهذا التوجه لن يحل المشكلة لانه توجد ابعاد ثقافية واجتماعية وتعليمية واقتصادية وطائفية للمشاكل العالقة والخاصة بالتطرف والارهاب.
هنالك تحديات امنية رئيسية لم تتطرق لها القمة مثل كيفية التعامل مع الولايات المتحدة ودورها المتغير في المنطقة وكيفية التعامل مع تردي الاوضاع في فلسطين واحتمال تردي الاوضاع فيها اكثر مما ينذر باندلاع انتفاضة جديدة حتما ستؤثر في دول المنطقة العربية ككل.. كيف ستتعامل دول الخليج مع المتغيرات السريعة في الطرق.. خصوصا ان التدخل الايراني اصبح واضحا وعلنيا بتدخل القوات البرية الايرانية وتدخل الطيران الايراني بضرب مراكز الدولة الاسلامية في العراق؟!
كيف ستتعامل دول الخليج مع الوضع المتفجر في اليمن بعد تمدد الحوثيين في اكثر من مدينة يمنية.. المجهود الطيب الذي دفعت به دول الخليج لضمان استقرار اليمن والعراق وسورية ولبنان بدأ ينهار حيث تجد دول الاعتدال العربي ومنها دول الخليج نفسها محاصرة بتزايد نفوذ جماعات الاسلام السياسي المتطرفة، لا نعرف هل يعي القادة الخليجيون خطورة الدور الذي تلعبه ايران في القضية الفلسطينية فهي تنطلق في سياساتها وكأن العرب والمنطقة جزء من مناطق نفوذها، واخيرا نتساءل بعد تراجع وتذبذب السياسة الامريكية في المنطقة واكتشاف القادة والشعوب العربية بان السياسة الامريكية ومصالحها متغيرة دائما، خصوصا انها مستاءة من تردد عرب الخليج وعدم اخذ المبادرة في محاربة الجماعات المتطرفة مثل داعش في العراق وسورية واليمن وغيرها.. الولايات المتحدة لا تريد زج قواتها في حروب عبثية في المنطقة، لذلك لم تمانع التدخل الايراني في المنطقة لملء الفراغ.
امام القادة العرب في الخليج تحديات مستقبلية يجب عليهم الاستعداد والتصدي لها مثل تزايد النفوذ الصيني والروسي والهندي على مستوى العالم، هل لدينا استراتيجية خليجية موحدة للتقرب لهذه الدول كبديل استراتيجي بعيد المدى عن الغرب؟!!

د.شملان يوسف العيسى

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*