ماذا نقول اليوم ونحن نشهد «سايكس بيكو» جديدة تنفذ فينا وبعلمنا، بل وبتمويلنا ومشاركتنا؟!
إذا كان عذر العرب أنهم قد خدعوا في 1915 بمعاهدة سايكس بيكو، كما يقول التاريخ في مراسلات «حسين ماكماهون»، في زمن ضعف وسائل الاتصال بين زعماء الأمة وضعف الإمكانات عندما يأتي المحتل ومعه مخططات متفق عليها مسبقاً، فما عذرهم اليوم بعد 100 سنة في زمن قوة الاتصالات والإمكانات، وأصبحت فيه معظم المخططات مفضوحة ومكشوفة ولا تنكرها أميركائيل، ولا تخفي مشاريعها، وينكرها العرب ويكذبونها نيابة عنهم. إذاً، فكل ما يجري معلوم لديهم وباستسلام غريب ومن دون أدنى مقاومة أو تمرد.
لقد علّمونا عندما كنا صغاراً ونقرأ في كتب التاريخ عن «سايكس بيكو» وشقيقتها «سان ريمو» أن نتحسر على حال العرب، آنذاك، وتفريطهم بمقدرات الأمة، فماذا نقول اليوم ونحن نشهد «سايكس بيكو» جديدة تنفذ فينا وبعلمنا، بل ربما وبتمويلنا ومشاركتنا؟ وإذا كانت «سايكس بيكو» قد نفذت فينا غدراً، فهل من المقبول أن نشاركهم في تشريح جسد الأمة عندما نطيح ببعضنا بعضاً في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا التي لا يزالون يعملون للإطاحة بها منذ 4 سنوات وأهدروا الثروات وحشدوا لها شياطين الإنس والجن وكل عتل زنيم، بل منهم من سعى وما زال إلى الإطاحة بأشقائه في بعض دول الخليج.
لن نقبل بأن نكون شهود زور ولا غموساً باطلاً من أن نقول كلمة حق أو نكون شياطين خرساً في السكوت عن قول الحق، لأننا أسياد رأينا، والتاريخ لن يرحم أحداً، وسيسجل للأجيال المقبلة خطيئة استسلام البعض، وكيف هانت الأمة عليهم فهانت على غيرهم.. والله المستعان.
عادل فهد الطخيم