ركزت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، على تخوفات إيران من تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن الاتفاق النووي بعد انتخاب دونالد ترامب ، وجهود مصر في مكافحة الإرهاب وتطورات الأزمة السورية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة واتهام تنظيم (داعش) باستخدام أسلحة محضورة في سورية والمشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
ففي مصر ، كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان “مصر ومقاومة الإرهاب” أن مصر في مواجهتها الشاملة للإرهاب، بمقدورها أن تقود نموذجا لمقاومة الآفة ، وهو النموذج الذي يسترشد بالخبرة التاريخية لمصر في مقاومة الإرهاب بالقوة تارة وبالفكرة تارة أخرى، حيث زاوجت في تعاملها مع الإرهاب في التسعينيات بين هاتين الوسيلتين وقد نجحت في ذلك، كما أن مصر طالبت ومنذ وقت بعيد بعقد مؤتمر دولي للإرهاب وعدم احتضان الجماعات الإرهابية من قبل الدول الغربية، ونبهت إلى هذا الخطر وكانت سباقة في هذا المجال أي استشراف الخطر الذي يمثله الإرهاب على العالم.
وأضافت أن النموذج المصري لمواجهة الإرهاب يستند على عناصر مهمة في الإستراتيجية الوطنية الشاملة ضد الإرهاب، وفي مقدمتها الوقاية والاستباق أي محاربة التطرف والتجنيد من خلال المعرفة الكاملة والتفصيلية بطرق الدعاية الإرهابية والأدوات التي يستخدمها الإرهابيون وذلك بهدف دمجها في أفق استراتيجي وطني لتنسيق سياسات المواجهة.
أما جريدة (الجمهورية) فكتبت بعنوان “لم الشمل العربي” أن رياح التغيير القادمة من كل مكان وتغيير الخريطة السياسية في الدول ذات القوة الرئيسية للنظام العالمي تتطلب من العالم العربي أكثر من أي وقت توحيد الجهود وتكثيفها في اتجاه لم الشمل العربي لتستطيع الأمة العربية استعادة مكانتها المستحقة على الساحة العالمية والانتهاء من حل المشكلات والأزمات التي تعصف بدولها بدءا من محاولات التقسيم التي تتعرض لها بعض هذه الدول وحتى النشاط المتزايد للإرهاب الأسود والقوى المناصرة له وما أدى إليه من عرقلة للاقتصاد والتقدم الاجتماعي بالاضافة إلى اعتبار المنطقة العربية مستباحة للمؤامرات وميدانا عملي للحروب الجيل الرابع.
وقالت ، إنه من هذا المنطلق تصدرت مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي واالشيخ محمد بن زايد آل نهيان قضية استعادة التضامن ولم الشمل مع تأكيد موقف مصر الثابت تجاه التهديدات التي تتعرض لها دول الخليج العربي ، مضيفة أنه بالمقابل جدد ولي عهد أبوظبي موقف بلاده الثابت من دعم مصر والوقوف إلي جانبها في مواجهة التحديات حيث آن الأوان كما أكد زعيم مصر لمد جسور التواصل والتعاون والحوار وصولا إلى توافق عربي تفرضه المصلحة العربية العليا ورياح التغيير التي بدأت تهب على العالم.
وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (الأخبار) في مقال لها بعنوان “فوز ترامب يكتب مستقبلا جديدا لسورية والأسد”، أنه بعد إعلان فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية توقع البعض أن ذلك سيساهم بشكل قوي في تغيير مستقبل القضية السورية خاصة في ظل التقارب المتوقع بين الإدارة الأمريكية الجديدة وسوريا.
وأشارت إلى أن الخبراء يرون أنه خلال الفترة المقبلة سيكون هناك إعادة لترتيب المشهد مرة أخرى للخروج بحل دولي يمكن أن ينهي الأزمة السورية ، مضيفة أن التقارب الروسي الأمريكي سيترتب عليه أيضا تغيير في خريطة الدول بالنسبة لموقفها من الأزمة.
وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) إن “هذه الديمقراطية الأمريكية برسم البيع، فكل شيء هناك قابل للبيع لمن يدفع، ويختلف البيع بمن يدفع (..) ديمقراطية البيع والشراء، القابل فيها كل شيء شراء وبيع ا”، معتبرة أن اللافت للانتباه أن “الجميع دخل في المباراة، كل على طريقته وحسب مصلحته، وكان قصب السبق للفضائيات التي دخلت على خطها وبقوة بعض فضائياتنا العربية، فبدت جزء ا من المباراة، لكنها مباراة الفضائيات بكل ما فيها وبكل ما عليها”.
