عبدالكريم عبدالقادر بالمستشفى يعيش على أمل تنفيذ سفره إلى ألمانيا
سمو رئيس الوزراء أصدر قراراً فورياً بإرساله للعلاج بالخارج
مكتب العلاج بالخارج يماطل منذ أسبوعين في تنفيذ قرار سموه «مرونا باجر»
أنجاله أعدوا كل التقارير الطبية عن حالة والدهم وقدموها لمكتب سمو رئيس الوزراء ونسخة أخرى من التقارير الطبية بالملف.. ولا جواب
فنان أعطى أجمل أغنياته في ربيع عمره لوطن يماطله في خريف العمر
متى سينفذ مكتب العلاج بالخارج الأوامر.. لنسمع الإذاعات وهي تردد أغنيته الخالدة لوطنه «أنا رديت لعيونج»
حين غنى المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر اغنية «غريب» للشاعر بورسلي وألحان عبدالرب ادريس، كان قد امطر قلوب الكويتيين والخليجيين بشجن بالغ، فلقد أدى ملحمة انسانية غنائية ائتلفت حوله جميع القلوب كان ذلك في العام 1976.. ومن كلماتها:
غريب شايل جروحي والحجي وياي
غريب وداير وروحي هدها ممشاي
أمشي وقلبي حزن
أشكي وطريكم دايم في بكاي
هذه الأغنية تجسد حالة الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر في «وطن النهار» اذ يرقد منذ أسبوعين بمستشفى الصباح، اثر وعكة قوية، وحالته الصحية تتردى يوما بعد يوم، فالمطرب الكبير الذي شكل وجداننا، وعبر عن روح العواطف البكر واشواقها، يعاني من التهابات حادة بالصدر رافقتها افرازات وصديد «مع انه بكل حياته لم يدخن» واثر ذلك على اصابته بالتهاب الأمعاء والبنكرياس، والتي أرقدته في العناية المركزة لمدة اسبوع بحالة حرجة، في اول ايام دخوله للمستشفى.
بعد اسبوع من المعاناة بالعناية المركزة بمستشفى الصباح، تم تحويل المطرب الكبير الى الجناح الذي مازال يرقد به للاسبوع الثاني على التوالي في الغرفة رقم 6 دون ان تتحسن حالته.
يقضي عبدالكريم عبدالقادر أيامه ولياليه على التنفس الاصطناعي، والعقاقير الطبية التي ضاق بها، دون وجود حل نهائي لفنان كبير بحجمه، الذي طالما امتعنا بأغنياته منذ ستينيات القرن الماضي، حتى الأمس القريب، منتظرا حلا في الافق من بلد اعطاه ربيع عمره، وقدم اجمل أغنياته لوطن يماطله في خريف العمر.
قرار هام
سعى أنجاله الى مكتب سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح الذي عرف عنه دعمه لكل الطاقات الفنية الوطنية الكويتية، وخصوصا الرعيل الأول، وله مواقف مشرفة في هذا الشأن فأصدر سموه قرارا فوريا لمكتب العلاج بالخارج، لإرسال الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر للعلاج بألمانيا حيث يتوفر علاجه هناك، في مستشفى تخصصي تعالج مثل حالتة.
أنجاله بدورهم أعدوا كل التقارير الطبية اللازمة والمهمة وضموه لملف كامل عن حالة والدهم، وقدموه لمكتب سمو رئيس الوزراء، ونسخة اخرى من التقارير الطبية بالملف، الذي تم تقديمه بحسب أوامر سمو رئيس مجلس الوزراء وقدموه لمكتب العلاج بالخارج.
مماطلة
أسبوعان كاملان على جهاز التنفس الصناعي، والكثير جدا من العقاقير الطبية، والحالة الصحية لأبوخالد لا تتحسن، ويفترض انه آن اوان ابتعاثه لألمانيا، ولكن.. يبدو ان مكتب العلاج بالخارج له رأي آخر، يخالف قرار سمو رئيس الوزراء، فالتعطيل يومي، والأنجال يراجعون المكتب الا ان الكلمة الكويتية الادارية المقدسة تقال لهم يوميا «مرنا باجر» أو «تعال عقب باجر» أو «يصير خير» أو «ان شاء الله بنسفره» مازالت هذه الردود هي المانع في «تنفيذ» قرار سمو رئيس الوزراء الذي كان واضحا وفوريا في ارسال عبدالكريم عبدالقادر للعلاج بالخارج.
