مع بداية نصب المقار الانتخابية وفي خضم العرس الديمقراطي الذي تعيشه الكويت بمناسبة انطلاق حملات مرشحي مجلس الامة 2016 اطلق المرشحون العنان لحملاتهم الترويجية بوسائل ترفيه متعددة في تنافس محموم للظهور بمظهر يرضي الناخبين واستقطاب اكبر عدد منهم.
وبعيدا عن الاجواء السياسية يتنافس المرشحون على تجهيز مقارهم بكل وسائل الترف والراحة لجذب الناخبين بداية من اختبار نوع القاعة “اوروبية او هندية” وحجمها وتزويدها بأجود اجهزة التبريد والاضاءة وصولا الى توفير شواحن الهواتف الجوالة وغيرها من الكماليات التي باتت ضرورة لا غنى عنها.
وقد لا يكتفي الناخب بتلك الخدمات ليطالب بمزيد من الرفاهية ما يجبر المرشح على الاجتهاد لتقديم الابداع “الشكلي” بجانب الابداع الفكري.
فهناك من تعاقد مع شركات خاصة لتقديم الطيب والبخور واجود انواع التمور بجانب خدمة الشاي والقهوة والعصير على مدار اليوم بل راح البعض يتهافت على تقديم انواع مختلفة من الشاي مثل “الزنجبيل والنعناع ” وكذلك القهوة العربية والتركية و”التايغر”.
والتسابق بين المرشحين لاستقطاب الشباب وارضاء ميولهم دفعهم الى تزويد المقر بأكبر الشاشات التلفزيونية لنقل اهم الاحداث الرياضية فيما وفر بعض المرشحين خدمة الارجيلة “الشيشه” لرواد مقره الانتخابي.
اما بالنسبة لايام الندوات وافتتاح المقار فيسعى بعض المرشحين لتقديم الافضل بكل الوسائل المتاحة مثل تغطية الندوات عن طريق التصوير الجوي ودعوة مشاهير السوشيال ميديا للتغطية الالكترونية ناهيك عن تقديم “السوفينيرز” والهدايا التذكارية وولائم الطعام الشهية.
مغريات كثيرة تقدم داخل تلك المقار والمنتفعون كثر اذ تتراوح تكلفة تجهيز المقر الانتخابي من 15 الى اكثر من 40 الف دينار كويتي حسب التحضيرات المطلوبة الا ان آراء الناخبين عن ضرورة واهمية تلك الامور متفاوتة ومختلفة.
وفي لقاءات اجرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع عدد من الناخبين قالت دانا الخراز ان “الهدف من وجود المقار الانتخابية هو التواصل بين المرشح والناخب وليس البهرجة والتفاخر”.
واضافت الخراز ان “مستوى المقار الانتخابية لا يعكس اطلاقا فكر المرشح او ثقله السياسي” مؤكدة ان ما يقوم به بعض المرشحين “من بذخ واسراف لن يجلب النفع على الناخب”.
من جهته قال محمد جاسم في تصريح مماثل ل (كونا) انه لا يعارض ابدا فكرة فخامة المقر معتبرا ان المقر الانتخابي هو بوابة المرشح الذي يعطي الانطباع الاول لدى الناخب.
واضاف انه من عشاق ومتابعي لعبة كرة القدم ووجود قنوات فضاية تنقل اهم البطولات في المقر يعطيه دافعا قويا للحضور بصورة دائمة في المكان.
كما أيدت عبير الحملي توفير وسائل الراحة والرفاهية في المقار قائلة ان الشعور بالراحة يؤثر على الرأي العام ويعبر عن اهتمام المرشح براحة الشعب بشكل مبدئي.
واضافت الحملي “لن أزور مقرا انتخابيا يفتقد لوسائل الراحة والرفاهية وقد أختار زيارة مرشح اخر يتميز بتقديم الافضل والافخم لارضاء ناخبيه”.
اما عبدالله المطيري فيرى ان طرح المرشح وبرنامجه الانتخابي هما ما يدعوانه لزيارة مقر انتخابي حتى لو كان خيمة لا يتجاوز مقاسها مترا في متر.
وقال المطيري ان التفاخر في تقديم الكماليات المكلفة “يقلل من قدر المرشح لدى الشعب لاسيما لدى الطبقة الوسطى التي ترجو ان يصل من يمثلها الى قبة البرلمان ويكون صاحب مبدأ وفكر بغض النظر عن مستواه الاجتماعي”.
على الصعيد نفسه اكدت ندى الحجي ان خطاب المرشح وما يحمله من افكار ومبادئ وقضايا تخدم الشعب هو ما يهم الناخب مؤكدة ان ما يحتاجه الشعب هو دور المرشح بعد الانتخاب وليس ” البوفيهات الفخمة او الديكورات الراقية”.
ودعت الحجي الناخبين والناخبات الى عدم الانجراف وراء البهرجة في المقار الفارهة والتركيز على جوهر البرنامج الانتخابي للمرشح.