اكد وزير التربية وزير التعليم العالي رئيس المجلس الاعلى لجامعة الكويت الدكتور بدر العيسى الثلاثاء ان كلية الدراسات العليا تعد بمنزلة عصب الجامعة الحيوي وعمودها الفقري إذ تنبثق منها الابحاث العلمية المتميزة وبراءات الاختراعات التي تسهم في رفع تصنيف الجامعات.
جاء ذلك في كلمة للوزير العيسى خلال انطلاق فعاليات مؤتمر (الدراسات العليا والبحث العلمي في دول الخليج العربية..تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل) الذي تنظمه كلية الدراسات العليا بمشاركة خليجية ويستمر يومين.
واشار الى اهمية انعقاد هذا المؤتمر المتزامن مع احتفالية جامعة الكويت بمناسبة مرور 50 عاما على انشائها (اليوبيل الذهبي) مبينا انها خطت خلال هذه الفترة على دروب التطور والمعرفة.
وذكر ان الكثير من العلماء والاطباء والمهندسين وغيرهم ممن تلقوا تعليمهم في جامعة الكويت ساهموا في رفعة شأن الوطن إذ يدفعون قدما لتحريك عجلة التنمية بالمجتمع.
واوضح انه لايزال هناك الكثير من العمل الدؤوب والمجهودات الذي يجب على الجامعة ومنسبيها القيام بها لجعلها تتبوأ المكانة المرموقة التي ننشدها ونتطلع اليها ضمن الجامعات المتميزة عربيا وعالميا.
من جانبه اكد رئيس جمعية (الهلال الاحمر) الكويتي عضو اللجنة الاستشارية الدكتور هلال الساير في كلمة مماثلة اهمية مجال الدراسات العليا في تحقيق اهداف الجامعات وتنمية قدرات منتسبيها عبر مشاركتهم في البحث العلمي بما يسهم في تطوير العلم ودعم تقدم المجتمع.
واضاف الساير ان البحث العلمي والدراسات العليا هما اساس التعليم الجامعي والمعيار الرئيس لتصنيف الجامعات وتطوير التعليم فيها مبينا انه مر 50 عاما على انشاء جامعة الكويت وقبلها جامعة (الملك سعود) ما يعكس استعداد برامج الجامعات في منطقة الخليج العربي على التوسع لوضع مجال الدراسات العليا في القيادة.
واعرب عن امله في ان يكون الموتمر نقطة انطلاق التعليم الجامعي المتعارف عليه عالميا الذي يبدأ بالتركيز على الدراسات العليا ثم تطوير العلم والتعلم وقضاء فترات دراسية في الجامعات الخارجية لكسب الخبرة.
بدوره اكد النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان في كلمة مماثلة اهمية دور القطاع الخاص في دعم مجال الدراسات العليا والبحث العلمي ومساهمته بالشراكة مع الجامعات في تنمية المجتمع ودفع عجلة التقدم ومسيرة البناء.
واشار الوزان الى دور القطاع الخاص في دعم انشطة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في تحفيز المبادرات التنموية محليا بما يوفر بيئة تشجع على الابتكار وتحويل الكثير من الأبحاث الى مشروعات تطبيقية.
واضاف ان فترة ال50 عاما الماضية شهدت تحولات كبيرة في توجهات الدول المتقدمة بشأن البحث عن وسائل تمكنها من تطوير امكانياتها وقدراتها الاقتصادية فانصب التركيز على البحث العلمي كونه وسيلة مهمة في تنمية اقتصاديات الدول.
وذكر ان العالم وسع الاستفادة من الموارد الطبيعية بشكل اكبر عبر البحث العلمي وتحول من عالم قائما على القدرات العسكرية الى عالم قوامه الصناعات اذ اولت الدول المتقدمة الاهتمام بالبحث العلمي بغية تحسين وتطوير اوضاعها الاقتصادية ورفع مستوى قدراتها التنافسية.
