حسين العميري أحد أركان مسجد المزيني بالزهراء صاحب السواليف الحلوة والروح الخفيفة مع كبر السن وكثرة الامراض.
يحضر بوعلي المسجد وله كرسي خاص يجلس عليه وجهة خاصة يحب ان تكون مكان صلاته وله كرسي لمصحفه وكان يحب مجالسة أهل المسجد وخاصة جلسة ما بعد صلاة الظهر مع الاعمام بوجاسم وبوفيصل وبو جزاع وبوجابر وبوفواز.
لقد فقدنا هذا الرجل البركة وفقدنا سواليفه الكويتية وفقدنا دعوات رجل نحسبه من الصالحين فكم من مرة تسيل دموعه لعدم وجود قائد يقوده لصلاة الفجر وخاصة عند سفر سائقه وكم من دمعة سالت عند حلول شهر رمضان لعدم قدرته على الصيام.
تشرفت بتقبيل جبينه بعد ان اخرجناه من ثلاجة المقبرة والحمد لله الذي وفقني لامامة الصلاة عليه فهو والله بمثابة والد عزيز فرحمة الله عليك يا ابا علي وعلى والدي وللمسلمين الاحياء منهم والميتين.
< رحلة العمرة مع جمعية الزهراء مع قصرها الا انني سجلت منها مواقف كثيرة وهامة ومنها اني التقيت برجل مسن قد بادرته بالسلام فدار الحديث بيننا بعد التعارف وبعد ان فتح معي قضايا الامة الجديدة فقلت ان منهج السلف الصالح مع الحكام الدعاء لهم وان جاروا وان ظلموا وقدوتنا من السلف امام اهل السنة والجماعة احمد بن حنبل الذي ظلمه حاكم زمانه وسجنه وجلده جلدا لا يطيقه مئات من رجال اليوم ومع ذلك كان يقول (لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للامام) اتدري ما السبب يا (عم) لان صلاحهم وهدايتهم تعم جميع البلاد والعباد.
فأف على ادعياء اهل السنة والجماعة من جماعات واحزاب فتراهم يتبنون وسائل التغيير المبتدعة والمخالفة لما عليه اهل السنة والجماعة (السلفيون) فيهمزون ويلمزون ويصرحون ايضا بمثالب الحكام والحكومات ليهيجوا الشعوب ليثوروا على ولاة امرهم فاستبدلوا الظلم بظلم اكبر وبالقبيح القبح الاكثر فزادوا على طين العباد والبلاد سيلا لا بللا!!
قال هذا الشايب بعد سماع قولي ان المشكلة بالحاشية واما الحكام فاكثرهم طيب في نفسه، قلت ما الذي ادراك فقال انا كنت حارس من حراس الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك كثير صيام التطوع وحريص على صلاته بل اعرف جيدا انه صاحب قيام ليل ويقرأ القرآن بورد يحافظ عليه.
فقلت اما انا فاشهد الله ثم اشهد خلقه بانني صادفت امير بلادنا في مناسبات متفرقة يصلي الجماعة ويصلي السنن ويكثر من الدعاء قبل الصلاة وبعدها وكم من مرة ترى القرآن بيده بين قراءة وتفكر واما مشاهدات الاعلام من حج وعمره فهذا كثير كما لا يخفى على الجميع…فقال العم (الحمد لله).
فاذا كان هذا حال امرائنا فلماذا تمتنع يا مسلم من الدعاء لولاة امرك بالصلاح والهداية والتوفيق والسداد ولماذا تصدق كلام المغرضين، فاذا بلغ الامراء دعاؤنا لهم احبونا وحرصوا علينا ورحمونا واهتموا بشأننا والعكس بالعكس.
اخبرني شيخ الجهراء فضيلة الشيخ حمد الامير تجربته حين دخلوا على امير البلاد وذكر له دعاء مشايخ الدعوة السلفية له من على المنابر يوم الجمع وفي المحاضرات والندوات وهذا تطبيق لسنن الهدى واتباعا لسلف الامة الذين لا يرضون بالظلم وينصحون الولاة من غير تشهير ولا علانية فما كان من الامير الا ان ثمن هذا التوجه وبدى البشر عليه من هذا المنهج فقلت (ان هذا الامر دين) والاتباع خير كله والابتداع شر كله فهنيئا للمتبعين واف للمبتدعين فالحمد لله على منهج السلف الصالح والذي قال عنه الامام مالك (لن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح بها اولها).
< لفته:
نفتخر ونعتز بتكريم اميرنا من اخوانه امراء الخليج وملوكهم فاميرنا فخر للخليج وللامة زادك الله عزا وتكريما في الدارين.
د.خالد سلطان السلطان
ka*******@al*****.kw