الرئيسية / محليات / “إعلان مالابو” يشيد بمبادرات سمو الأمير التنموية

“إعلان مالابو” يشيد بمبادرات سمو الأمير التنموية

أشاد مؤتمر القمة العربية الافريقية الرابعة بمبادرات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح “السخية” التي قدمت في مجالات التنمية والاستثمار فيما شهد انسحاب عدد من الدول العربية تضامنا مع المغرب الذي سجل احتجاجا على رفع علم (الصحراء المغربية) من بين اعلام الدول المشاركة.
وأكد (اعلان مالابو) الذي صدر في ختام اعمال المؤتمر مساء امس الاربعاء ان مبادرات سمو امير البلاد ساهمت بشكل فعال في تعزيز الشراكة العربية الافريقية “كنموذج وطريق للمضي قدما الى الامام”.
وكان سمو امير البلاد اكد في كلمة له خلال المؤتمر على ترجمة شعار القمة العربية الافريقية الثالثة (شركاء في التنمية والاستثمار) والتي عقدت في الكويت الى واقع بإعلان عن مبادرة بتخصيص مليار دولار للمشاريع الاستثمارية في أفريقيا ومليار آخر كقروض ميسرة لمشاريعها التنموية.
كما اكد سموه في كلمته تطلع دولة الكويت لتحقيق تنمية مستدامة في القارة الافريقية تضمن استغلال مواردنا الطبيعية بالشكل الأمثل وتوفر لشعوبها آمالهم وتطلعاتهم وتخلق فرص العمل المناسبة لهم مشيرا الى شعار القمة العربية الأفريقية في دورتها الثالثة التي عقدت في الكويت “شركاء في التنمية والاستثمار”.
وقال ان الاعلان عن تخصيص جائزة باسم المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبدالرحمن السميط للأبحاث التنموية في أفريقيا جاء ليجسد حرص دولة الكويت على تحقيق ما تتطلع إليه من تشجيع ودعم للبحث العلمي في القارة الأفريقية في مجالات غاية في الأهمية هي الأمن الغذائي والصحة والتعليم.
وأوضح سموه ان دولة الكويت قطعت شوطا طويلا في طريق تنفيذ مبادرتها التي تم الإعلان عنها خلال القمة الثالثة عام 2013 وذلك بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق التنمية الصيني للاستثمار في أفريقيا حيث تم التعامل مع طلبات بعض الدول الأفريقية الصديقة لقروض لتمويل مشاريع تنموية والمباشرة في تمويلها.
وذكر “اننا على يقين بأهمية السعي الجاد للعمل معا على أن تكون القارة الأفريقية جزءا رئيسيا ضمن منظومة اقتصاديات دول العالم الواعدة وندرك في نفس الوقت أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال البيئة الاستثمارية الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمتفاعلة معها ولن يتحقق لنا ذلك أيضا إلا من خلال تفعيل مفهوم الشراكة الحقيقية والسعي لتحقيق التكامل بين دولنا”.
وشدد سموه على ضرورة تعزيز التواصل بين الدول العربية والافريقية واستمرار اللقاءات لتجنب تداعيات الاضطرابات السياسية والتحديات الامنية والازمات الاقتصادية التي تأثر بها المحيط العربي الأفريقي.
وفي هذا الاطار اكد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في تصريح لدى مغادرته عاصمة غينيا الاستوائية ان كلمة سمو امير البلاد في القمة الرابعة كانت “وافية وشاملة” لما اعلن عنه من قرارات في قمة الكويت ومبادرات فيما يتعلق بتقديم قروض ميسرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بمبلغ مليار دولار اضافة الى الاستثمار في افريقيا بمليار دولار.
وبين الشيخ صباح الخالد ان انجاز 75 في المئة خلال ثلاث سنوات ونصف السنة فيما يتعلق بالقروض الميسرة التي يشرف عليها الصندوق الكويتي يعتبر “انجازا يسبق الجدول الزمني المخطط له” كما ان تحقيق نسبة 60 في المئة في مجال الاستثمار خلال الفترة نفسها يؤكد “اننا نسير على الجدول المخطط له”.
وأعرب عن ارتياحه بأن دولة الكويت سلمت رئاسة القمة وتقريرها يحمل انجازات عدة في المجالات كافة مؤكدا ان ردود افعال الاشقاء العرب والاصدقاء الافارقة كانت ايجابية فيما يتعلق بالتزام الكويت بتعهدها وتنفيذ ما التزمت به تجاه القارة الافريقية.
