الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / البشر يودعون الشيكولاتة والقهوة وأشياء أخرى.. قريبًا

البشر يودعون الشيكولاتة والقهوة وأشياء أخرى.. قريبًا

الأمثال والحكم القديمة لا تبلى ودوما تثبت صحتها وصدقها وذلك لأنها كانت دوما تنبع من إدراك فطرى لنواميس الكون، وعندما قالوا قديما «دوام الحال من المحال» سرى الأمر بالفعل على كل ما هو على وجه الأرض، كل شىء يتغير ولكن يبدو أن مسألة التغيير هذه ستأخذ منعطفات أخرى أشد حدة بسبب ما اقترفته يد الإنسان وفيما يلى بعض من كل فيما يخص الأشياء التى ستندثر قريبا من عالمنا.

وراء كل هذه التغيرات المحزنة التى سنذكرها فى السطور التالية يقف خطر التغيرات المناخية مسئولا مسئولية كاملة وهو واقع رغم أن العلماء بدأوا دق ناقوس الخطر منذ فترة طويلة.

الاحتباس الحرارى هو مصطلح أطلقه العالم السويدى سفانتى أرينيوس، وهو يدلّ على ارتفاع درجات حرارة الأرض، أى البيئة المحيطة بنا ففى الأصل مصدر الحرارة على الأرض هو أشعة الشمس التى تخترق الغلاف الجوى وترفع درجة حرارة الأرض، ولكن بسبب النشاطات البشريّة وخاصّة الثورة الصناعيّة، وما ينتج عنها من غازات وأبخرة ازدادت نسبة غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو بشكل ملحوظ، فقد أصبح الجو يحتوى على حوالى ثلاثمئة وثمانين جزءاً من المليون من ثانى أكسيد الكربون، بعدما كان يقارب مئتين وخمسة وسبعين جزءاً من المليون، ويعود ذلك للكميّات الهائلة المحترقة من الوقود يوميا، بالتالى ارتفعت درجة الحرارة فى غضون القرن الماضى حوالى 0.18 درجة مئوية.

الاحتباس الحرارى والتلوث

بعض العلماء يقولون إن أسباب الاحتباس الحرارى ارتفاع درجات حرارة المناخ، وأن هذا أمر طبيعى، أى أنّ الكوكب يتعرض لفترات ساخنة، وأخرى باردة، كما كان حالها فى العصر الجليدى، ولكن علماء آخرون يرون أن سبب الاحتباس الحرارى هو الملوثات الجويّة، ومن هذه الملوثات الدخان المنبعث من البراكين، والحرائق التى تنشب فى الغابات دون تدخل الإنسان، والملوثات العضويّة مثل الغازات الناتجة عن فضلات المواشى، والدجاج حيث يتم تربيتها بأعداد كبيرة للاستهلاك البشرى، وبخاصة غاز الميثان الذى ازدادت نسبته فى الغلاف الجوى إلى الضعف بالمقارنة بنسبته قبل بدء الثورة الصناعيّة. كما توجد أسباب غير طبيعيّة وهى الأسباب التى للإنسان يد بها مثل الأدخنة المنبعثة من المصانع بكافة أشكالها، واحتراق النفط بأنواعه للحصول على الطاقة سواء بهدف توليد الكهرباء، أو لتحريك وسائل المواصلات وما ينتج عنها من تغيرات فى مكونات الغلاف الجوى، وخاصّة طبقة الأوزون التى تحجب كميّات كبيرة من أشعة الشمس عن الأرض. يضاف إلى ذلك قطع الأشجار، وغيرها من الغطاء النباتى لاستغلال تلك المساحات فى بناء العمارات السكنيّة، والمدن الصناعيّة، أو لاستهلاك الخشب فى الصناعات المختلفة مثل الأثاث، أو للتدفئة كما فى فصل الشتاء، وغياب التعويض عنها، فالمساحات الخضراء التى تتمّ إزالتها أكبر بكثير من التى تزرع وتستصلح، وبالتالى يزيد معدل ثانى أكسيد الكربون بشكل كبير وهو الغاز الأكثر تأثيراً فى ظاهرة الاحتباس الحرارى.

