الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / عشيقات “برنس الإليزيه”.. من يحكم قلب الرئيس الفرنسي؟

عشيقات “برنس الإليزيه”.. من يحكم قلب الرئيس الفرنسي؟

يقول الأديب الفرنسى ألكسندر ديماس «إن سلاسل الزوجية ثقيلة لدرجة أنه من الصعب أن يحملها اثنان، وإنما تحتاج إلى ثلاثة على الأقل!»، وربما هذا ما يكون الدافع وراء الخيانة.. الخيانة التى تنقلب إلى فضيحة بمجرد العلم بها، خاصة إذا كان مرتكبها رئيس دولة، والأخص أن يكون رئيس فرنسا، فهذا هو السبب الذى جعل مذكرات «آن بينجو» عشيقة الرئيس الفرنسى الراحل «فرانسوا ميتران»، تغزو الأسواق وتحقق مبيعات ضخمة رغم سعرها الباهظ، كونها تكشف عن علاقة متصلة بقصر الإليزيه الذى شهد الكثير من هذه الوقائع من ساكنيه، لدرجة أن البعض اخترع مصطلح «لعنة الإليزيه».
رؤساء الدول والقادة السياسيون، يظهرون إعلاميا فى معظم حالاتهم، كرجال لا حب فى حياتهم، يناقشون اقتصاد الدول والحروب، وكأن العمل السياسى أو النضال ضد المستعمر طبع على قلوبهم من قسوته، فأمسوا بلا أفئدة، وإن ظهرت كتابات رومانسية لهم تبدو مغموسة بحروف نضالية لا أحاديث غزل على نسق «نزار قباني» المليئة بالدلال، ومن أمثلة هذا المناضل جيفارا عندما نصح الفتيات عن الهوى فقال «لا تعشقى يساريًا، سينساك ويفكر فى العمال الكادحين، سيحدثك فى ليالى الرومانسية عن الأرض والخبز والسلام».
ومع ذلك عصرنا الحالى يشهد عددا كبيرا من خيانات الرؤساء والملوك لزوجاتهم أوضحت أن الرجل يبقى رجلا حتى وإن حمل الملف الرئاسى فوق كتفيه، وعادة ما تتكتم النساء على فضائح من هذا النوع رغبة فى الحصول على حياة مستقرة بعد الانفصال أو على زوج يتناسى كونها مجرد عشيقة ولكن فى حالة فاليرى تريرفايلير عشيقة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى وقتما كان مرتبطا بالوزيرة «سيجولين رويال» قررت أن تستخدم ما عرفته عبر علاقتهما فى كتابة مذكرات، وتم الإعلان عن صدور الكتاب تحت اسم «شكرا لهذه اللحظة».
آن ميتران
أما كتاب العام فى هذا الشأن فهو الكتاب الذى يحمل اسم «رسائل إلى آن» الذى نشرته دار جاليمار ويباع بسعر 35 يورو، وهذا السعر يعد باهظا بالمقارنة مع أسعار الكتب المماثلة، ويحوى أكثر من ألف رسالة عاطفية، وقصائد شعرية حوتها الخطابات التى بعثها الرئيس الفرنسى «فرانسوا ميتران» الذى لقب بالرئيس المراهق إلى عشيقته آن بينجو بعد مرور قرابة عقدين على وفاته عام 1996، شغل «ميتران» المنتمى للحزب الاشتراكى الفرنسى منصب رئيس فرنسا بين عامى 1981، و1995 لفترتين رئاسيتين، بعد أن شارك فى الحرب العالمية وتقلد العديد من المناصب، وعلل البعض التوقيت أن «آن» انتظرت وفاة الزوجة الشرعية للرئيس «دانييل جوز» حتى تنشر الرسائل وبهذا لا تجرحها ولكن الأغلب أن الكتاب مناسبته مرور مائة عام على ميلاد «ميتران»، وكتب يقول فى إحدى الرسائل: «معك، أقيم تبادلا فكريا وتواصلا واتحادا.. أشعر كأنى نلت الخلاص، والقلب يطير فرحا، معك تستيقظ مشاعر لم أخبرها يوما»، رغم أن «آن» لم تكن العشيقة الوحيدة ولكن يبدو أنها ملكت قلبه رغم انتشار شائعات حول علاقته مع الممثلة الفرنسية ذات الأصول المصرية «داليدا» والصحفية السويدية «كريستينا فورسن»، ونشرت زوجته كتابا أظهرت فيه مدى نفورها منه، وعدم رغبتها فى الزواج به فى بادئ الأمر، ولأن القلب يميل لم يطرق عليه كثيرا قبلت بالزواج بعد إلحاح «ميتران» الذى كان يرى فيها وسيلة للصعود إلى الحكم نظرا لعلاقات أهلها الواسعة.
