يعتبر المنجنيق آلة حربية قديمة استعملت لقذف الحجارة والسهام من الخلف إلى الأمام بسرعة كبيرة مسببة دمارا كبيرا للأعداء، ويتم استخدامها من مسافات بعيدة ولها أثر قوي فيما تسببه من دمار، وقد تم استبدال تلك الآلة في وقتنا الحالي بمسمى جديد هو « ولدنا » فقد وصل «كالمنجنيق» بسرعة سيارة «الماي باخ»
صديق أعرفه حق المعرفة يروي لي ما جرى لهم في عملهم في إحدى مؤسسات الحكومية بأن كان لديهم موظف «عادي» في الصفوف الخلفية وفي قدرة قادر تم استخدام المنجنيق له من شخصية مهمة وأصبح في المقدمة وأصبح مسؤولا عليهم «شلون ما يعرفون»
لقد أصابهم الإحباط ليس لان « ولدنا » صار مسؤولا عليهم ولكن لأن الكفاءة والشهادة وخاصة للشباب الطموح في وقتنا الحاضر «نقعها واشرب مايها» وأصبحت المقولة في إدارتنا العمل المخلص «مايوكل خبز» وهذا للأسف يحصل في كثير من مؤسسات الدولة، لقد أصبح الشائع لدى المحبطين من أمثالنا وليس لديهم منجنيق إذا أردت أن تترقى فعليك ان تتبع ما يلى « أن يكون ولاؤك لفلان ومحسوب عليه أو تكون تبع تيار معين».
***
والقائمة تطول كل على حسب قوة «منجنيقه» في الوصول للترقي على حساب الكفاءة والشهادة التي ماتت دون رحمة أو اعتبار
فذلك « المنجنيقي » أصبح أداة سهلة لهذا أو ذاك لانه يتبع أوامره في كل ما يطلب منه ولك أن تتخيل ذلك المسؤول الذي لا يفقه شيئا بعمله فجأة يصبح مسؤولا ويتآمر على الموظفين والمراجعين لأن ظهره مستند الى تلك الشخصية التي «رزته»
ذلك «المنجنيقي» لا يمتلك أدنى مقومات التأهيل العلمي والخبراتي والوظيفي والأهم من كل ذلك «الإنساني» بسبب سوء خلقه وفوقيه طاغية تكاد تكون طاووسية صارخة تزيده بعدا ورفضا من أعين من يراه أو يتعايش معه وما أكثرهم في وقتنا الحالي، فالمصلحة الخاصة عندهم مقدمة على العامة في كل أمر وهذا سبب تردي أوضاعنا الحالية ويستعرض قبحه علنا وترى حوله «تجمعا» لا يقل عنه سلوكا ومنهجا، فالطيور دائما تقع على أشكالها، يقودون كوكبة ورموزا يشهد لها الجميع بالكفاءة والحرفية جعلوهم محبطين وغير منتجين في عملهم بسب الظلم الذي وقع عليهم، كما يفتخر بأنه قد أفشل أي مقترح لتطوير العمل لأن «فاقد الشيء لا يعطيه» وتستمر الاسطوانة المشروخة بترديد مقولة «يبقى الوضع كما هو عليه»، هؤلاء المسؤولون لا يمكن بأي حال من الأحوال إذا مررت من أمام مكتبهم أن يجذبك عطرا فواحا بل تشم رائحة فساد بل مستنقعا للفساد الخلقي والإداري.
***
إن الوطنية هي أن تعمل بإخلاص وبصمت من أجل خدمة وطنك، ولكن ما يحز في النفس أن المخلص أو صاحب الكفاءة لم يعودا معيارا للترقي في كثير من الوظائف لسبب يكاد معروفا لدى الجميع وهو «المنجنيق» الذي يجب أن نكسره ونحطمه تحطيما، ولم يعد للقوي الأمين أي اعتبار في وقتنا الحالي، ولكي تتطور دولتنا الكويت يجب أن نعمل على مسح شعار «ولدنا» وإبداله الى «الرجل المناسب في المكان المناسب» فهل سيتحقق ذلك في يوم ما؟