بعد أيام من الذكرى السنوية الثانية عشرة لوفاة ياسر عرفات تبادل زعماء فلسطينيون الاتهامات بشأن من قد يكون تورط في موت الرئيس الفلسطيني السابق.
وقبل أسبوعين من اجتماع لحركة “فتح” من المتوقع أن يجري تغييرا في قيادة الحركة التي ينتمي إليها عرفات والرئيس الفلسطيني محمود عباس تبرز الاتهامات عداء متناميا يهدد استقرار الحركة.
وفي كلمة في حفل تأبين في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الخميس قال عباس إنه يعرف من يقف وراء وفاة عرفات، وإن لجنة تحقيق ستكشف قريبا عن النتائج التي توصلت إليها.
وقال عباس “في أقرب فرصة ستأتي النتيجة وستدهشون منها ومن الفاعلين”، لكنه لم يذكر أحدا بالاسم. وينظر على نطاق واسع لتصريحاته على أنها إشارة إلى خصمه السياسي الرئيسي محمد دحلان مسؤول الأمن السابق بالحركة.
ولجأ دحلان المنتقد الشديد لعباس، والذي يعيش في منفى اختياري في الإمارات العربية، إلى فيسبوك اليوم السبت لكي يشير بأصابع الاتهام إلى عباس.
وقال “إنه (عباس) ليس الشخص المؤهل لتوزيع الاتهامات وهو شخصيا في قفص الاتهام والمستفيد الوحيد من تغييب أبو عمار عن المشهد”.
ولم يتسن الوصول إلى مكتب عباس للتعقيب.
ويشعر مسؤولون داخل “فتح” بتبرم متزايد من قيادة عباس وبدأت جماعات منافسة في الظهور قبل مؤتمر الحركة الذي سيكون الأول منذ عام 2009.
ولدحلان (55 عاما) نفوذ داخل المجلس الثوري واللجنة المركزية في حركة “فتح”.
ومن المتوقع أن يدفع عباس (81 عاما) في مؤتمر “فتح” باتجاه انتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين يستبعدان الموالين لدحلان.
وتضغط السعودية ومصر ودول عربية أخرى على عباس كي يحل الانقسامات داخل “فتح” ومع حركة “حماس″ الاسلامية المنافسة. وتخشى دول مجاورة ودبلوماسيون من احتمال أن تؤدي الانقسامات إلى صراع.
كان عرفات وقع اتفاقية أوسلو مع إسرائيل في عام 1993، لكنه قاد انتفاضة دموية بعد انهيار محادثات لاحقة في عام 2000. وتوفي في عام 2004 عن 75 عاما في مستشفى في فرنسا بعد أربعة أسابيع مع مرضه.
وكان السبب الرسمي المعلن للوفاة سكتة دماغية، لكن أطباء فرنسيين لم يتمكنوا في ذلك الوقت من تحديد سبب المرض، ولم يجر تشريح للجثمان. وألقى زعماء فلسطينيون بالمسؤولية على إسرائيل في وفاته. وتنفي إسرائيل أي دور.
وفتح تحقيق فرنسي في عام 2012 بناء على طلب أرملة عرفات واستخرجت رفاته لإخضاعها لاختبارات أجراها خبراء فرنسيون وروس وسويسريون.
وقال السويسريون إن ما توصلوا إليه يتسق مع القول بتسمم بالبولونيوم المشع، لكن لا يوجد دليل. وخلص الفرنسيون إلى أنه لم يمت بالتسمم وقال الروس إنهم لم يجدوا أي آثار للبولونيوم في رفاته.
وأغلق التحقيق العام الماضي.