فحين يلقى رجل وزوجته حتفهما في حادث، ليتركا أطفالهما الصغار لمواجهة الحياة القاسية، ولا يكون أمام جدتهم المسنة إلا أن تفرد عليهم جناح رعايتها، ليس فقط لتربيتهم جيداً كما سبق أن ربّت أبناءها قبل زمن طويل، لكنها اضطرت إلى مواجهة الطامعين من العائلة في تركة الصغار، وأولهم عمهم وزوجته اللذين يحيكان المؤامرات لتجريدهم من ميراثهم، الأمر الذي ألقى بحمولة ثقيلة على كاهل «الجدة لولوة»، التي ستأخذ على عاتقها مهمة حماية أحفادها اليتامى من مآسي الحياة، ومن ظلم ذوي القربى في وقت واحد!
هذه هي فحوى المسلسل الذي يحمل الاسم ذاته، وتقوم ببطولته «سيدة الشاشة الخليجية» الفنانة حياة الفهد، ويشاركها نخبة من الفنانين بينهم محمد جابر، عبد الرحمن العقل، هدى الخطيب، عبدالمحسن القفاص، غدير صفر وغدير السبتي. «الراي» زارت موقع التصوير وشهدت – من قُرب – الاستعدادات والفعاليات التي تمضي على قدم وساق، فيما يبدو خلية نحل لا تكف عن الحركة في كل اتجاه، والجميع يرجون للمسلسل أن يلقى صدى طيباً لدى جمهور المشاهدين.
«الراي» تنقلت بين أبطال المسلسل الذين شرحوا أبعاد القضية التي يطرحها، وتسليط الضوء على النزعة المادية التي صارت تهيمن على الناس، وتدفعهم إلى الظلم!
الرحلة بدأت مع الفنانة حياة الفهد التي اعتبرت «أن المسلسل عمل إنساني اجتماعي، ويتعرض لواقع حقيقي»، مضيفة: «نحن نسلط الضوء على هذه القضية من أجل شرح أبعاد المشكلة الأساسية التي أدت بالجدة لولوة إلى أن يتغير الزمن بها بعدما انتهت من مسؤولياتها مع أبنائها، لتعود وهي في هذه السن المتقدمة، كي تتولى تربية هؤلاء الأطفال وتتحدى صعاب الحياة، وتدخل في سجال كبير بعدما توفي ابناها الاثنان، وتركا لها فلذات كبديهما».
وأشارت الفهد إلى «أن العمل فيه الكثير من الحميمية والتشويق، في ما يتعلق بكيفية تأقلم الجدة مع أفكار هذا الجيل، في ظل العديد من وسائل التكنولوجيا، وتغيّر أسلوب التربية عن قبل».
بدوره، أوضح الفنان محمد جابر أنه يجسّد دور الجد الذي يدخل في صراع مع الجدة لولوة حول تربية الأحفاد، وأين يكون مقر سكنهم، وذلك في إطار درامي ينمو مع امتداد المسلسل.
ولفت إلى أن شخصيته تتغير بشكل دراماتيكي، لأنه في البداية يكون على خلاف دائماً مع ابنه ويعامله معاملة قاسية دون إخوانه، غير أن الأمر يختلف بعد وفاته ويشعر بعده بنوع من الانكسار.
في السياق ذاته تحدث الفنان عبدالرحمن العقل، الذي يبذل عوناً كبيراً للجدة لولوة، ويساعدها في حل مشاكلها، قائلاً: «أجسد شخصية رائعة في المسلسل، وأعمل دائماً على وجود رابط اجتماعي وصفة مهمة في العلاقات الاجتماعية، حيث أجسد دور أخيها (اللي ما يابته أمها)، مشدداً على أن أفضل ما في هذا العمل أنه بمنزلة السهل الممتنع في التفاصيل، وهي حالة درامية مفقودة في الساحة».
من زاويته قال الفنان عبد المحسن القفاص، الذي يعاني تسلط زوجته وحسدها لأموال أبناء أخويه الأيتام، لـ «الراي»: «كنت سعيداً وميسوراً، ولديّ أموال كما هي التي لدى أخي، إلا أنني لم أهتم بها وأتعامل معها بالشكل الجيد، وهو الأمر الذي قد يعرضني لدخول السجن، لكن فجأة يُتوفّى أخي وأكون وصياً على أبنائه وأموالهم وأتعرض لضغوط كثيرة من جانب زوجتي، لكن الجدة لولوة تقف لي بالمرصاد»، مبيناً أنه يجسد للمرة الأولى دور رجل (سكانه مرته)، لأن العمل يطرح فكرة جديدة وممتعة في الوقت نفسه.
أما الفنانة غدير السبتي، فتجسد دوراً جديداً على عكس ما قدمته في مسلسل «ثريا»، كما تقول، إذ تظهر أكثر شراسة وقوة، وصاحبة صوت مرتفع في المسلسل.
«الراي» حضرت تصوير أحد المشاهد الذي أدته السبتي بشكل رائع كان صوتها العالي وقوتها هما الأبرز، غير أن الشخصية التي تقدمها هي التي استدعت ذلك.
تقول السبتي: «بقدر ما أحبني الناس في مسلسل (ثريا)، سوف يكرهونني في هذا العمل»، وأكملت: «شخصية مناير التي أقدمها ليست قوية فحسب، بل إنها غير محبوبة من الأطفال»، مشيدة بروح العمل والتعاون مع القديرة حياة الفهد، وكذلك مع الأطفال الذين ترى فيهم مستقبل الدراما الكويتية.
في الإطار نفسه تحدثت الفنانة الشابة دانة المساعيد، عن أنها تمثل شخصية الفتاة المرحة التي تتحول إلى شخصية كئيبة بعد وفاة والديها، وقالت: «أمر بظروف صعبة للغاية وأتعرض لحالة نفسية سيئة بعد الأحداث التي حدثت لوالدي وتظهر على ملامحي في الكثير من المشاهد، مشيرة إلى أن البعد الإنساني كبير في العمل والأحداث متلاحقة وزاخرة بالمشاعر المتضاربة».
واعتبرت المساعيد «أن هذا المسلسل يعد نقلة في مسيرتها الفنية، لا سيما في ظل وجود الفنانة حياة الفهد ومجموعة من النجوم الذين لهم تاريخ طويل في الدراما الكويتية والخليجية»، متمنية «أن ينال العمل ثقة المشاهدين لدى عرضه على الشاشة».
«الراي» التقت مخرج المسلسل محمود الدوايمة الذي علّق على العمل قائلاً: «نحن أمام حكاية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس، ولها أبعاد اجتماعية مهمة وخطرة، إذ يطرح هذا المسلسل كيف يجري التعامل مع أطفال فقدوا الأب والأم، وكيف ينضمون مرة أخرى إلى محيط الأسرة، وهل تتمكن الجدة من تعويضهم، وتذلل المشاكل التي تواجههم، وكذلك كيف تنجح في تربيتهم الجدة التي انتهت من تربية أولادها قبل زمن، وتفرغت لتعيش لنفسها ما تبقى لها من العمر»، مشيراً إلى «أن العمل يؤكد أن الطفل يثق بمن يحتويه ويعوّضه حنان الوالدين».
واعتبر الدوايمة «أن الجدة لولوة ستواجه العديد من المشاكل والصعاب بينما كانت تقوم برسالتها، بل إنها ستجسد كيفية التعامل النفسي سواء في حالات الاحتقان أم الاتزان بسبب الأطماع التي يواجهها الأطفال»، مشيراً إلى «أن هناك خطوطاً درامية موازية مع الفنان محمد جابر وهدى الخطيب».