بدت العلاقة بين «بينجو» و«ميتران» مختلفة عن علاقات الخيانة المعتادة بين الرؤساء والتى يتهم فيها المجتمع العشيقة بالعهر، ولكن فى تلك الحالة ظهرت «آن» فى الصفوف الأولى أثناء جنازة حبيبها جنبا إلى جنب مع زوجته بناء على بند كتبه فى وصيته قبل وفاته ينص على حضور «آن» وابنتها الجنازة، كأنه يقول للعالم أجمع إنها شريكة فى الحياة، وجعل الدولة تعترف بنسب ابنتها منه والتى تحمل اسم «مازارين» رغم أن هذا تم خارج إطار الزواج الرسمى والديني، وامتد الأمر إلى أن أصبحت موضوع كتاب للصحفى الفرنسى «دافيد لو بايي» الذى عمل فى مجلة «بارى ماتش» الأسبوعية، وكان قد عمل سابقًا كأحد محررى صحيفة «لا تريبون» الاقتصادية. وهو متخصص فى مجال التحقيقات، خاصّة فى حقلى السياسة والاقتصاد.
الكتاب الصادر عام 2014 عن دار ستوك بباريس، حمل اسم «أسيرة ميتران» ولم تتاجر الحبيبة والأم بذكرياتها مع زوجها ورفضت «آن» التى تبلغ من العمر الآن 73 عاما الظهور فى وسائل الإعلام واختارت البقاء فى الظل لمدة تزيد على 50 عاما سواء أثناء علاقتها مع الرئيس أو بعد موته، ولم تظهر إلا مرة عندما تحاورت لصالح «بى بى سي» مع «فيليب شورت» الصحفى وكاتب سيرة الرئيس بعد أن نصحها الصديق المشترك لها ولحبيبها «أندريه روسيلي» بهذا.
«ميتران» بدأ فى كتابة رسائله إلى آن عام 1962 بعد أن وقع فى غرامها أثناء لقاء فى «هوسيجور» وكان آن ذاك منتخبا فى بلدية نيافر ولم يكن فارق السن بينهما عائقا رغم أنه كان فى العقد الخامس من عمره، وهى فى عقدها الثانى فقط.
وتبدو العلاقة حقيقية، إذ قيل إنه كان يجمع ما تكتبه الصحف عنه، من كاريكاتير ومقالات وأخبار ويلصقها فى صفحات دفاتر بعد أن يكتب تعليقه عليها، وعندما ينتهى يسلمه لها كدليل على ولعه، وكان مجموع تلك الدفاتر التى تمتلكها «آن» حوالى 22 دفترا من القطع المتوسط.
لعنة الإليزيه
ولا تكاد فرنسا تطوى ملف فضيحة تطاول سياسييها حتى تظهر فضحية جديدة تهز الوضع السياسى فى البلاد المترنحة بفعل الأزمات الاقتصادية التى تجتاحها، ففى وقت سابق كشفت مجلة كلوزر فى عددها الذى خصصت له غلافها مع سبع صفحات داخلية مصورة عن الزيارات التى كان يقوم بها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند (59 عاما) لعشيقته الممثلة الفرنسية جولى جاييت (41 عاما) على دراجة نارية مرتديا خوذة لا تكشف عن وجهه مصحوبا بحارس واحد فقط ومحضرا لوجبة الإفطار، ورغم سحب مجلة كلوزر لعددها المثير للجدل من موقعها الإلكترونى بناء على طلب من الممثلة إلا أن أولاند أصر على الملاحقة القضائية باعتبار أن ما حدث يعد انتهاكا صارخا للحريات، فى بلد صارت غراميات رؤسائه بمثابة العرف الذى يتكرر منذ جيسكار ديستان، مرورا بميتران وشيراك وساركوزي، وحتى الساكن الاشتراكى الحالى فى الإليزيه.