واكد الشيخ صباح الخالد الالتزام بالمحافظة على تعزيز المسارات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية اضافة الى فتح آفاق جديدة ارحب في التعاون في مجالات الشباب والتعليم والصحة والقطاعات المختلفة. وشهد مؤتمر القمة العربية الافريقية الرابع على مستوى القادة عدم حضور وفود السعودية والبحرين والمغرب والاردن التي اعلنت تضامنها مع المغرب في اعتراضه على رفع علم (الصحراء المغربية).
كما لم يكتب النجاح لجلسات الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الرابعة حيث لم يستطع الوزراء ان يوافقوا على المواضيع المطروحة للنقاش في الجلسات التي عقدت على مدى يومين مما دعا رئيس الجلسة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الى الاعلان عن رفع المواضيع المطروحة الى قمة القادة لمناقشتها والبت فيها.
وبدأت الأزمة بين المغرب والصحراء الغربية اثر انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975 إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء من الاحتلال الإسباني معتبرا اياها جزءا من أراضيها في وقت اعلنت جبهة البوليساريو إقامة دولة جديدة منفصلة في منطقة الصحراء اطلقت عليها الجمهورية العربية الصحراوية.
ورغم ما شهدته القمة من انسحابات فإنها استكملت اعمالها وخرجت ب(اعلان مالابو) الذي حث الدول العربية والافريقية على تشجيع تبادل المعلومات وافضل الممارسات بين مفوضية الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية من خلال تنظيم اجتماعات وورش عمل مشتركة.
وجدد (اعلان مالابو) التزام الدول بمواصلة الجهود المشتركة من اجل تحقيق تطلعات الشعوب وتعزيز العلاقات الاخوية طويلة الامد بين العالم العربي وافريقيا على اساس المصالح المتبادلة والتغلب على التحديات والعقبات التي تعترض التعاون بين الجانبين.
واكد الدعم الكامل للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الاقليمية والدولية تماشيا مع قرارات الامم المتحدة مشددا على ضرورة اجراء مشاورات منتظمة على جميع المستويات لرصد الوضع في فلسطين عن كثب.
ودعا الاعلان الدول الاعضاء الى تقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي لحكومة الوفاق الوطني الليبي “بوصفها الحكومة الشرعية الوحيدة لليبيا” مؤكدا اهمية دور دول الجوار في تعزيز مسار التسوية السياسية في ليبيا.
واعرب الاعلان كذلك عن التضامن مع العراق مشيدا بجهود حكومة بغداد في القضاء على ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
كما حث الدول على تشجيع تبادل المعلومات وافضل الممارسات بين مفوضية الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية من خلال تنظيم اجتماعات وورش عمل مشتركة.
وصدر عن مؤتمر القمة الرابعة ايضا ما اطلق عليه اسم (اعلان فلسطين) الذي اكد دعم الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية داعيا الى تنفيذ قرار الامم المتحدة رقم 194 الذي يشترط عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وممتلكاتهم.
وجدد الاعلان الدعوة لاستئناف مفاوضات عملية السلام من اجل التوصل الى سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الاوسط مؤكدا دعمه للمبادرات الرامية الى احلال السلام في المنطقة لا سيما مبادرة السلام العربية.
ودان (اعلان فلسطين) استمرار حملة التهويد التي غيرت المعالم الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة والسعي الى تخفيض عدد السكان الفلسطينيين من خلال مصادرة الاراضي وتدمير المنازل.
وعلى هامش القمة اقيمت مراسم تكريم الفائزين بجائزة (عبدالرحمن السميط للتنمية الافريقية) في دورتيها لعامي 2015 في مجال الصحة و2016 في مجال الأمن الغذائي بحضور سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وفاز البروفيسور كيفين مارش من الأكاديمية الإفريقية للعلوم وجامعة أكسفورد بالجائزة في مجال الصحة لعام 2015 وقيمتها مليون دولار تقديرا لجهوده المتواصلة في تحسين حياة الأطفال بالقارة الافريقية فيما منحت جائزة عام 2016 في مجال الأمن الغذائي وقيمتها مليون دولار أيضا مناصفة لكل من مجموعة أبحاث (البطاطا الحلوة) في المركز الدولي للبطاطا ومقره بيرو والمعهد الدولي للزراعة الاستوائية ومقره نيجيريا.
وتكرم جائزة السميط السنوية الأفراد والمؤسسات الذين يساهمون من خلال أبحاثهم ومبادراتهم ومشاريعهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية الموارد البشرية والبنى التحتية في القارة الأفريقية.
وتوصف الجائزة بأنها بمنزلة إقرار وامتنان لما قدمه السميط الذي كرس حياته في العمل الإنساني لمواجهة تحديات الفقر والجوع والجهل وانتشار الأوبئة والأمراض المستعصية التي تتعرض لها افريقيا.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*