“في الشهر الماضي جرت مناقشة في اسطنبول بين اثنين من الشباب هما نهال فتحي من ليبيا وأسامة خضر من المغرب. وانضم إليهما مازن الشاكر وهو مستشار في الحكومة العراقية السابقة، ونغم الغادري من الائتلاف الوطني السوري, وكانت المناقشة تدور حول أن ترامب هو الأفضل للعالم العربي”.
وأضافت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية في تقرير أن ترامب يمثل انشقاق تاريخي عن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط. فتركيزه على هزيمة داعش التي يعتبرها التهديد الأخطر على منطقة الشرق الأوسط هو تغيير موضع ترحيب أمام الحملة الضعيفة التي يقوم بها باراك أوباما، وهو الأمر الذي من شأنه أن يستمر حال أصبحت هيلاري كلينتون رئيسة للبلاد.
أما ترامب مستعد لاستخدام كل هذا العنف الضروري للقضاء على داعش. والعرب في حاجة إلى رئيس أمريكي لا يتردد في الحرب ضد داعش، لذا يجب أن يكون ترامب هو الرئيس.
وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى تأييد أوباما لثورات الربيع العربي في المنطقة المنكوبة، والذي خلق وضعا يكون فيه السوريون يقتلون السوريين والعراقيون يقتلون العراقيين وحتى المصريون يقتلون المصريين. حيث دعت سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في تدخل الجيوش الأجنبية في العالم العربي، تقويض لسيادة العرب والأمن في الشرق الأوسط. وقبل الربيع العربي كان برميل النفط بأكثر من 100 دولار, اليوم أصبح حوالي 40 دولارا.
وقد وضع انهيار أسعار النفط المملكة العربية السعودية في حالة تواجه فيها عجزا واسعا في الموازنة وإضعاف واحدة من القوى الاقتصادية المهمة في المنطقة, أما ترامب يحترم القادة الأقوياء الذين يلتزمون بمواجهة التهديدات ضد شعوبهم وبناء اقتصاد الدول مثل عبد الفتاح السيسي من مصر.
واعتبرت الصحيفة أن خطاب ترامب ليس قاسيا، وهذا ليس صحيحا أنه يكره العرب والمسلمين. فله العديد من الأصدقاء العرب والمسلمين، خاصة وأنه يسعى لحماية الولايات المتحدة وتعزيز مصالحها الوطنية، وعلاوة على ذلك، فإن هذا المدى يظهر أن المصلحة الذاتية للسياسة الخارجية الأمريكية لا ترتكز على منع توحد العرب وفضح إدعاءات أمريكا في دعم حقوق الإنسان والديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت ذا ناشيونال أن ترامب ليس هو الكمال أو يمكنه إجراء تحسين سحري للوضع في المنطقة. ولكن في هذه الانتخابات هناك خيارا بين سيئ وأسوأ. وهنا كلينتون هي الخيار الأسوأ، أما ترامب هو سيء بالنسبة للعالم العربي.
وطبقا لتقرير ناشيونال فإن الاعتقاد بأن ترامب سيكون زعيما قويا في المعركة ضد داعش في غير محله. حيث خطابه العنصري وتهميش المسلمين هو هدية لداعش. وخطابه المعادي للمسلمين يساعد داعش على تجنيد المزيد من المقاتلين وكسب المزيد من المتعاطفين معها.
كما أن خطابه يساعد على استقطاب العالم إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تخوض المعركة ضد داعش بدلا من المسلمين. كما أن الأفكار المتطرفة التي يتبناها ترامب تعزز إنتاج استجابة متطرفة ومتساوية بين الشباب العربي مما يجعل مكافحة هذه الأيديولوجيات أكثر صعوبة.
ومن المهم أيضا أن نتذكر أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش هو الذي جلب تنظيم القاعدة في العراق بعد أن تم عزل تنظيم القاعدة في أفغانستان، لذا سجل الحزب الجمهوري في محاربة الإرهاب في العالم العربي ليس واعدا.
وأشارت “ذا ناشيونال” أن ما هو أسوأ من ذلك أن ترامب يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ذبح المدنيين في سوريا ودعم النظام القاتل بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا موقف لا يمكن القبول به، لكن كلينتون، من ناحية أخرى، تعارض بوضوح الأسد وتدخل روسيا في سوريا.
ومن حيث أزمة اللاجئين التي تواجه العرب اليوم، موقف ترامب هو بوضوح ضد المصالح العربية.
ويتعمد تجريح اللاجئين ويريد أن ينكر حق اللجوء لأولئك الذين يفرون من قنابل الأسد وغرف التعذيب، وفي هذا الموقف العرب في حاجة إلى الرئيس الذي يحمي الشعب السوري والهاربين من الدمار في بلادهم. لذا التزام كلينتون بتوطين اللاجئين في الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية لسلامة الشعب السوري.