ومن جهتها، ترى صحيفة (البلاد) أنه آن الأوان لبناء رؤية خليجية جديدة موحدة مع الولايات المتحدة والاستعداد للقادم بخطوات وقرارات مدروسة تحسم المسار الذي سيقرر مصير الشعوب والأجيال المقبلة، قائلة إنه لم تفهم حتى الآن توجهات الرئيس الأمريكي المنتخب، الجمهوري دونالد ترامب، وهل ستكون سياساته إيجابية، خصوصا بعد تبدل خطابه الأخير الذي كان فيه أكثر عقلانية، “ولكن توقعاتنا أن المرحلة الترامبية لن تكون مختلفة تماما عن الأوبامية، التي تضررت المنطقة من سياساتها، وقد تكون أكثر سوءا”.
وكتبت صحيفة (الوسط)، من جانبها، أن “المؤكد هو أن ترامب لن يكون أسوأ من المرشحة كلينتون التي نالت هزيمتها بجدارة واستحقاق”، مشيرة إلى أنه “حتى إذا تنكر لوعوده وواصل تهريجه أثناء توليه مسؤولية قيادة بلاده، فهذا سيكون خير رمز للتعبير عن الصورة السياسية التي آلت إليها أقوى دولة رأسمالية في العالم، وهي صورة تليق بها حقا”.
وقالت صحيفة (الوطن) إن كل ما ستقوله إيران في هذه الفترة عن دونالد ترامب وعن تخوفها من تراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي “ليس إلا محاولة للضحك على الذقون، فإيران متأكدة تماما بأن أمرا كهذا لن يحدث لأنه لا يمكن أن يحدث بسبب تلك البنود السرية (..)”، مشيرة إلى مخاوف إيران من فوز هيلاري كلينتون “كانت أكبر بل إنها لم تكن تخاف من فوز ترامب لأنها كانت تريده أن يفوز (..) فكل ما صرحوا به وسيصرحون به ليس إلا للاستهلاك المحلي، ذلك أن فوائد إيران من فوز ترامب كبيرة”.
وبالأردن، وتحت عنوان “سياسيون لا يتوقعون تغييرا جذريا في سياسة واشنطن الشرق أوسطية”، نقلت صحيفة (الرأي)، عن سياسيين توافقهم على صعوبة التكهن بالسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الشرق الأوسط، لقلة خبرته وضحالة تجربته السياسية الكافية، مرجحين أن يعتمد على فريق العمل الذي سيختاره قريبا. وبحسب تحليلاتهم، تضيف الصحيفة، فإن المؤشرات من تصريحاته (ترامب) خلال جولاته الانتخابية توحي بأنه لن يكون قادرا على إجراء تغييرات على السياسة الأمريكية الخارجية، خصوصا أنه ورث سياسة شرق أوسطية فاشلة أكان في عملية السلام أو ما يجري في سورية والعراق واليمن من حروب.
ومن جهتها، وفي مقال بعنوان “هل نحن أمام منعطف سياسي كبير؟”، كتبت صحيفة (الدستور) أن فوز ترامب ليس حدثا عابرا، مشيرة إلى أنه من يجلس على مقعد رئاسة الولايات المتحدة فهو يتربع على مقعد قيادة القوة الأولى في العالم، وعلى جميع دول العالم الكبرى والصغرى أن تكيف نفسها وأن تستعد للتعامل مع القادم والجديد شاءت أم أبت، أعجبها شخصية الرئيس أم لم يعجبها.
وأضافت أن الدراسات والآلة الإعلامية التي تصنع الرأي العام العالمي، لم تفلح في تغيير الحقائق على الأرض، وعلى كل الذين وقعوا في الخديعة، تضيف الصحيفة، أن يعملوا على إعادة التوازن لأنفسهم، وأن يستفيقوا من غفلتهم من أجل الاستدراك، لأن العالم أصبح أمام منعطف جديد مرسوم من قبل الجمهوريين والمحافظين الأمريكيين الذين يحاولون إعادة هيبة أمريكا (…). وفي السعودية، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان “التكتل حل أمثل” أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو أنجح منظمة عربية استطاعت تجسيد معنى الوحدة بكل تفاصيلها وجعلتها واقعا ملموسا في اتجاه مواطنة خليجية متكاملة وفاعلة.
