أكدت قطر اليوم الاثنين ان تفعيل “ثورة البيانات” التي اطلقها تقرير الشخصيات رفيعة المستوى المقدم الى الامين العام للأمم المتحدة وجعلها حقيقة ملموسة يعتبر احد المتطلبات الاساسية لإنجاح تنفيذ أهداف اجندة التنمية المستدامة 2030. جاء ذك خلال كلمة أدلى بها وزير التخطيط التنموي والاحصاء القطري الدكتور صالح بن محمد النابت في افتتاح المنتدى العربي بشأن بناء القدرات الاحصائية لثورة البيانات تحت شعار (احصاءات نوعية من اجل تنمية مستدامة).
وقال النابت ان تلك الاجندة التي اعتمدها قادة العالم في 25 سبتمبر 2015 تهدف الى تعزيز السلم العالمي في جو من الحرية اوسع لكافة البلدان والارتقاء والتحول بحياة الامم والشعوب بغية ضمان “الا يتخلف عن الركب أحد” وتحقيق التوازن بين الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادي والاجتماعي والبيئي تشارك فيها كافة شرائح المجتمع لتحقيق اهدافها ال17 وغاياتها ال169.
واوضح “ان اجندة التنمية المستدامة 2030 هي عبارة عن خطة عمل لنا جميعا من اجل الرخاء المستدام الذي نسعى لتحقيقه لنا ولأبنائنا” وذلك عن طريق الشراكة الحقيقية والتعاون مع جميع اصحاب المصلحة الوطنيين والدوليين الساعين الى الامن والامان والتقدم.
واشار الى ان المنتدى يأتي بغية الاتفاق على خارطة طريق تمهد لنهضة جديدة في البيانات تهدف الى تحديث وتطوير البنية الاحصائية الوطنية وتوفير المؤشرات التي اعتمدتها اللجنة الاحصائية للامم المتحدة في دورتها ال47 والتي تقيس مدى التقدم في تحقيق اهداف وغايات اجندة التنمية المستدامة 2030. وذكر ان مثل هذا الاداء سوف يمكن من تعقب التقدم المحرز واصدار التقارير الوطنية في الوقت المناسب والتأكد من ان القرارات التي تتخذ تستند الى الادلة الحقيقية ولاسيما مساعدة الحكومات على المواءمة بين اهدافها التنموية الوطنية واهداف اجندة التنمية المستدامة.
واضاف انه “من الضرورة ان تشمل خارطة الطريق التي نجتمع اليوم لاعدادها على تعزيز انتاج بيانات نوعية شاملة وفقا لاولويات التنمية وكمكون رئيسي من مكونات استراتيجياتنا الاحصائية يهدف الى جمع وتحليل ونشر البيانات الاحصائية اعتمادا على المعايير والمفاهيم المتفق عليها دوليا مصنفة وفقا لتوزيعات متعددة آخذة بعين الاعتبار المبادئ الاساسية للاحصاءات الرسمية ومستجيبة لحاجات المستخدمين في الوقت المناسب“.
وافاد بان استخدام التكنولوجيا المعاصرة والابتكار في الاحصاءات الرسمية يمكن من الوصول الى مصادر جديدة للبيانات كالبيانات الضخمة المتمثلة بالصور الجوية وما توفره وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية من بيانات.
وبين اهمية اعتماد سياسات فعالة لنشر البيانات وتوفيرها للمستخدمين بشكل يسهل استرجاعها وفهمها واستخدامها وتحويلها الى معلومات تستخدم في اعداد السياسات واتخاذ القرارات بغية “الا يتخلف عن التعداد احد” باعتبار ذلك من حقوق الانسان.
ونظم المنتدى المقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزارة التخطيط التنموي والاحصاء القطرية بالتعاون مع منتدى الشراكة في الاحصاء من اجل التنمية في القرن ال21 (باريس 21) والمركز الاحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وسيتم خلال المنتدى الذي يستمر يومين استعراض العديد من التحديات التي تواجه الاحصاءات الرسمية في المنطقة العربية منها ما يتعلق بسرعة الاستجابة لمتطلبات اجندة التنمية المستدامة من البيانات وتمويل الانشطة الاحصائية واستخدام الابتكار والتكنولوجيا والبحوث التطبيقية في العمليات الاحصائية.
ومن المتوقع ان يخرج المنتدى بخارطة طريق تحدد خطوات بناء القدرات الاحصائية بغية توفير البيانات للمستخدمين الوطنيين والدوليين في الوقت المناسب واستخدامها في اتخاذ القرارات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.