يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الفكرة التي مفادها أن موسكو تدعم دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية هي “كلام فارغ وسخيف”. لكن هذا ليس الانطباع الذي يعطيه الإعلام الروسي.
وسائل الإعلام في موسكو تصور هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، على أنها امرأة كبيرة في السن ومريضة ومصابة بالرهاب من روسيا – وفوزها بالرئاسة يمكن أن يعرض روسيا والعالم للخطر. في الوقت الذي لا تتجاهل فيه أخطاء دونالد ترامب، تقدم مرشح الحزب الجمهوري على أنه بطل الأمريكيين الذين يضيقون ذرعا بنخبهم السياسية.
في صحيفة الشائعات “موسكوفسكي كومسوموليتس”، أطلق كاتب العمود، فلاديمير سولوفيوف، الأسبوع الماضي على هيلاري لقب “المرأة ذات القلب المتحجر”. التي بدت “متهالكة ومتعبة حتى بالنسبة لعمرها الوقور”، متماسكة فقط خلال المناظرات الرئاسية عن طريق تناول “الأدوية والمنشطات، لتبدو فقط في حالة شبه واعية”.
فيتالي ميلونوف، وهو نائب روسي، قال لصحيفة “كــومــســومــولســـكــايا برافدا”، وهي صحيفة شائعات أخرى، إن هيلاري “ساحرة لعينة”، حتى أن شخصا مثيرا للسخرية” مثل ترامب أفضل منها.
الهدف الرئيسي لوسائل الإعلام الروسية بدا وكأنه التشكيك في صدقية الانتخابات والنظام السياسي في الولايات المتحدة.
يقول بين نيمو، من معهد المملكة المتحدة لفن الحكم، الذي يجري بحوثا حول “حرب المعلومات” التي تشنها روسيا: “إن وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية في روسيا كانت تركز على الرسالة التي مفادها أن الديمقراطية الأمريكية ليست حقيقية. وقد وجدت في ترامب الأداة المطلقة لإيصال تلك الرسالة”.
ويضيف أن وسائل الإعلام في موسكو كانت تبدو في أواخر (أغسطس) وكأنها تدعم ترامب، عندما ظهر للمرة الأولى أن لديه فرصة لتحقيق الفوز. في وقت سابق، كانت تدعم جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر.
ركزت كل من وسائل الإعلام المحلية في موسكو وفروعها الناطقة بالإنجليزية، مثل موقع سبوتنك الإلكتروني، على ادعاءات ترامب بأن الانتخابات ستكون غير شرعية. وقطع ديمتري كيسيليوف، الذي هو من الناحية العملية رئيس الدعاية في روسيا، الشهر الماضي برنامجا تلفزيونيا يقدمه حول الشؤون الراهنة، لتقديم “خبر عاجل” حول تغريدة لترامب تفيد بأن الانتخابات “مزورة”.
نيكولاي زلوبين، وهو عالم سياسي روسي مقره واشنطن، يقول: “إنهم يحاولون السخرية من النظام السياسي الأمريكي والديمقراطية الأمريكية. يحاول بوتين إفراغ مفهوم أمريكا من شرعيته، حتى لا ينظر الروس إلى أمريكا ويفكرون قائلين: “هذا ما نريده”.