اكد الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس علي اليوحة ان الاسهامات العلمية التي ميزت الحضارة الاسلامية جاءت نتيجة لعوامل عدة منها النظرة الانسانية والعالمية للاسلام.
وقال:” الدليل على ذلك التميز اسهام الكثير من المترجمين والعلماء المنتمين الى اديان واقوام مختلفة في بناء هذا الصرح العلمي ، وهذا المؤتمر الذي يقام ضمن فعاليات الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016 يشكل جزءا من مجموعة الانشطة الثقافية والفكرية والعلمية التي تميز هذه التظاهرة المهمة “في حياتنا الثقافية العربية“.
واكد اواصر الاخوة بين مختلف الشعوب العربية وما يقدمه علماؤها وباحثوها واساتذتها من اسهامات علمية وفكرية وثقافية تدفع بالثقافة العربية في زمن العولمة نحو التطور والازدهار.
وأوضح ان عنوان المؤتمر يعد خير دليل على ما قدمته الثقافة الاسلامية للانسانية طيلة قرون من العطاء العلمي في مختلف الميادين العلمية والعملية والنظرية.
وقال انه “لا يخفى عليكم ما يشكله هذا التاريخ العلمي الذي سطرته جهود علماء امثال الخوارزمي والرازي وابن الهيثم والفارابي وابن رشد وغيرهم من اثر ايجابي على حياتنا العلمية المعاصرة“.
من جهته ذكر الاستاذ الدكتور مجدي عبدالحافظ في كلمة القاها ممثلا عن المشاركين في المؤتمر “اننا في هذا المناسبة نستدعي ونستذكر الارث العظيم الذي تركه لنا الاباء والاجداد في شتى الفنون والعلوم والمعارف“.
وأضاف عبدالحافظ ان هذا الارث الذي ظل في زمانه يجتذب القاصي والداني من طلعة العلم والباحثين عن المعرفة في العالم حيث ارسل الاوروبيون ابناءهم الى العالم الاسلامي آنذاك في بغداد ودمشق والقاهرة والاندلس ليتعلموا الفنون والاداب والفلسفة والطب والموسيقى”. وبين ان العرب والمسلمين استطاعوا المزاوجة بين تجربتهم العلمية في الواقع وتأملهم النظري ولعل نجاحهم هذا هو ما ساهم عمليا في تحفيز حركة البحث العلمي في اوروبا في عصري تنويرها ونهضتها.
وقال ان رؤية المسلمين في البحث العلمي اندمجت في سياق متعدد الابحاث وفي اطار ورؤية تكاملية ادت الى ان يفهم المسلمون معنى التوازن البيئي واهميته وفي اطار نظرة كونية عامة لم تكن يوما بمعزل عن البحث عن سعادة الانسان.
وأضاف ان البعد الديني لم يقف ابدا حائلا أمام تجارب العلماء ومشاهداتهم العلمية الذين استطاعوا تطويع كل تقدم علمي او تقني نظري او تجريبي داخل اطار التأكيد على قدرة الخالق واقروا بأن العناية الالهية هي التي رتبت الاسباب للوصول الى النتائج التي توصلوا اليها.
بدوره قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالله الجسمي في تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر ان المؤتمر يتطرق الى موضوع مهم في العلوم الاسلامية لم يتم التطرق اليه مسبقا بشكل كاف وهو مناقشة الاثار التي تركتها العلوم الاسلامية على الفكر والثقافة الاسلامية.
واوضح الجسمي ان الاوراق المشاركة في المؤتمر سيتم نشرها في كتاب بعد اختتام المؤتمر وستتم طباعته عن طريق جامعة الكويت.
يذكر أن فعاليات مؤتمر (العلوم في الحضارة الإسلامية وآثارها الفكرية والثقافية) يقام برعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح في مكتبة الكويت الوطنية.
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه المجلس الوطني بالتعاون مع جامعة الكويت خلال الفترة من 10 – 12 أكتوبر الجاري نخبة من العلماء والمفكرين ضمن الفعاليات والندوات والأنشطة المقامة احتفالا بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016.
وتناقش جلسات المؤتمر عددا من المحاور العلمية المهمة في الحضارة الإنسانية ومنها العلم والبيئة وحركة الترجمة والآثار الفكرية للعلماء والفلاسفة ومناهج التفكير العلمي ومظاهر التقدم العلمي وأسباب التراجع العلمي واثر العلم والثقافة الإسلامية على النهضة الأوروبية.