انخفض سعر برميل النفط الكويتي أمس الى 59.13 دولاراً بعدما هبط برنت إلى نحو 63 دولاراً، كما هبط النفط الأميركي أمس إلى 59.3 دولاراً.
إلى ذلك، أظهرت أحدث تقارير أوبك أن الإنتاج الكويتي تراجع في نهاية نوفمبر الماضي إلى نحو 2.6 مليون برميل يومياً.
على صعيد متصل، أكد خبراء أميركيون أن انخفاض الأسعار يعتبر أكبر داعم للاقتصاد الأميركي.
ففي الوقت الذي تراهن فيه دول نفطية على «حشر» النفط الصخري، يؤكد كبير الاقتصاديين في «موديز» مارك زاندي أن تراجع الأسعار إضافة كبيرة لاقتصاد الولايات المتحدة، فالمكاسب حتى الآن 100 مليار دولار ستنعكس إيجاباً على ميزانية الأسر، فضلا عن انخفاض تكاليف الشحن.
كما أن الأسعار الرخيصة ترفع المخزونات النفطية الأميركية بشكل كبير.
وقالت وكالة الطاقة الدولية: ليس واضحاً بعد أثر تراجع الأسعار على طفرة النفط الصخري الأميركي، في وقت يؤكد فيه «سيتي بنك» أن %50 من حقول النفط الصخري تتعثر عند 60 دولاراً للبرميل.
أما أوبك فقالت أمس أن نمو الطلب سيتراجع في 2015، علماً بأن فائض المعروض الآن يزيد على المليون برميل.
تجدر الإشارة إلى أن الانخفاض بلغ %45 حتى أمس.
بمكن القول ان في الولايات المتحدة الأميركية من هو سعيد، وسعيد جدا، بانخفاض أسعار النفط، فيما دول اوبك تتخبط في ما بينها في حروب اسعار وحروب حصص تهوي بالنفط الى مستويات ادنى.
فقد خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لسعر غالون البنزين إلى 2.60 دولار خلال العام القادم، في الوقت الذي تمتع فيه قائدو السيارات بتراجع واضح لأسعار البيع في محطات الوقود، وهو يعني توفير مزيد من الأموال قد تساهم في دعم أكبر اقتصاد عالمي.
وتعد هذه التوقعات أقل بنسبة %23 لمتوسط السعر المنتظر لعام 2014 بأكمله (3.37 دولارات)، مما سيؤدي إلى توفير 100 مليار دولار من الإنفاق على الوقود كما ترى وكالة موديز.
وقال كبير الاقتصاديين في «موديز أناليتكس» مارك زاندي: إنها إضافة كبيرة للاقتصاد، ويمكن أن تصنع فرقاً في الوصف بين عام جيد وعام عظيم.
والتوقعات نفسها ذكرتها وكالة أسوشيتد برس دون أن تحدد مصدرها، لانها ترى أن 100 مليار دولار جرى تحديدها على أساس مستويات الاستهلاك الحالية، حيث سيؤدي التراجع لتخفيض تكاليف شحن ونقل البضائع.
وراى رئيس البنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك وليام دادلي كما نقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن انخفاض أسعار البنزين سيترجم فعلياً في الإنفاق بدلا من الادخار، لأن فوائد هذا التراجع ستعود مباشرة على الأسر ذات الدخل المتواضع التي تعتمد على دخلها الشهري دون مصادر أخرى.
وبلغ متوسط سعر غالون البنزين العادي 2.621 دولار الخميس الماضي، بالمقارنة مع 2.639 دولار في اليوم السابق له، بينما لا يزال المتوسط السنوي فوق 3 دولارات عند 3.256 دولارات.
ويجبر تراجع الأسعار شركات النفط على تخفيض إنفاقها وبالتالي عمليات الحفر، فيما خفضت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو إنتاج النفط الأميركي إلى 300 ألف برميل يوميا عند 9.3 ملايين برميل يوميا، بالمقارنة مع نمو قدره 400 ألف برميل يوميا في توقعات سابقة.
ورجحت وكالة الطاقة الدولية أن تتعرض أسعار النفط لمزيد من الضغوط النزولية وخفضت توقعاتها لنمو الطلب في عام 2015.
وتوقعت الوكالة، التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسات الطاقة، أن تؤدي زيادة الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى تعزيز تخمة المعروض النفطي العالمي.
