حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من اللغو وفضول الكلام في ظل الأجواء الانتخابية التي تشهدها البلاد، لافتة الى أن “من أعظم الظلم التجني على المسلم أو التعرض له لأسباب انتخابية أو عصبية قبلية أو فئوية حزبية”، داعية للابتعاد عن «آفة القيل والقال» لما لها من آثار سلبية على المجتمع حيث أنها من الأسباب المؤدية إلى التفرق والتحزب والتشرذم ونشر الكراهية والبغضاء بين الناس.
وخصصت “الأوقاف” خطبة الجمعة يوم غدٍ (4 الجاري)، وقالت في بيان: «يعيش المجتمع الكويتي هذه الأيام أجواء الانتخابات لمجلس الأمة 2016، وفي هذه الأجواء تنتشر بشكل لافت إحدى آفات اللسان الموهنة للمجتمعات وهي آفة (القيل والقال)، فغالبا لا تخلو المجالس في هذه الأثناء من: قيل وقال، وقالوا وقلنا، أخبار واتهامات وأقوال وإشاعات بلا أدلة أو بيانات، يسعون في إذاعتها ونشرها بين الناس، وهذا من شأنه إيغار الصدور، وتغيير النفوس وشحن القلوب بين المسلمين».
وأضافت إن «هذا ما حدا بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تخصص خطبة الجمعة الموافق 4/11/2016 والتي تعدها (لجنة إعداد خطب الجمعة ودروس الإمام) في مكتب الشؤون الفنية بقطاع المساجد عن هذا الموضوع، فجاءت خطبة الجمعة بعنوان (وكره لكم قيل وقال)، حيث تشير الخطبة الى أن أعراض المسلمين لها حرمة عظيمة في الإسلام، وأنه من أعظم الظلم التجني على المسلم، أو التعرض له لأسباب انتخابية، أو عصبية قبلية، أو فئوية حزبية».
وتابعت: لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه العادة السيئة، وأخبر إن من الأمور التي يكرهها الله تعالى ولا يحبها ما يعمد إليه بعضهم من تتبع لأخبار الناس وإذاعتها من غير تثبت ولا تحفظ. وألمحت الخطبة الى أن من المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا اليوم: التسارع والتسابق في نشر أخبار الجاهلين، وترويج أحاديث النمّامين، وهذا هو الإثم المبين»، مستشهدة بقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، ومشددة على أنه «علينا البعد عن اللغو بشتى صوره وألوانه، والحذر من شتم أعراض المسلمين والقدح في دينهم وأمانتهم بغير حق ولا برهان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بما سمع».
وأضافت إن «الخطبة وجهت إلى أن من أسباب السعادة وعلامات التوفيق العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم (أمسك عليك لسانك)، فحفظ اللسان من كثرة الكلام ولزوم الصمت سلامة من الشر، ونجاة من الهلكة خاصة في هذه الأيام التي يكثر فيها القيل والقال، واتهام الناس بالباطل، وإثارة الشائعات هنا وهناك، وليعلم المسلم أنه محاسب على أقواله، ومؤاخذ بما يتكلم بلسانه، وإن حفظ اللسان وصيانته من علامات الإيمان بالله عز وجل».