أبرزت كلمة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد امام مؤتمر القمة الثاني لحوار التعاون الآسيوي في العاصمة التايلندية بانكوك العديد من النقاط المهمة التي تدعو لترسيخ علاقات التعاون بين دول القارة الاسيوية في مواجهة مختلف التحديات المشتركة.
ولعل أهم ما جاء في كلمة سمو الامير دعوته للعمل الجماعي لمواجهة تلك التحديات الجسيمة والاخطار المحدقة التي لا تزال القارة تعاني منها وفي مقدمتها الحروب المدمرة التي راح ضحيتها العديد من أبنائها وأنهكت اقتصادياتها وعرقلة قدرتها على تحقيق معدلات التنمية المطلوبة.
وحظيت قضايا الفقر وتدني مستوى الرعاية الصحية والامية ومشاكل البيئة والنمو السكاني المتسارع باهتمام كبير من قبل سمو الامير الذي دعا الى مواجهتها عبر العمل الجماعي.
إلا أن سمو امير البلاد وصف العمل الآسيوي المشترك بانه دون مستوى الامال والتطلعات كما لا يعكس أهمية محيطنا الآسيوي بحدوده المترامية وحجمه البشري.
واعتبر الخطوات المحدودة التي أنجزت منذ مؤتمر القمة الاول في دولة الكويت في مجال إنشاء هيئة للتعاون الاكاديمي وهيئة رجال الأعمال والقطاع الخاص ب”انها غير كافية“.
واكد سموه ان ما نملكه من مقومات مشتركة وإمكانيات متنوعة ومتعددة تشكل أرضية صلبة يمكن البناء عليها لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا وأمن واستقرار أوطاننا في جميع المجالات.
ولم تخل كلمة سموه من مطالبة دول القارة الاسيوية باحترام المواثيق والمعاهدات والعمل على حل الخلافات بالطرق السلمية لنقدم للعالم نموذجا راقيا في تعاملنا الدولي يحفظ سلامة أوطاننا ورقي مجتمعاتنا.
وانتقد قانون العدالة في مواجهة الارهاب (جاستا) الذي أقر اخيرا في الولايات المتحدة الأمريكية مؤكدا انه يشكل خرقا للمواثيق والاعراف الدولية التي تحكم العالم واخلالا بقواعدها واضرارا بمصالحنا جميعا.
واكد سموه ادراك الكويت لأهمية محيطها الآسيوي اذ تعمل على الارتقاء بالعمل الاسيوي المشترك لتحقيق تلك النظرة في احتضانها للأمانة العامة للحوار خلال السنوات الثلاث الماضية وسعيها للتفاعل مع مجالات التعاون الستة لحوار التعاون الآسيوي وانضمامها الى مجالي الاتصال والتنمية المستدامة إيمانا منها بأهمية وحيوية العمل في إطار هذين المجالين.
واوضح ان الاعلان في قمة الكويت عن مبادرة لحشد موارد مالية بمقدار ملياري دولار أمريكي لبرنامج يهدف لتمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية ساهمت دولة الكويت بجزء من موازنته آنذاك يأتي في إطار ذلك الحرص داعيا بقية الدول للمساهمة في هذا البرنامج ليتمكن من تحقيق الأهداف السامية له.
ولفت الى اهمية الورقة المقدمة من مملكة تايلند إلى المؤتمر مؤكدا انها تتضمن أفكارا ورؤية متميزة تجسد نظرة حوار التعاون الآسيوي حتى عام 2030 وهي رؤية تعكس عزمنا على التعاون وتضع خططا للمضي قدما في هذا التعاون وترسم آفاقا أرحب له نتطلع لتحقيقها جميعا.
من جانبه حث رئيس وزراء تايلند برايوت تشان او تشا دول القارة الاسيوية على تعزيز التعاون المشترك بينها في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية في ضوء النمو المتسارع في مجتمعاتها.
وشدد او تشا في كلمته امام مؤتمر القمة على ضرورة التنسيق بين دول القارة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية للاتفاق على رؤى موحدة تساعد في تعزيز التكامل المشترك بينها.
ودعا الدول الاعضاء في مؤتمر القمة الثاني الى تشكيل مجموعات عمل اقتصادية بالقارة الاسيوية لبناء اقتصاد قوي ومتنوع وسريع التطور و كذلك لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه دول القارة معا.
واعرب عن استعداد بلاده لان تكون جسرا للتواصل بين دول وشعوب القارة لتحقيق التكامل المنشود داعيا الى الاستفادة من التقدم التكنولوجي في العالم من أجل تحقيق هذا التكامل او “التناغم الاسيوي“.
واكد ان تايلند تمتلك موقعا متميزا يساعدها على تكون ذلك الجسر او المحرك الرئيسي في التنمية المستدامة.
وأعرب رئيس وزراء تايلند عن خالص الشكر الى دولة الكويت على احتضانها سكرتارية دائمة لمؤتمر قمة حوار التعاون الاسيوي مشيدا كذلك باستضافتها لمؤتمر القمة الاول وعملها الدؤوب على تشجيع الحوار الاسيوي.
بدوره اشاد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله بمضامين كلمة سمو امير البلاد امام مؤتمر القمة مضيفا ان كلمة سموه عبرت عن حرص الكويت على دعم حوار التعاون الاسيوي ومساراته المتعددة من خلال هذا التجمع والذي دعا سموه الى عقد اول قمة له في الكويت في العام 2012.
وشدد الجارالله في تصريح ل(كونا) على الاهمية “الكبيرة والفعالة” التي توليها دول القارة لهذا التجمع الاسيوي ودوره في تعزيز التعاون الاقتصادي بينها والنهوض بالقارة الآسيوية ومعالجة هموم ومشكلات ابنائها من تسارع النمو السكاني والامية والصحة.
وذكر ان مؤتمر قمة حوار التعاون الاسيوي يساعد في تحقيق التنمية المستدامة في قارة آسيا معربا في الوقت ذاته عن الامل ان يحقق التعاون اهدافة المرجوة.
واشار الجارالله الى اقتراح تقدمت به الكويت خلال استضافتها مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي بإنشاء صندوق التنمية الاسيوي برأسمال يبلغ ملياري دولار أعلنت الكويت المساهمة بمبلغ 300 مليون دولار في رأسماله.
وقال ان دعوة سمو الامير للدول الاعضاء في مؤتمر القمة للمساهمة في الصندوق المقترح تعكس أهمية هذا الصندوق في دعم التعاون الاقتصادي الاسيوي.