واشار الوزان الى احصائيات الامم المتحدة التي اثبتت ان البحوث والدراسات تسهم بما نسبته 40 الى 80 بالمئة في تطوير المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا موضحا ان “بعض الدول النامية لم تعط البحث العلمي اهمية كافية”.
واوضح ان الجامعات تواجه اليوم الكثير من التحديات لاسيما تطويع (البحوث والدراسات العلمية) نحو المجالات التطبيقية باعتبارها اساس التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي لافتا الى “عدم ثقة” القطاع الخاص بمخرجات الجامعات في حين تنشغل الجامعات بالجانب الأكاديمي وقلة البحوث التطبيقية.
ولفت الى تجربة اليابان في مجال البحوث المشتركة التي اسهمت في تحقيق الدولة قفزات واسعة في القطاع الصناعي احتلت على اثرها مراكز متقدمة بين الدول الصناعية.
واشار الى مبادرة شركة (سابك) السعودية بإنشاء مجمع (سابك للابحاث والتقنية) عام 1991 حيث قدمت من خلاله العديد من المنح لدعم البحوث العلمية واسست مختبرات في الجامعات ومراكز الابحاث ما مكنها من بناء اسما تجاريا مميزا واصبحت علامة اقليمية بارزة.
من جهته قال عميد كلية الدراسات العليا في جامعة (الملك سعود) بالمملكة العربية السعودية الدكتور طارق الريس في كلمة الجامعات الخليجية المشاركة ان المؤتمر يهدف الى استشراف الرؤى التطويرية للدراسات العليا والبحث العلمي خليجيا في ضوء ما فرضته تحديات الحاضر وما تمليه علينا تطلعات المستقبل.
واضاف الريس ان التغيرات الاقليمية والدولية فرضت الكثير من التحديات التي تؤثر على مسيرة التنمية ما يتطلب تضافر الجهود البحثية والعلمية بين الجامعات الخليجية وتوجيه ما تملكه من مقومات مادية وبشرية لمواجهة التحديات الحاضرة.
واوضح ان مجال الدراسات العليا لم يعد ترفا ثقافيا بل احد الركائز الاساسية للعملية التربوية والتعليمية لافتا الى دور الجامعات في اعداد كوادر علمية وتقنية ذات مؤهلات تخصصية عالية قادرة على تلبية احتياجات التنمية وانتاج الابحاث الموجهة لمعالجة قضايا المجتمع ودفع عجلة التنمية.
من جهتها قالت عميدة كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت رئيسة المؤتمر الدكتورة فريدة العوضي في كلمة خلال المؤتمر ان جامعة الكويت تعد رائدة في مجال التعليم إذ تسعى لتحقيق سبل تعزيز مكامن الدراسات والعيا لاسيما القضايا العلمية المشتركة.
واوضحت ان المؤتمر يهدف لتبادل الخبرات وتوحيد جهود الدول الخليجية بغية تحقيق التنمية لمجتمعاتنا معربة عن املها في ان يخرج المؤتمر بتوصيات من شأنها تحقيق الجامعات الخليجية مكانة متميزة على خارطة البحث العلمي العالمي وذلك عبر تقويم منظومة الدراسات العليا وتحديد مستوى كفاءتها والتخطيط لبرامجها التي تلبي احتياجات خطط التنمية.
واكدت اهمية تعزيز مكانة مجال الدراسات العليا والبحث العلمي في منطقة الخليج لاسيما مايتعلق بالقضايا العلمية والتنموية المشتركة عبر تفعيل دور الطلبة وتبادل الخبرات مبينة ان منطقتنا قادرة على زرع الامل والانجاز لتحدي الواقع السياسي والأزمات الاقتصادية.
ويسعى المؤتمر المعنون ب(الدراسات العليا والبحث العلمي في دول الخليج العربية.. تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل) الى تحقيق التميز العلمي ومشاركة الجامعات العالمية اثراء المعرفة في كل مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة وتوفير البيئة العلمية المؤهلة لتقديم دراسات عليا متميزة بأبحاث مبتكرة تسهم في تنمية المجتمعات.