وخفضت وكالة الطاقة في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2015 بواقع 230 ألف برميل يوميا إلى 0.9 مليون برميل يوميا بناء على توقعات بانخفاض استهلاك الوقود في روسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط.
وذكرت أن من السابق لأوانه توقع أن تبدأ أسعار النفط المتدنية في الحد بشكل كبير من طفرة المعروض بأميركا الشمالية.
ونزل سعر خام برنت امس عن 63 دولارا للبرميل ليصل إلى أدنى مستوياته منذ يوليو 2009 متأثرا باستمرار المخاوف من تخمة المعروض العالمي وآفاق الطلب القاتمة.
وهبط برنت نحو تسعة في المئة منذ بداية الأسبوع وحوالي 45 في المئة مقارنة مع ذروته في يونيو التي تجاوز فيها 115 دولارا للبرميل.
وكانت أوبك التي تساهم بثلث إنتاج النفط العالمي خفضت هذا الأسبوع توقعاتها للطلب في عام 2015 إلى أدنى مستوياته في أكثر من عشر سنوات.
ونزل سعر مزيج برنت 85 سنتا إلى 62.83 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0922 بتوقيت غرينتش امس.
وهبط سعر الخام الأميركي 1.04 دولار إلى 58.90 دولارا للبرميل بعد تراجعه إلى 58.80 دولارا أدنى مستوى له منذ يوليو 2009، وخسر الخام نحو عشرة في المئة منذ بداية الأسبوع.
وهوت أسعار الخام بعدما تنبأت منظمة أوبك بزيادة فائض المعروض في 2015 . وزات مخزونات الخام الأميركية على غير المتوقع الأسبوع الماضي، وجددت تعليقات لوزير البترول السعودي علي النعيمي تستبعد خفضا لإنتاج المملكة المخاوف من وفرة المعروض في الأسواق العالمية التي دفعت الأسعار للهبوط نحو 45 في المئة منذ يونيو.
وقالت منظمة أوبك: إن الطلب العالمي على خام المنظمة في العام المقبل سيكون أقل من المتوقع وأقل كثيرا من مستويات الإنتاج الحالية، مشيرة إلى فائض كبير في المعروض في ظل استمرار مستويات الإنتاج الحالية للمنظمة وطفرة النفط الصخري في اميركا.
وتوقعت أوبك في تقريرها الشهري انخفاض الطلب على نفطها إلى 28.92 مليون برميل يوميا في عام 2015 اي ما يقل عن 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة. وتقل التقديرات الجديدة للطلب عن مستوى الانتاج الحالي بأكثر من مليون برميل يوميا.
وجاء التقرير بعد أن قررت أوبك في اجتماعها الشهر الماضي عدم خفض الإنتاج رغم تراجع الأسعار ،إذ حثت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم أعضاء المنظمة على التصدي لطفرة النفط الصخري الأميركي التي بدأت تقلص حصة أوبك في السوق.
وقال كيريل مولودستوف نائب وزير الطاقة الروسي إن إنتاج النفط الروسي قد يسجل ما يترواح بين 526 و528 مليون طن (10.56-10.60 ملايين برميل يوميا) العام المقبل، وأن بلاده ستحدد كميات التصدير وفقا للطلب. وضخت روسيا أكبر منتج للنفط في العالم 10.63 ملايين برميل في اليوم في المتوسط خلال نوفمبر تشرين الثاني أعلى مستوى للانتاج منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وفشلت موسكو في إقناع منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) بتقليص الإنتاج لدعم أسعار النفط التي تراجعت للنصف تقريبا منذ ذروتها في الصيف.
وقال مولدوستوف إن بلاده قد تزيد أو تقلص صادراتها العام المقبل وفقا للطلب. وروسيا ثاني أكبر مصدر للخام في العالم بعد السعودية وتصدر نحو أربعة ملايين برميل يوميا.
وأوضح أن روسيا قد تقلل أو تزيد الصادرات بما يترواح بين 5 ملايين طن و40 مليونا.
وكان الكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي قال في وقت سابق ان بلاده تساهم في استقرار سوق النفط بعدم زيادة الانتاج، موضحا أن المعروض من النفط على مستوى العالم أكثر من الطلب بواقع 800 الف برميل. وتوقع مولدوستوف ارتفاع أسعار النفط العام المقبل، لكنه لم يستبعد احتمال تراجع أكبر في الأسعار لفترة وجيزة.