نحن راحلون

وأكد العلماء أن تغيرات المناخ والاحتباس الحرارى ستترك آثارا كارثية للأجيال القادمة قد يكون من بينها اختفاء بعض الأشياء من على وجه الأرض مع نهاية القرن القادم، من بينها البشر أنفسهم سيختفون وبأعداد مهولة! حيث يمكن للظواهر المناخية مثل موجات الحر وحرائق الغابات التى تشهد تزايدا، فضلا عن ارتفاع الإصابة بأمراض ناجمة عن الالتهابات، أن تؤدى إلى موت الكثير من الناس، حيث توقعت منظمة الصحة العالمية حوالى 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا بسبب تغير المناخ فى الفترة ما بين عامى 2030 و2050. ليس البشر فقط هم المهددون وإنما أيضا كائنات أخرى ستدفع ثمن ما اقترفنا من ضرر على المناخ. وأكدت الدراسات أن العالم فقد نحو نصف الحيوانات البرية خلال السنوات الماضية بدافع الاستهلاك البشرى وهو ما يهدد بانقراضها خلال السنوات القليلة المقبلة وخاصة الدب القطبى والكوالا.

اختفاء جزر المالديف

على رأس الأماكن المهددة قد تخسر البشرية جزر المالديف فالجزر المتواجدة فى المحيط الهندى معرضة لخطر الفيضانات مع استمرار ارتفاع مستوى المياه، وهو ما جعل السكان يهجرونها شيئا فشيئا خوفا من الخطر المحدق بهم حيث يمكن للجزر التى يفوق عددها الألف جزيرة أن تغرق بحلول عام 2050. المالديف هى جزر صغيرة تقع فى قارة آسيا فى المحيط الهندى، وهى دولة مسلمة حيث إن جميع سكانها مسلمون، والتى استقلت عن بريطانيا فى عام 1965. وقد كان المالديف دوما فى خطر، ففى 26 ديسمبر 2004، بعد زلزال المحيط الهندى 2004، دمرت جزر المالديف من قبل تسونامى، فقط 9 نجت من الفيضان، بينما واجهت 57 جزيرة ضررا بالغا، وكان الضرر الكلى قد قدرت قيمته 400 مليون دولار وهذا يساوى تقريباً ثلث الناتج المحلى الإجمالى. وهناك بقع أخرى ستندثر منها على سبيل المثال قرية شيشماريف فى ألاسكا وهى قرية يقطنها نحو 500 شخص تقبع فوق جزيرة جليدية فى أقاصى ألاسكا، وهى مهددة بالزوال قريبا بسبب التغيرات المناخية وارتفاع مستوى البحر. والأنهار الجليدية أيضا تتعرض لخطر أكيد مع ارتفاع درجة حرارة الأرض حيث بدأت بالذوبان ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن ربع تلك الأنهار سيزول بحلول عام 2050.

وداعا للشيكولاتة والقهوة

هل يمكن أن تتصور عالم الغد بدون تلك الأشياء البسيطة التى تضفى على الحياة شيئا من البهجة كقطعة من الشيكولاتة أو فنجان القهوة؟ للأسف هذا هو الواقع الحزين عندما يقع المرء فى الحب تقوم خلايا معينة بالمخ بإفراز مادة قريبة الشبه من مركبات يؤدى تأثيرها إلى الشعور بالأمان والرضا والتفاؤل، وكل المشاعر التى تنتابنا فى لحظات الحب وتحتوى الشيكولاتة على نسب ملحوظة من هذه المادة لكنها للأسف قد تصبح هى وما تحدثه فى نفوسنا ذكرى. وتشير الدراسات إلى أن حبوب القهوة تسير على نفس الطريق وسيحرم عشاقها من مذاقها فى وقت قريب. ويقول الخبراء أيضا إن تغيرات المناخ من شأنها التأثير على نمو مزارع العنب فى بعض الأماكن مثل فرنسا وكاليفورنيا وأستراليا، ما سيجعل اختفاء النبيذ من عالمنا أمرا محتملا.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*