وتعيد هذه الوقائع إلى الأذهان مصطلح لعنة الإليزيه، حيث راحت ذاكرة الفرنسيين تسترجع ما عاشه هذا القصر من فصول الفضائح الجنسية لمن تعاقبوا عليه، وبات يبدو أن مقر الرئاسة الفرنسية على موعد دائم مع المشكلات الزوجية للرؤساء، ولعل أقدمها جميعا العلاقة التى جمعت فى القرن السابع عشر بين الملك لويس الخامس عشر ومدام بومبادو والتى كان لها تأثير قوى على الملك ويسجلها تاريخ أوروبا الوسطى، إضافة إلى عشيقة الملك تشارلز الثانى كأقوى امرأتين تأثيرا على عشاقهما من الملوك.
أيضا عرف عن الرئيس الأسبق جاك شيراك كونه دون جوان ذا ميل حاد نحو الجنس اللطيف، ويحكى عنه أنه ربما كان له علاقة جدية مع صحفية وذلك فى فترة السبعينيات عندما كان رئيسا للوزراء، كما كانت هناك شائعة تقول إن لديه طفلا غير شرعى فى اليابان غير أن ذلك لم يتم إثباته.
أما الرئيس الفرنسى فاليرى جسكار ديستان فكان مشهورا بمغامراته الليلية خلال فترة حكمه، لكن الحادثة الغريبة كانت من نصيب الرئيس فيليكس فيور الذى توفى فى مكتبه عام 1899 وهو برفقة عشيقته.
نيكولا ساركوزى الرئيس السابق هو الآخر كان له نصيب الأسد من الفضائح، بدءا من علاقته بعارضة الأزياء كارلا برونى التى ارتبط بها أثناء زواجه من سيسيليا، وتزوجها لاحقا بعد انفصاله، مروروا بفضيحة علاقته بوزيرة البيئة شانتال جوانو ٤٠ سنة وكانت متزوجة من بطل كاراتيه، أما زوجته كارلا فكانت على علاقة بالمغنى بنجامان بيولاى طوال سنوات عديدة، وأفادت شائعات أن السيدة الأولى أقامت فى شقته بباريس فى عام 2008 خلال التحضير لألبومها الغنائي، وربما تكون شخصية الرئيس شارل ديجول هى الحالة الاستثنائية الوحيدة فى تاريخ رؤساء فرنسا التى لم يتبعها لقب الدون جوان، والذى عرف بمكانته الرفيعة والمميزة بالاستقامة.
سر الستائر
غير أن هناك قاسما مشتركا بين النساء اللاتى يدخلن قصر الإليزيه، هو تغيير الستائر والديكور، فقد ذكرت مجلة «كلوزر» الفرنسية أن الممثلة وصديقة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، جولى جاييه، غيرت ديكورات قصر الإليزيه، من خلال تغيير الستائر.
وأشارت المجلة إلى أن جاييه، والتى شاركت بمهرجان كان السينمائى مؤخرا استعانت بدار «مانويل كانوفاس» الشهير للديكورات لتغيير الطراز القديم للستائر الموجود حاليا بقصر الإليزيه، وأن تستبدل بها أخرى ذات تصميمات حديثة.
ولم تذكر المجلة ألوان الستائر الجديدة إلا أنها قالت إن جاييه (42 عاما) معروفة بذوقها الرفيع. وكانت جاييه، تتابع أعمالها من داخل القصر حيث توجد صالة عرض سينمائى داخل القصر الرئاسي، ما يسمح لها بمتابعة الأفلام التى تنتجها وتصورها.
ولم تكن جاييه هى الرفيقة الأولى لرئيس فرنسى تقوم بتغييرات للديكور بقصر الإليزيه، بل فعلت ذلك من قبل سيدة فرنسا الأولى سابقا، كلود بومبيدو ودانيال ميتران، وبيرناديت شيراك التى وضعت لمستها الخاصة بالقصر.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*