الرئيسية / عربي وعالمي / صحيفة: بعد أن تخلت عن #سوريا.. ما دور #أمريكا في العالم؟

صحيفة: بعد أن تخلت عن #سوريا.. ما دور #أمريكا في العالم؟

نقاش محتدم داخل أروقة دوائر الأبحاث وصنع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية حول ما يمكن وصفه بالدور الأمريكي في الخارج، خاصة عقب التخلي الأمريكي عن سوريا، والسماح لقوة مثل روسيا بالتحكم في أوراق اللعب، فهل هو تخلٍّ أمريكي طوعي عن هذا الدور الذي أدته في الخارج طيلة عقود، أم أن واشنطن لم تعد لديها الرغبة أو القدرة للقيام بمغامرات فاشلة كما حصل في العراق عام 2003؟

أسئلة تناولتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في محاولة لتفسير تراجع الدور الأمريكي في سوريا، وما يمكن أن يجره ذلك على العالم في حال تخلي أمريكا عن التزاماتها.

أمريكا، ووفقاً للصحيفة، أصبحت “بطلاً لحقوق الإنسان والديمقراطية”، من خلال دور فريد قامت به، بالإضافة إلى التزامها مع القوى الكبرى بهذه المشتركات، غير أن فرضية تخلي أمريكا عن دورها في العالم يطرح تساؤلات مثيرة للجدل حيال المرحلة المقبلة.

يقول جوزيف س ناي، الأستاذ في جامعة هارفرد، إن مثل هذا النقاش متكرر طوال التاريخ الأمريكي، وهي أمور قد تعود إلى الأساطير الأمريكية المؤسِّسة.

فرانسيس فوكوياما الأستاذ بجامعة ستانفورد قال، إنه ومنذ أن أسست أمريكا كان السؤال الجوهري أن نجاح الديمقراطية في العالم مرتبط بنجاحها هنا في أمريكا، وهو ما قامت به أمريكا منذ تأسيسها، لقد برزت كقوة عالمية منذ أوائل القرن العشرين.

وإذا كانت أمريكا ترى دوماً أن من واجبها الأخلاقي نشر الديمقراطية في العالم من خلال قوتها الاقتصادية والإعلامية والعسكرية، فإن هناك من المسؤولين الأمريكيين من كان يرى أن هذه المهمة ليست مجرد واجب أخلاقي، وإنما أيضاً جزء من سلطة أمريكا، وأن الشعوب سوف ترحب بأي تدخل أمريكي ما دام أنه سيعمل على صون كرامة الإنسان، غير أن ما جرى في فيتنام وأفغانستان والعراق، وحالياً سوريا، رفع من حدة الجدل حول طبيعة الدور الخارجي الذي يفترض أن تؤديه أمريكا في العالم.

الدور الأمريكي في العالم كان فكرة نمت تدريجياً منذ تأسيسها، وساعد على نمو هذه الفكرة انتصار الولايات المتحدة الأمريكية في الحربين العالميتين، ومن ثم بات كثيرون يرون أن على أمريكا واجباً أخلاقياً في مساعدة الدول الأخرى، وأي تخلٍّ عن هذا الواجب يمثل اهتزازاً للقيم التي قامت عليها.

يقول فوكوياما إن هذا الشعور هو الذي دفع أمريكا إلى غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين دون الرجوع إلى مجلس الأمن الدولي.

ولكن ماذا عن سوريا؟ يقول فوكوياما إن نفس الدوافع ما زالت موجودة، هي اليوم مسؤولة عن إيجاد مخرج للخراب الإنساني الدائر في سوريا، ولكن البعض يرى أنها ليست قادرة على القيام بهذه المهمة.

من ثم ألا تريد الولايات المتحدة استخدام قوتها أم أنها بدأت تفقد ذلك؟

يقول البروفيسور ناي من جامعة هارفارد إن الولايات المتحدة إذا لم تتدخل في أزمة بالعالم فإنها تخسر، هذا المنطق الذي يسود في واشنطن، وهو ما يعطي شيئاً من السلطة الأخلاقية التي هي أساس للقوة الحقيقية.

في حين يرى فوكوياما أنه إذا كان لديك القدرة على الحفاظ على القوة من أجل القوة، فإنه يتطلب أن يكون لك دور ما، غير أنه بذلك سيبقى دوراً منقوصاً، ولكن تبقى الخشية من أن يؤدي التدخل في سوريا إلى نتائج عكسية كما حصل في العراق.

جيرمي شابيرو، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، يرى أن الولايات المتحدة أنفقت كثيراً من السلطة، وصولاً إلى ما ترجوه من نتائج، وأثبت التدخل الأمريكي في السنوات الأخيرة أنه كان صعباً عليها للغاية، بل إنه لم يحقق لها ما كانت ترجوه من نتائج.

السنوات التي تلت الحرب الباردة شهدت سلسلة من الانتصارات الأمريكية في بنما وحرب الخليج والبوسنة والهرسك، وهي انتصارات خلفت- كما يقول شابيرو- مشكلة السلطة الأمريكية المطلقة، وأن أي مشكلة في العالم قابلة للحل بواسطة القوة الأمريكية إذا كان هناك إرادة سياسية كافية.

أمريكا- كما يقول البرفسور ناي- تدفع ثمن التوهم بأنها القوة المطلقة، لقد استسلمت أمريكا لهذه الأوهام عندما كانت تعتقد أنها يمكن أن تفعل أي شيء بسهولة.

سوريا، فجرت نقاشاً أخلاقياً كبيراً حول ما يجب أن تفعله أمريكا، وهل هذا الواجب أخلاقي أم أنه نابع من القوة والسلطة التي تتمتع بها أمريكا، خاصة أن هناك كثيراً من المشككين داخل البيت الأبيض ممن يعتقدون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تخلى عن سوريا وعن الدور الأمريكي الواجب القيام به هناك.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*