الرئيسية / كتاب وآراء / الوطن وأهله باقون

الوطن وأهله باقون

نعم الوطن وأهل الوطن وهم الشعب باقون والحكومات والبرلمانات زائلون والتاريخ خير حافظ لما تقوم به الحكومات والبرلمانات، والوضع العام المتردي بجميع القطاعات الذي نعيش فيه نحن اليوم بالكويت لهو واقع حال الأداء الحكومي النيابي بحيث انصهر الاثنان في بعضهما تحت شعار التوافق النيابي الحكومي ولم يكن هذا التوافق الا على مصلحة الوطن والمواطن وهذا التوافق لم يأت الا بعد الوفاق الحكومي مع التجار والتجار هنا ليسوا من التجار العاديين بل هم الذين يلعبون سياسيا مع الحكومة وهم من لهم اليد الطولى في أماكن القرار بالدولة من خلال نفوذهم القديم المتوارث أبا عن جد، ولكن مع كل هذا أهل الوطن بكل فئاتهم هم الباقون لكون كل من يلعب بالسياسة والمصالح لا يعرف حال الدوام لكونهم مربوطين بالمصلحة العامة وما تقتضيها على الواقع اليومي، ونحن كمواطنين نعرف ان دوام الحال من المحال لكون دولاب الزمان لا يترك شيئا على حاله وهذا ما يجعلنا ان نعيش على أمل مستقبل أفضل.
واليوم ونحن نشكو التردي العام بكل القطاعات الحياتية والخدمية نجد الحكومة الرشيدة مشغولة بالبحث عن حلول لتلافي مشكلة هبوط أسعار النفط عالميا وكأن هبوط أسعار النفط شيء جديد لم يمر على العالم من قبل!!! وهنا السؤال للحكومة الرشيدة هل أسعار النفط ليست خاضعة للنظرية الاقتصادية التي تقول العرض والطلب؟ ولماذا لم يكن لدى الحكومة الرشيدة خطط لمواجهة هذا الهبوط؟ وهل كانت الحكومة الرشيدة على ثقة بثبات أسعار النفط عالميا على ما يزيد على الـ100 دولار للبرميل؟ وما مصادر هذه الثقة؟ واليوم ونحن نعيش شبح العجز بالميزانية العامة نسمع بتقليص المصاريف وبالمقابل تجد الهدر على حدة لدى الحكومة ونواب الأمة سيارات ومكافآت للعاملين وسفرات لمختلف أرجاء المعمورة وهبات من المزارع والجواخير للنواب الكرام وهنا نقول البعض وليس الكل للانصاف فقط، والهم والغم والقهر للمواطن البسيط الذي وصل الى مرحلة اليأس من أداء السلطتين لكونهما الوطن وأهله بوادٍ وهم بوادٍ آخر، وبات كل شيء على الحكومة الرشيدة فقط وهي تعمل ولكن وفق أجندة خاصة لبعض من الأفراد من أصحاب النفوذ الذين لا يريدون للمشكلة الاسكانية ان تحل «عشان» أراضيهم وعقاراتهم ولا للصحة ان تشفى من أجل مستشفياتهم الخاصة ولا للتعليم ان يصحح حتى تشتغل مدارسهم الخاصة ولا يريدون الرقابة على السلع من أجل بضائعهم وكل هذا والمواطن يتحمل والحكومة تبحث عن حلول اليوم تواجه فيه هبوط أسعار النفط!!! البلد يئن والحكومة مشغولة بترضية نواب المجلس والبعض من علية القوم (التجار الكبار) من أجل التوافق المزعوم يوم كانت أسعار النفط فوق الـ100 دولار للبرميل كنا نعاني من المشاكل التي ذكرناها وغيرها مما لم أذكرها ولم نجد لها حلولا من قبل الحكومة، واليوم نجد الحكومة الرشيدة تتغنى بنهاية زمن الرفاهية وأن السكين وصلت العظم وأن درج الرواتب تكسر وأن البورصة «موزين» لها ضخ الأموال الحكومية فيها وأنه جاء وقت الترشيد وشد الحزام ولابد من تقليص المصاريف وأن الفقر آت لكم يا أهل الكويت ناسين أو متناسين ان أهل الكويت عاشوا شغف العيش وصعوبة الحياة من قبل النفط أساسا ولم يقولوا شيئا لكونهم مؤمنين بالكويت كأرض ووطن، أهل الكويت أكبر من أي هبوط ولكن العدل يقول لا تفقر الجميع من أجل البعض القليل، وإن سألتني عن حال ووضع مجلس الأمة الحالي أقل لك حالهم مثل البرنامج الرياضي السابق (الكورة أجوال) يعني حال النواب من صادها عشى أولاده ومن بعدي الطوفان وكلهم يرددون الله يخلي الريس.
والكلمة لأعضاء السلطتين الكرام إعلموا وتأكدوا ان الوطن باق وأهله هم الكويتيون بكل طوائفهم وتقسيماتهم العرقية والمذهبية والسياسية باقون وهم يتعايشون ويعيشون بالرفاه وبالشدائد، وهل هناك شخص مسؤول حكومي أو برلماني يقدر ان يقول ان تكبير شبح هبوط أسعار النفط على الكويت والكويتيين فقط؟ أم على كل الدول النفطية؟ وان كان الجواب على كل الدول النفطية إذاً لماذا لم نقرأ أو نشاهد التهويل والنحيب عندهم كما هو عندنا؟ أم نحن بالكويت اعتادت السلطتان العيش بحالة التهويل والنحيب للمشاكل دون ان يسعوا لحلها، والتمني هنا للنواب والوزراء ان يدركوا ان المواطن الكويتي بات أصلا بقلق من تردي الحال العام من قبل ان تهبط أسعار النفط عالميا والفضل لكم ولأدائكم الجبار، ومع كل السوء والتردي بالعمل والأداء للسلطتين أكرر وأقول الوطن وأهله باقون وأنتم زائلون وسيكون للمواطن كلمة يوم الاقتراع القادم وهذا هو الأمل المنتظر لنا ككويتيين من فئة الغالبية الصامتة، ومع انشغال الكويتيين بمشاكلهم اليومية تجد بعض النواب من يبحث التجنيد وغيرها من الأمور الثانوية متناسين ان مجلسهم مجلس الشور شورك يا يبه والرأي رأيك يا يبه، وما أقول الا الله يحمي الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء وشدة وأن يديم علينا الرخاء ويسر الحال وألا يبتلينا بمن لا يرحمنا وأردد الوطن ونحن أهله باقون، ولا يصح الا الصحيح.
< المشكلة ليست بالصوت الواحد بل جل المشكلة بمن وصل من خلال الصوت الواحد لكون واقع حالهم يقول كلنا وراء الريس ونبي نعيش يا ريس والله يخلي الريس.

جاسم محمد كمال
jk****@al*****.kw

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*