وفي هذا الإطار، أشارت إلى أن الاجتماع الأول لهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية بدول مجلس التعاون المنعقد أول أمس الخميس بالرياض شكل خطوة في اتجاه تعزيز التكامل الاقتصادي وتسخير الإمكانيات المتاحة في دول المجلس لتعزيز تنافسية اقتصاداتها وتأهيلها للتأثير بقوة أكبر في الاقتصاد العالمي.
وشددت الصحيفة على راهنية هذا التكامل الاقتصادي في ظل تأثير التقلبات الاقتصادية العالمية على الجميع، معتيرة أن “عوامل النجاح متوافرة والعزيمة موجودة وليس علينا إلا أن نخطو في اتجاه مستقبل تكاملي أفضل”.
وفي الشأن السوري، توقفت صحيفة (الشرق) عند اتهام منظمة حضر الأسلحة الكيماوية في اجتماع مكتبها التنفيذي أمس بلاهاي الهولندية لنظام بشار الأسد وتنظيم (داعش) الإرهابي باستخدام أسلحة محضورة في سوريا.
وقالت الصحيفة إن هذا الاتهام الذي استند إلى نتائج تحقيق أجراه خبراء الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يثبت مجددا أن الأسد يحاول خداع العالم حين يؤكد التزام نظامه بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية، ذلك أن آلية التحقيق أكدت أن قوات الأسد نفذت هجمات كيميائية على ثلاث بلدات خلال عامي 2014 و2015.
وذكرت الصحيفة في هذا السياق، بما حدث في الغوطة الشرقية قرب دمشق في غشت من عام 2013، حينما نفذ النظام هجوما كيميائيا أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، مؤكدة أن العالم ينتظر بعد نتائج هذا التحقيق، محاسبة الأسد و”داعش” على هذه الجرائم البشعة ضد المدنيين.
وفي تفاعل متواصل مع نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قالت صحيفة (اليوم) تحت عنوان “ترامب..صورة المرحلة”، إن تردد إدارة أوباما في حسم المشكلات في المناطق المشتعلة في العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط، جعلت الناخب الأمريكي يبحث عن شخصية المصارع الذي تعتز بها ثقافة الكوبوي وتتناغم مع الحلم الأمريكي.
واعتبرت الصحيفة أن وجود قيادة حاسمة في البيت الأبيض قد يساعد في حسم الكثير من المشكلات التي ظلت إدارة أوباما عاجزة أمامها لا سيما تجاه روسيا وإيران، مؤكدة أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يحتم على الدول العربية أن تكون أكثر التفافا حول قضاياها الاستراتيجية والمصيرية.
وبلبنان، ما زالت الصحف تولي اهتمامها بمشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في عهد الرئيس الجديد ميشال عون، إذ كتبت (الجمهورية) أن تأليف الحكومة “دخل في مرحلة الجمود السلبي”، موضحة أنه لم يتم تسجيل أي حراك علني يصب في هذا الاتجاه، أو حتى إشارات إيجابية من أي من المصادر المعنية بالتأليف. ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن (حزب الله) “لم ولن يتدخل مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي بدوره لم يتصل بالحزب الذي أوكل الى رئيس جلس النواب نبيه بري مهمة التفاوض عنه في موضوع التأليف”.
أما (المستقبل) فاعتبرت أن عملية تشكيل الحكومة “تسير بتأن وترقب بين الدهاليز السياسية والمطلبية المتقاطعة حينا والمتعارضة أحيانا بين الفرقاء وصولا إلى أرضية مشتركة تتيح بناء شراكة حكومية عادلة وقادرة على تزخيم عجلات العهد وتفعيل محركاته الانتاجية والإصلاحية”.
وأشارت الى أن ما لفت الانتباه أمس هو “حراك سعودي متفاعل سياسيا واقتصاديا جسدته حركة القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري، لاسيما باتجاه وزارة الخارجية ناقلا” إلى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل رسالتين الأولى من السلطات في المملكة العربية السعودية والثانية من نظيره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وفي ذات السياق كشفت (السفير) أن رئاسة الجمهورية بدأت التحضير لأول رحلة خارجية يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى العاصمة السعودية، في ظل تقديرات بأن يتم تحديد موعدها النهائي بعد الانتهاء من عملية التشكيل الحكومي، موضحة أن هذه الخطوة كانت منتظرة من الرياض، على أن يتولى موفد سعودي لاحقا زيارة بيروت لتقديم التهنئة الرسمية على غرار الإيرانيين والسوريين، وفي الوقت نفسه، توجيه دعوة ملكية إلى رئيس الجمهورية لزيارة المملكة.