نشرت صحيفة البوابة المصرية تحقيقا عن المنتجات المنتشرة في الأسواق المصرية لما يسمى بـ”تعزيز القدرة الجنسية والفحولة عند الرجال”.
وقالت الصحيفة المصرية إن “حامد رجع جامد”، أحدث شعارات إعلانات فضائيات “الدرجة التالتة” عن أكسير الحياة أو أقراص الجنس المعززة للقدرة الجنسية عند الرجال، سبقها شعارات من عينة قوة الحصان، الأكسير، الأسطورة الحقيقة للفحولة، الرهوان، خلطة الأسد الأصلية أو سي السيد” وغيرها من الشعارات التي تصب معظمها في خانة الوهم، والهدف المزيد من الترويج والتربح من منتجات الفحولة الجنسية.
وأضافت “قطعا، حلم الفحولة الجنسية يداعب آلاف الشباب من الباحثين عن حلول سريعة لبعض المشاكل الجنسية التي تقابلهم في حياتهم أثناء العلاقة الحميمية خاصة المتزوجين حديثا، ليهرولوا مسرعين لشراء هذا الوهم المكلف، الأسعار تبدأ من 60 جنيها لشريط الأقراص “الهدف”، و70 جنيها لـ”أمبول المرهم” وتصل إلى 200، و400 جنيه، مقابل 300 دولار للمستورد.”
وبحسب الصحيفة، تشير التقارير إلى أن الإقبال مستمر على هذه المنتجات لمواجهة الضعف الجنسي، في المقابل تكشف الدراسات أن معدلات الإصابة بسرعة القذف ارتفعت إلى 39% بين الذكور، وتحديدا ما بين 18-64 سنة، وفقا للجمعية الدولية للطب الجنسي التى أكدت أن مرض سرعة القذف أكثر الأمراض الجنسية انتشارا بين الذكور، ولا توجد أي أدوية مصدق عليها رسميا بواسطة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج سرعة القذف، لكن تسهم التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية في علاج هذه المشكلة، ولا ينصح بتناولها إلا بعد استشارة الطبيب.
وتابعت صحيفة “البوابة” تحقيقها بالقول “كالعادة جاءت مصر في المركز الثاني عالميا من حيث نسبة استهلاكها للمنشطات الجنسية بواقع مليار دولار سنويا حسبما ذكرت عدة مراكز بحثية تهتم بصحة الرجل، وتعد «الفياجرا» أو «الحبة الزرقاء» كما يسميها البعض هي الأشهر من بين تلك المنشطات، والتي يبدأ مفعولها فورا بعد تناولها، والذي يدوم حتى 4 ساعات تقريبا، و«سيالس» الذي يبدأ تأثيره في غضون 30 دقيقة من الابتلاع ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة.”
وأكدت الصحيفة أن معظم الآراء أجمعت على أن الكريمات والمراهم والحبوب، وهم ونصب واحتيال، واستغلال لحاجة ذوي الحاجة من مرضى الضعف الجنسي، فالمفعول لا يدوم ومجرد لحظات، ولكي يدوم المفعول لا بد من تكرار الاستخدام، أي أنك ستظل عبدا وأسيرا لهذا المستحضر أو ذاك، هنا يعبر محمد معوض “موظف” اسم مستعار، عن سخطه من تلك الكريمات والمستحضرات قائلا: “كلها مضروبة ومفيش نتيجة لها، ولازم تستخدمها على طول بمعنى أنها مش علاج، مجرد منشط”.
ونقلت “البوابة” عن د. “محمد عبدالخالق” صيدلي، قوله “إن كثيرين يسألونه عن منشطات جنسية كتلك التي يتم الإعلان عنها في الفضائيات لكنه ينصحهم بألا يشتروا منها، فهي أولا غير متداولة في الصيدليات؛ لأنها غير مرخص لها، محذرا من تناول مثل هذه النوع من المنشطات مهما كانت الدعاية لها إلا بعد الرجوع للطبيب المختص، وتابع هذه المنشطات ليست كأدوية البرد والحكة، مؤكدا أن آثارها الجانبية خطيرة وقد تزيد من ضعف القدرة الجنسية.”
وفي محاولة للتأكد من كذب الإعلانات التي تروج لهذه الأنشطة، تواصلت الصحيفة المصرية، مع أحد المروجين للمنشطات عبر صفحات الفيس بوك، منتحلة لذلك صفة شباب باحث عن علاج لمشكلته الجنسية، ليجيب هذا المروج أن المنشط الجنسي موجود وٍأسعاره تتراوح ما بين 50-80 للعبوة.
وعن الضمان والتأثير، وما إذا كان المنتج مسجل بوزارة الصحة، تهرب المروج من الإجابة، معتذرا بعد ذلك عن استكمال المكالمة كما قام بإغلاق هاتفه.
ومن جانبه، شكك د. “أحمد مطاوع” استشاري أمراض الذكورة في معظم ما يتم تداوله في الصيدليات أو يروج له بإعلانات الفضائيات، واصفا الأمر بـ”الوهم”، مشيرا إلى أن أغلبها غير مرخص من وزارة الصحة وليس مسموحا بتداولها أو بيعها.
وأضاف “مطاوع” أن تلك أنواع من العقاقير والمستحضرات سواء كانت على هيئة كريمات أو سبراي أو حتى حبوب طالما لم يوص بها طبيب فهي غير آمنة، ولها أعراض جانبية، وفي الغالب المادة الفعالة فيها تكون بكميات مضاعفة تأتي بأضرار وآثار عكسية، ويجب أن يتناولها المريض بعد استشارة طبيب، مؤكدا أن في السعودية تم الترويج لنوع من العسل على أنه عسل جبلي فيه الخلاصة، وعندما قاموا بتحليله وجدوا فيه نفس المادة الفعالة لدواء الفياجرا، أي أنهم تحسينا للحالة النفسية للمريض وإيهامه أن العلاج طبيعي وليس مخلقا، وضعوا المادة في العسل، وهذه في منتهى الخطورة؛ لأنها كانت بكميات مبالغ فيها وغير صحية ما سبب نتائج عكسية.
ونصح استشاري أمراض الذكورة الشباب بعدم استخدام أي عقاقير من تلك الأنواع إلا المسجلة والمرخص لها من قبل وزارة الصحة أو تلك التي يوصي بها الطبيب، كاشفا أن أنواع “البرشام” أفضل في مفعوله من الكريمات والمراهم والإسبراي قائلا: “وإن كان كل ما هو طبيعي مفيدا وآمنا”.