فمتى سينفذ مكتب العلاج بالخارج أوامر سمو رئيس مجلس الوزراء لنسمع الاذاعات وهي تردد اغنيته الخالدة التي غناها لوطنه «أنا رديت لعيونج».
القرار غير نافذ
من يحكم هذا البلد اذا كان أمر من سمو رئيس الوزراء لا «قيمة» له لدى مكتب العلاج بالخارج والرجل تتدهور صحته يوما بعد يوم، ونخشى ان يأتي يوم نندم فيه بسبب بيروقراطية القرار الحكومي، والمماطلة والتعسف في تنفيذ القرار، ولعل من المناسب ذكر كلمات اغنيته الشهيرة «تأخرتي» التي تقول كلماتها للشاعر بدر بورسلي والحان عبدالرب ادريس، السطور التالية:
تأخرتي يا عمري الذي أقبل
تأخرتي وهذا الموعد الأول
أحسب له أنا الأيام
والساعات واللحظات
لأنه موعدي الأول
سيرة لتذكره
عبدالكريم عبدالقادر من مواليد الكويت في الأول من يناير العام 1945وقد عمل في بداياته موظفاً بوزارة الداخلية بالكويت، ثم نقلت خدماته الى قسم الموسيقى بوزارة الاعلام.
بدايته الفنية بدأت بالموشحات الدينية التي تعاون فيها مع الملحن القدير عبدالرحمن البعيجان، تزوج في العام 1967، ولديه خمسة أولاد هم: خلود، ايمان، خالد، محمد، فيصل، وهو الآن متقاعد عن العمل.
لازم لقب «الصوت الجريح» الفنان القدير بعد اغنيته الشهيرة «اجر الصوت» وبحة الشجن رافقت صوته، فلقد كانت حساسيته بمرحلة الطفولة عالية بسبب بعض المعاناة، ما أثر في كل اختياراته الغنائية التي مالت للحزن والشجن مكملا بذلك حسا فنيا جميلا وعميقا، ظل خالدا في وجدان الناس الى اليوم.
تعاون
تعاون عبدالكريم مع الكثيرين جدا من الشعراء والملحنين من جيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات مثل أحمد باقر، ويوسف المهنا، وعبدالرب ادريس وطلال مداح وأنور عبدالله وسليمان الملا ومصطفى العوضي، والشعراء بدر بورسلي وعبداللطيف البناي ويوسف ناصر ومبارك الحديبي وساهر، وخالد البذال كذلك استقطب عددا من الملحنين الشباب مثل مشعل العروج وطارق العوضي، وصالح يسلم وآخرين كثر.
أغنيات خالدة
كثيرة هي الاغنيات التي رسخت نجومية المطرب القدير في وجدان الناس، أغان وطنية مثل: «انا رديت لعيونج» و«نعم نحبك» واخرى عاطفية، ولأن طابعها عاطفي فكان المطرب كأنه يقرأ مستقبل صحته في هذا البلد، فأغنيته «غريب» معبرة بطاقة استقراء عالية لغربة النفس، ومازالت مطلوبة من الجمهور، يقول فيها:
غريب شايل جروحي والحجي وياي
غريب وداير وروحي هدها ممشاي
أمشي وقلبي حزن
أشكي وطريكم دايم في بكاي
ومن اشهر أغنياته: «تكون ظالم» و«سرى الليل يا قمرنا» «وداعيه» و«آه يا الاسمر يا زين» و«شحدا ما بدالك» و«ما نسيناه» و«خلك معاي في الراي» و«محال» و«لا خطاوينا» و«ظماي انت» و«أعترفلك» و«عاشق» والكثير جدا