وكأن هؤلاء القوم لا يعجبهم كلام الله عز وجل، أو كأنهم يعترضون عليه، وإلا فلماذا يقررون ان يعملوا عكس ما أمر به في كتابه العزيز، بل ويجادلون بحماس وبالباطل كل من يعترض على فهمهم السقيم للقرآن، ويكفرونه ويخرجونه من ملة الاسلام، وربما قاموا بقتله.يقول الله عز وجل: {لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} وهي آية ولا أوضح على ان ما يقوم فيه أفراد عصابة داعش، ورفاقهم التكفيريين في القاعدة والنصرة ووو، من اجبار الناس على الدخول في الاسلام، والا فالموت هو العقاب، خروج على مفهوم الآية. انظر الى الواحد من هؤلاء الطواويس وهو يفاخر بنفسه ويزكيها، واضعا نفسه فوق الجميع لأنه يظن في نفسه من التقوى والورع ما يكفي ويزيد، بالتالي يمنح نفسه أحقية املاء ما يريد على الآخرين، وهم عليهم السمع والطاعة فقط، متجاهلا الآية الكريمة ذات الدلالة العظيمة {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، فالآية واضحة المعنى لا تقبل أي تأويل، فكلنا ظالمون بشكل أو بآخر، ولا أحد فينا أفضل من الآخرين أو أحسن منهم.حتى التعامل مع أهل الكتاب يتم بشكل وحشي يفتقد العدالة والانصاف، وفيه تجاوز وإعراض عن آيات الله، فقد قال الله في سورة آل عمران عن أهل الكتاب {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون.يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين. وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين}. تلك الآيات الواضحات عن الذميين يأتي من يفسرها على هواه وبما يخدم أفكاره، فهم بالنسبة له كفار، أما نحن فما علينا الا نتفق معه، ونقبل منه هذا الكلام، وكأنه أخذ وكالة من السماء، وبالتالي فان تفسيره للآيات هو التفسير السليم الذي لا تفسير بعده.قد نقبل – في بعض الأحيان – تفسير شيخ دين لبعض الآيات ذات التركيب اللغوي الصعب الذي يتطلب متخصصين في اللغة العربية، ولكننا لا يمكن ان نقبل بتفسير المفسر، وتوضيح الواضح، فنحن أيضا أصحاب ألباب، ولدينا عقول، والقرآن نزل علينا جميعا، ولم ينزل على فئة معينة منا لكي تحتكره لنفسها، وتفسره على هواها، بل وتكفرك اذا اعترضت على تفسير تراه غير صحيح.الخلاصة، الله سبحانه وتعالى أعطانا العقل لكي نتفكر، ونتدبر، ونعقل، فنعمّر الأرض ونبنيها، لا ان ننشغل بتكفير خلق الله، فنحرقها وندمرها كما يفعل التكفيريون الذين ابتلي فيهم العالم الآن.على كل منا ان ينشغل بنفسه وعيوبه وظلمه، ويترك الآخرين وشأنهم، واذا أراد ان يكون فعالا فليقل خيرا أو ليصمت.
عزيزة المفرج
al*******@al*****.kw