رفض مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية الاتهامات التي تقول إن قوات واشنطن في العراق وسوريا قليلة وغير كافية لمواجهة تنظيم “الدولة” ويمكن أن تكون في خطر إزاء مواجهةٍ فوق طاقتها، خاصة في ظل الحديث عن فتح قريب لجبهة الرقة بسوريا، حسب ما نقلته عنهم صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية.
وتقدم القوات الأمريكية الدعم لقوات عراقية وكردية في العراق في إطار مواجهة تنظيم “الدولة” في معركة الموصل، كما أنها توجد بقوة صغيرة في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يتزعمها الأكراد.
وبالإضافة إلى وجود قوات أمريكية في سوريا والعراق، فإن واشنطن تقدم الدعم لقوات ليبية بسرت في إطار مواجهة تنظيم “الدولة” هناك، الأمر الذي أثار تساؤلات البعض للتكهن بأن الحلفاء المحليين بحاجة إلى مزيد من القوات الأمريكية في العراق وسوريا تحديداً لهزيمة التنظيم، في وقت أكد فيه مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية أنه لا إمكانية لزيادة القوات في الوقت الحالي.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، قال الاثنين إن مستوى القوات الأمريكية ودورها في كلٍّ من العراق وسوريا سيكونان هما العامل الأهم في الاعتبارات المستقبلية، مبيناً أن هناك تقييماً متواصلاً لدور القوات الأمريكية في معركة الموصل وحصارها، كما أن هناك التقييم نفسه في سوريا لدور تلك القوات التي يبلغ عددها ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف مقاتل أمريكي في كلا البلدين.
في سوريا حالياً، يوجد قرابة 3 آلاف مقاتل يشكلون ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، التي يتزعمها الأكراد، حيث تحظى تلك القوات بدعم القوة الجوية الأمريكية ومستشارين عسكريين أمريكيين؛ إذ أطلقت تلك المليشيات عملية عسكرية لحصار مدينة الرقة في سوريا التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة”.
ورفض كوك في الوقت نفسه التعليق على ما إذا كانت معركة الرقة ستتطلب قوات أمريكية إضافية في سوريا، ولكنه أكد أن الولايات المتحدة ستكون مهامها في معركة الرقة مختلفة بشكل ملحوظ عن النهج الذي تتخذه تلك القوات في العراق.
وأوضح أن المليشيات العراقية في سوريا تعمل بشكل مختلف عن عمل القوات العراقية والكردية المدعومة من قِبل حكومة بغداد، “ما يحدث في سوريا يعمل بشكل مختلف كثيراً عن القوات العراقية والكردية المدعوم من قِبل الحكومة”.
من جهته، اعتبر مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الاثنين، أن لا أحد يتوقع تحريراً فورياً للموصل وأن المهم الآن تأكيد ضرورة الدعم الأمريكي ما بعد طرد تنظيم “الدولة” من المدينة، موضحاً أن عدد القوات الأمريكية في العراق الذي وصل إلى 5 آلاف مقاتل “يزداد ببطء”.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى، وعقب طرد تنظيم “الدولة” من الموصل، إلى الإبقاء على قوة عراقية مؤلفة من 30 إلى 40 ألف مقاتل من عناصر الجيش والشرطة لتأمين المدينة خشية تجدد الصراع الطائفي بين السُنة والشيعة أو الصراع العِرقي بين العرب والأكراد.