الكويت تمر في منعطف دقيق جدا ونحن نمر في السنوات العجاف تهتز بها البلاد والعباد من هول الاوضاع التي تتراكم يوما بعد يوم واخذت معها الطوفان والسيل العرم الذي جر به شقاء العمر الطويل من سنوات الكفاح والصبر والذي بنيت به أركان الديرة من زمن الأجداد مروراً بالآباء وأيضا بقوة الرجال لأجل صناعة الأمل للأجيال القادمة التي تريد أن تحصد الثمار ولكن تبخرت في لحظة ظلماء قبل بزوغ الفجر وسطوع الشمس اصبحنا بلا قرارات سديدة او توجيهات سليمة تحمي الوطن من اي انعطاف يهوي به الى الاسفل.
وبالأمس القريب صدرت قرارات من مجلس الوزراء دون اي دراسة او بحث بها بتأنٍ قبل اقرارها وهي انهاء العمل بالقرار الصادر في عام 2008 والخاص بمنح معاش استثنائي لبعض الرتب العسكرية في الجهات العسكرية ومكافأة الاستحقاق والمزايا لهم عند التقاعد حيث تنتهي آخر هذا العام.. ومن المؤسف بأن عدم التجديد سوف يسبب تفريغ العديد من القيادات العليا والوسطى والاقل منها بسبب هذا الالغاء للقرار بدواعي الاستفادة من هذه المزايا التي لا تتكرر مرة اخرى بتاريخ الكويت.. ومن المؤسف ان عدم خلق كوادر قيادية جديدة بعد تنفيذ هذا القرار وخروج العديد من القيادات بأنواعها وبكل القطاعات العسكرية سوف نجد بأن هناك فراغا كبيرا في الاوساط العسكرية مما يعني ان البلد يعود الى الصفر ولذلك نحتاج الى سنوات طويلة لاعداد قيادات اخرى لجميع القطاعات العسكرية مرة اخرى مهيأة ومدربة تدريبا قادرا على القيادة.
ولكن عندما يكون هناك مجلس او هيئة يضم كبار القادة العسكريين من الجهات الاربع ذات الكفاءة العالية من القياديين الذين يحالون الى التقاعد يعملون في هذا المجلس او الهيئة لاعداد القيادات المستقبلية والاستفادة من خبراتهم الطويلة في مجالاتهم العسكرية.
فهناك العديد من الدول المتحضرة تحتفظ بقياداتها العسكرية كاستشاريين للدولة.. ولكن قراراتنا نجدها طاردة وغير جاذبة ونقول الله يستر عليك يا وطن.
اما الامر الآخر فان طموح الشباب الكويتي كبير جدا ولكن لا توجد قرارات تجذبه وتعينه وتساعده لتنفيذ طموحاته.. حيث لدينا من الشباب الخريجين من مختلف الجامعات بالكويت ومن خارج الدولة كما لدينا من الفنيين بتخصصات فنية تخرجوا من المعاهد التطبيقية.. وان هؤلاء لديهم احلام وافكار وطموحات كبيرة تحتاج من الدولة الدعم لها لاجل تنفيذ ما لديهم من الافكار للمشاريع البسيطة الاستثمارية ولكن هؤلاء الشباب يحتاجون الى الدعم الحكومي وفتح المجال لهم من خلال تخصصاتهم على سبيل المثال الدولة لديها من المشاريع الكثير لماذا لا تمنح الشباب الكويتي الطموح تنفيذ هذه المشاريع بدعم من الدولة.. وايضا هناك اراض تعود الى املاك الدولة وخاصة على الخليج لماذا لا تقوم الدولة بمنحها للشباب لاجل عمل محلات تجارية على الواجهة البحرية ويديرها وينفذها الشباب.. وبذلك تكون الدولة خلقت فرصا للعمل والمنافسة الشريفة لهم بدل التسكع وانتظار الوظيفة التي تأخذ الاشهر والسنوات حتى يحصل الشاب على عمل بالجهات الحكومية.. ولكن الدولة لديها من المتنفعين التجار لا تستطيع ان تحيد عنهم ابدا فان مشاريعها لابد ان تذهب لهم.. وهذه مصيبة بسبب الاحتكار الذي اصبح سمة لها ولا تستطيع فتح المجال لهؤلاء الشباب الطامح في تنمية بلده.
واما الجزء الاخير فان الكويت لديها ما لدى غيرها من الدول.. حيث بها من الدواوين العديدة في كافة مناطق الكويت ولها مرتادوها وتعتبر هذه جزءا من البرلمانات او الصالونات الثقافية والادبية ومجالس حكم حيث تدار بها الامور السياسية والاقتصادية والتعليمية والدستورية وتكون المناقشات بها فيما يخص البلد في كافة الامور.. وهذا ما حبا الله الكويت به من خلال هذا التجمع الكويتي الذي يلم ابناء الديرة لاجل التباحث والاطلاع بما يحتاجه البلد.
والانتقاد في قصور اداء الحكومة يجد حديثا شجوناً يحمل الآلام والجروح اذا هناك من السلبيات تعكر صفو بلدنا.. فان اهل الكويت يحملون منا الحب والوفاء والاخلاص الى وطنهم ولا يرتضون ان يمس لا من قريب او من بعيد لسمعة الكويت.. شكرا لكم وبارك الله فيكم يا ابناء ديرتي.
جاسم محمد التنيب