دشنت فرقة مسرح الخليج العربي العروض الرسمية للدورة الخامسة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي من خلال عرضها مسرحية «حرب النعل» بمسرح الدسمة وذلك بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة والامين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي وضيوف المهرجان.
«حرب النعل» نص كتبه الإماراتي إسماعيل عبدالله وهو نص عميق ومليء بالإسقاطات السياسية والاجتماعية، تصدى لإخراجه عبدالله البدر، وشارك في تجسيد شخوصه الفنان القدير سليمان الياسين واحلام حسن وحمد العماني وابراهيم الشيخلي وحسين المهنا.
احداث المسرحية تدور حول فكرة الصراع بين السلطة والشعب من خلال فتاة قُتل أبيها على يد أحد النواخذة الأشرار وتسعى للانتقام منه، لكن جدها الضرير يقف بوجهها خوفا من أن تلقى مصير أبيها، وحبيبها صار سكيرا، والناس من حولها يعيشون في خوف ولا يستطيعون مواجهة الظالم، وبمرور الأحداث نكتشف أن حبيبها كان فتى صالحا، لكنه سجن ظلما وتخلى عنه أقرب الناس إليه وفقد أمه التي ماتت من شدة الحزن عليه، وفي النهاية يكشف عن كراهية كبيرة بداخله للقاتل ويقرر أن يتصدى له.
النوخذة «الحوت» يتهم الناس البسطاء في المدينة بأكل السمك الذي يصيده من البحر، علما أنه جوّع الناس وحرّم عليهم الصيد، وعندما كشفوا خدعته اخترع عدوا وهي «القطاوة» بأكل سمكه، مع انه غريب ان القطاوة تأكل السمك وتترك الأشواك.
هذا «الحوت» يطالب اهل قريته بأن يحاربوا «القطاوة» التي تأكل السمك بـ «النعال»، مدعيا هو ومساعده أن النعل سلاح فتاك يخيف القطط، وحين تدق طبول الحرب ونصل إلى ذروة الصراع نجد القطط صارت عدوة للمساكين المعدمين فتطاردهم في حين يفر «الحوت» ولا تقترب تلك القطط منه.
جاءت الرؤية الاخراجية التي وضعها المخرج عبدالله البدر عادية جدا ولم «يدش» بعمق النص الذي يحمل بين طياته العديد من القضايا السياسية التي يعاني منها الخليج والوطن العربي في ظل المتغيرات التي تحدث حاليا، فقدم رؤيته بشكل نمطي دون ان يقرأ ما بين السطور لما يعنيه مؤلف المسرحية اسماعيل عبدالله من هذه الحرب وسلاحها الفتاك «النعل».
أداء الممثلين كان متفاوتا وتميز من بينهم حمد العماني وابراهيم الشيخلي الذي جسد دور «الاطرم» لدقائق ولكن كانت هذه الدقائق كفيلة بإظهار ابداعاته كممثل متمكن من ادواته، اما الفنانة أحلام حسن فكان الجميع ينتظر منها الشي الكثير الا ان اداءها في هذه المسرحية لم يكن بالمستوى المطلوب رغم حضورها الطاغي على المسرح، والامر كذلك لـ «الحوت» نواف القريشي الذي لم يستطع ان يتلون في حواراته القوية، فجاءت على رتم واحد منذ بداية المسرحية حتى نهايتها.
أضفت الموسيقى الحية التي صاحبت العرض نوعا من المصداقية وأعطت روحا مختلفة للعمل، خصوصا في «الشيلات» البحرية التي تغنت بها سما العجمي بالاضافة الى الاضاءة التي وظفها المخرج بشكل يتماشى مع العرض المسرحي.
البدر: اليوم بدت «حرب النعل»
أعقبت عرض فرقة مسرح الخليج العربي «حرب النعل» حلقة نقاشية أدارها العماني أحمد البلوشي، وحضرها مخرج المسرحية عبدالله البدر ولفيف من ضيوف المهرجان.
البداية كانت مع عريف الحلقة النقاشية المخرج العماني أحمد البلوشي الذي شكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوته لحضور الدورة الـ 15 لمهرجان الكويت المسرحي والتي بدأت عروضها بمسرحية «حرب النعل» من تأليف اسماعيل عبدالله وإخراج عبدالله البدر، لافتا الى ان دورة المهرجان الحالية ارتأت افساح المجال امام المداخلات بدلا من وجود معقب رئيسي على العمل.
وبعد المداخلات من ضيوف المهرجان والتي كانت بين مؤيد ومعارض لما شاهده، انتقل الميكروفون الى مخرج المسرحية الفنان عبدالله البدر الذي قال: «انقل لكم اعتذار المؤلف اسماعيل عبدالله على الحضور اليوم لارتباطه بمهرجان الطفل في الشارقة، سأقف عند اسم المسرحية لأنه شدني منذ الوهلة الأولى وعندما قرأت النص الذي وقع في 74 صفحة وجدت ثراء فكريا وشعريا، وأريد ان اكشف لكم عن نقطة ربما غابت عن البروشور، هو أن الفنانة أحلام حسن كانت المشرف الفني على العمل، وساعدتنا في إعداده، إلى ان وصلنا بالنص إلى 35 صفحة ليخرج لكم بالشكل الذي شاهدتموه اليوم.
واضاف البدر: شاهدت جزئيات من العمل الذي قدم في الإمارات للمخرج محمد العامري، وقد كنت حريصا على عدم مشاهدة المسرحية كاملة حتى لا أتأثر برؤيته، وتوقف مخرج المسرحية عند ملحوظة الفضاء المسرحي وعقب عليها قائلا: قسمت المسرح الى جزءين لأنه كان يتطلب هذا الشيء والمجلس الوطني لم يقصر معنا وطرح فكرة ان نعرض في مسرح السالمية الجديد ولكننا كنا قد بدأنا البروفات على مسرح الدسمة، لذا آثرنا على الاستمرار هناك.
وأضاف: استمتعت كمخرج بالطاقات التي شاركت معي في المسرحية، وسنأخذ بعين الاعتبار جميع الملاحظات ويمكننا القول ان «حرب النعل» بدأت اليوم.