تشارك دولة الكويت في الورشة الدولية للعواصف الرملية والغبارية المنعقدة حاليا في مدينة اسطنبول التركية بمشاركة عدد كبير من خبراء البيئة من دول العالم.
وقال الباحث في مركز البيئة والحياة الفطرية في معهد الكويت للابحاث العلمية د. علي الدوسري إن الاهتمام زاد في الآونة الأخيرة بظاهرة الغبار المعدني المنقول في الهواء الجوي مشيرا إلى إن الغبار المعدني يلعب دورا مهما في المناخ العالمي من خلال تداخله في التأثير بدورة التوازن للاشعاع الشمسي في الغلاف الجوي عبر الامتصاص أو الانعكاس على حد سواء.
وأضاف الدوسري «ان الطوز هو الاسم المحلي لعواصف الغبار في الكويت والهبوب في السودان والخماسين في مصر وفلسطين والشعف في جنوب المملكة العربية السعودية والكوسا في اليابان» مشيرا إلى أن كلمة الهبوب دخلت إلى قاموس اللغة الإنجليزية بعيد انتشار رقعة العواصف الغبارية العاتية في جنوب القارة الأوروبية والأراضي الأمريكية بعد اتساع رقعة الأراضي المتدهورة وامتداد فترات الجفاف التي أدت الى توسع رقعة مصادر الغبار على مستوى العالم.
وأوضح «ان وجود الغبار يعتبر نتاجا طبيعيا للظروف المناخية وخواص التربة والمحتوى الرطوبي الضعيف والغطاء النباتي المحدود علاوة على الاستخدام السلبي للأراضي».
وأكد الدوسري ان الورشة الدولية للعواصف الرملية والغبارية في اسطنبول تهدف الى أربعة أمور رئيسية أبرزها مراجعة وتطوير السياسات والاجراءات المختصة بالعواصف الترابية والغبارية ثم تبادل الخبرات وقصص النجاح بين الدول في مجال التعامل مع العواصف الترابية والغبارية.
كما تهدف الى تطوير ووضع أسس للتعاون المشترك في مجال نقل التكنولوجيا المستخدمة بمجالات الرصد والتحكم في العواصف إضافة الى وضع الخطط النوعية لتوجيه الرأي العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال التعليم في الاحتياطات والاجراءات الواجب اتخاذها بمجال التعامل مع العواصف الترابية والغبارية.
وقدم الوفد الكويتي متمثلا بالدكتور علي الدوسري ورقة علمية حول تجربة الكويت في دراسة الظاهرة والتي بدأت منذ عام 1954 في مجال الدراسات المناخية و1979 في مجال الدراسات العلمية.
وارتكزت الدراسة على رصدر حركة العواصف الغبارية لمدة عقد من الزمن (2000-2010) والتي من خلالها تم تحديد المصادر المحلية والاقليمية والعالمية وكذلك تحليل الغبار بمكوناته المعدنية وعناصره والنويدات المشعة والمواد العضوية وخاصة حبوب اللقاح بأنواعها.
كما ارتكزت على وضع خرائط تفصيلية لكميات الغبار على دولة الكويت وخرائط اخرى تفصيلية للصفات الفيزيائية والكيميائية وعلى تجربة الكويت والاهتمام الزائد في الآونة الأخيرة بظاهرة الغبار المعدني المنقول في الهواء الجوي. يذكر ان ورشة العمل انطلقت أمس الخميس واختتمت أعمالها اليوم الجمعة ومن أبرز توصياتها دعم انشاء نظام إنذار مبكر للعواصف الغبارية والترابية في منطقة غرب آسيا تستفيد منها كافة الدول والجهات ذات الاختصاص وحث الدول على فتح بياناتها المناخية والعلمية للمنظمة العالمية للمناخ لوضع نموذج توقعي أدق لتلك العواصف والاهتمام بالاثر الاجتماعي والاقتصادي الناتج عنها والتوسع في تطبيقات التحكم بالرمال والغبار بواسطة تأهيل مصادر الغبار باستخدام النباتات الفطرية على غرار تجربة الكويت وتركيا ومصر والعراق وايران.