في حادثة بشعة تنذر بتفاقم الوضع المتوتر أصلاً في القدس والأراضي المحتلة، أقدم جنود إسرائيليون على قتل الوزير الفلسطيني المسؤول عن ملف الاستيطان زياد أبوعين خلال احتجاجات سلمية في الضفة الغربية أمس، رفع خلالها المتظاهرون أغصان الزيتون.
وتعرض أبوعين للضرب بعقب بندقية وبخوذة عسكرية على رأسه، وأطلق عليه الجنود الإسرائيليون عبوة غاز مسيل للدموع، بحسب صور نشرت على الإنترنت، وظهر فيها الوزير فاقد الوعي قبل نقله بسيارة إسعاف ومفارقته الحياة في الطريق إلى مدينة رام الله.
وجرت التظاهرة تلبية لدعوة أهالي قرية ترمسعيا شمال رام الله، احتجاجاً على نشاط استيطاني على أراضيهم. وحمل المتظاهرون، ومنهم أجانب، أشتال زيتون من أجل زراعتها على الحدود مع مستوطنة «عيد عاد» الملاصقة للقرية.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الاعتداء الوحشي الذي أدى إلى استشهاد المناضل وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، معتبراً أنه «عمل بربري لا يمكن السكوت عنه أو القبول به».
وقال: «سنتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق» في مقتله، معلناً الحداد ثلاثة أيام.
وقبيل الاعتداء، قال أبوعين للصحافيين، إن «جيش الاحتلال يمارس الإرهاب على شعبنا. جئنا إلى أرضنا لنزرع الشجر، وهم يعتدون علينا منذ وصولنا، ولا أحد ضرب حجراً أو قام بالاعتداء. هذا جيش الإرهاب والاحتلال يمارس القمع على شعبنا».
ونعت حركة «حماس» في بيان أبوعين، ودعت السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤكدة في بيان أنه «آن الأوان لتحشيد كل قوى شعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني الإجرامي».
وبينما دان الأردن هذه الجريمة البشعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، إنه كان يرغب في المصادقة على المزيد من مشاريع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، لكنه توخى الحذر بسبب رد فعل الإدارة الأميركية المتوقع على ذلك، وبسبب تهديدات من جهات مختلفة