عُرفت العارضة التونسية الجريئة عفاف جنيفان في العالم العربي مؤخراً بعد أن شاركت في تقديم برنامج Runway Project الذي يعرض حالياً على قناة MBC إلى جانب مصمم الأزياء اللبناني المعروف إيلي صعب.
لهذه العارضة الجميلة تبلغ من العمر 53 عاماً، جانبٌ مثيرٌ في حياتها لا علاقة له بالصورة التي تبدو عليها بطلّتها الأنيقة.
ضربت شرطياً
شاركت جنيفان في العام 1984” بـ “ثورة الخبز التي اندلعت في تونس، واعتقلت ثم أطلق سراحها بعد تدخل عائلتها ذات النفوذ هناك، بعد أن ضربت شرطياً اعترض طريقها للوصل إلى المظاهرة، فرّدت على ضربه لها بالعصا بأن ضربته على رأسه مستخدمةً حقيبتها التي كانت تحوي زجاجة عطر باريسي من الحجم الكبير.
في العام 1988، تركت عفاف بلادها لتصبح عارضة أزياء في فرنسا، أي بعد عام واحد من وصل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم في بلاده، وتعتبر من أشد المؤيدين لـ “ثورة الياسمين” التي اندلعت في العام 2011 رغم أنها لم تكن في تونس وقت وقوعها.
وكانت جنيفان قد تحّدثت في مقابلة مطولة مع مجلة W Magazine أعقبت نجاح الثورة في بلادها عن سبب خروجها من تونس من الأساس قائلة إنها لو بقيت هناك لكانت ستدأب على توريط نفسها في مشاكل عديدة ” انا مقاتلة وأردت أن الديموقراطية في مكان أستطيع من خلاله التعبير عن أفكاري، دون أن تقتحم الشرطة منزلي لتفتيشه، ما كان يمكن لي أن أعيش في مكان بلا حرية” حسب تعبيرها.
وحتى بعد أن رحلت عن بلادها دخلت في صراع بطريقة أو بأخرى مع السلطة وقبل أن يرحل الرئيس التونسي السابق بن علي وهروبه إلى السعودية بعام واحد، تلٌقت جنيفان خبراً بأن شقيق زوجة الرئيس ليلى الطرابلسي استولى على منزل عائلتها الصيفي في حي بوسعيد الراقي، فانتفضت مطالبة بحقها ورفعت قضية كسبتها في النهاية. حسب تقرير نشره موقع هافنتغون بوست عربي.
حياة خاصة مثيرة للجدل
وبحسب وصف مجلة wmagazine فقد خيبت جنيفان ظن والدها الذي كان ديبلوماسياً مرموقاً خدم سفيراً لبلاده في العراق وليبيا، بسبب قرارها العمل كعارضة وزواجها دون علمه من طيار تونسي تعرّفت عليه في إحدى سفراتها.
ولقد تزوجت عفاف 3 مرات دون إبلاغ أهلها، وزوجها الأخير قابل والدها بعد زواجها بعشر سنين.
زوجها الأول الطيار التونسي الشاب انفصلت عنه بعد عامين فقط، ثم تزوجت محامياً إيطالياً عام 1990 يدعى ماركو سكويرتيتي وأنجبت منه ابنها الوحيد سامي، وكان مصير الزواج كسابقه، وبقيت العارضة بلا زواج إلى أن التقت بإمبراطور مجال الاتصالات في إيطاليا الثري ترونشيتي، وهو ما لم يرُق للكثيرين لأن الرجل كان يعتبر أرستقراطياً محافظاً بينما تميزت هي بالجرأة وإثارة الجدل.
وعلقت شقيقة طليقها التونسي على هذا الزواج قائلة ” ماركو رجل ثري أنيق وسيم بمنصب مهم في إيطاليا، لكن هذه التونسية استحوذت عليه”.
حفلة بملابس جريئة
عرف عنها ولعها بالسهر عندما كانت عارضة شابة، حتى أن إحدى السهرات التي حضرتها بمناسبة أعياد الميلاد ذاع صيتها لصخبها وجدت طريقها إلى الصحافة العالمية كان من بين الحضور فيها علاء وجمال حسني مبارك نجلا الرئيس المصري الأسبق ، وهي حفلة أقيمت في ثمانينات القرن الماضي في فندق Gstaad ارتدت فيها ملابس جريئة وربطت حول خصرها حاوية مياه استمتعت برشها على الحاضرين.
معروفة في إيطاليا بأنها كسرت الانطباع المعروف عن العارضات ك”شماعات” ثياب جميلات يتصفن بالجمال ويفتقدن الذكاء، وذلك بعد أن قدّمت برنامجاً تلفزيونياً ساخراً لاقى شعبية كبيرة، أثبتت من خلالها أنها امرأة قوية لا تخشى التعبير عن آرائها الجريئة.
دفاعها عن عروبتها ودينها وحكايتها مع بيرلسكوني
اتصل بها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، ليعتذر لها شخصياً بعد تصريحاته بحق المسلمين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر والتي قال فيها أن الغرب أعلى شأناً من الإسلام، حيث علّقت جنيفان على كلامه في لقاء صحفي قائلة أن تصريحاته ” لا تقل عن قنبلة ألقيت على الأمة العربية أما العالم الإسلامي فلا يعرف عنه شيئاً” حسب تعبيرها.
وقال بيرلسكوني في اعتذاره على الهاتف أن له أصدقاء في العالم العربي لترد عليه جنيفان :” ليس بعد ما قلته” ثم قبلت اعتذاره ونصحته بالتوجه إلى قناة الجزيرة لتصحيح وجهة نظره بل وأرشدته إلى ما يقول.
ودائماً ما دافعت عن أمتها ناصحة كل من لم يزر العالمين العربي والإسلامي أن يفعل قبل أن يعطي أي رأي سلبي.
ورفضت عفاف عدة مناصب سياسية منذ أن أصبحت إيطالية عام 1992، مبررة ذلك بأن الوضع البلاد السياسي لا يعجبها وأنها تراقب ذلك من بعيد، لكنها عادة ما تختلط بالسياسيين حتى يومنا هذا وسبق أن التقت بالرئيس بوتين.
موقفها من حزب النهضة
ورغم عدم تأييدها لفوز حزب النهضة الإسلامي بعد الانتخابات التي جرت في تونس بعد الثورة، إلا أنها قالت أن هذا لا يمنع أن البلد أصبحت ديموقراطية لا يخشى أبناءها العيش فيها ولا يهربون منها كما فعلت هي واصفة شعورها ” أبتسم طوال اليوم عندما أزور تونس الآن”.