قدمت إحدى مُعِدَّات البرامج التلفزيونية المسلمات نشرة الأخبار في إحدى أكبر القنوات التلفزيونية بمدينة تورونتو الأسبوع الماضي، لتصبح بذلك أول مذيعة مُحَجَّبة للأخبار في كندا.
طُلِبَ من جينيلا ماسا تقديم الأخبار في نشرة الحادية عشرة مساءً بقناة “سيتي نيوز” الأسبوع الماضي، بدلاً من مقدم النشرة الأساسي، مما أثار ضجةً شديدة بعد انتهاء البث.
جينيلا كتبت بعدها تغريدةً قالت فيها: “انتهى الأمر. ما حدث اليوم لم يكن مهماً فقط بالنسبة لي. لا أعتقد أن هناك امرأة مُحَجَّبة قدمت نشرة الأخبار من قبل في كندا”.
وقالت جينيلا، 29 عاماً، يوم الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، إنَّها أصبحت أول مراسلة صحفية مُحَجَّبة في كندا عام 2015، حينما كانت تعمل بقناة “سي تي في نيوز” بمدينة كيتشنر بمقاطعة أونتاريو، غرب مدينة تورونتو، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
انتقلت جينيلا بعدها إلى تورونتو -المدينة التي نشأت بها- مبكراً هذا العام لتعمل كمراسلة بقناة “سيتي نيوز”.
أدركت جينيلا بعد انتهاء البث التقدم الكبير الذي حققته في حياتها المهنية بتقديمها نشرة الأخبار، ولكنها قالت إن مُحَرِّر النشرة هو الذي لفت انتباهها إلى الأهمية الكبرى لهذه الخطوة.
وتقول جينيلا عن ذلك: “لم أدرك الأمر إلا حين قال المُحَرِّر لي: مهلاً، كان أداؤكِ عظيماً! هل هذه هي المرة الأولى في تاريخ كندا؟ مذيعة مُحَجَّبة تقدم النشرة؟ قلت له: نعم. ثم قمت بكتابة تغريدة على تويتر عن ذلك. وبقدر إدراكي لأهمية ما حدث، إلا أنني لم أكن أتوقع ردود الأفعال التي ستأتيني. لم يتوقف هاتفي عن الرنين طوال الأسبوع الماضي”.
ويأتي هذا الإنجاز الذي حققته جينيلا وسط تزايد المخاوف بشأن الميول المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
ففي حملته الانتخابية بانتخابات الرئاسة الأميركية، دعا دونالد ترامب إلى “منع شامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، حتى يمكن للمسؤولين بالدولة فهم ما يجري”.
وتقول جينيلا عن وضع النساء المُحَجَّبات العاملات بمجال الصحافة والإعلام في أميركا “تحدثت مع العديد من النساء الصحفيات في أميركا، واللاتي يعملن وراء الكواليس، وأخبرنني أنهن يواجهن تحدياتٍ عديدة تمنعهن من الظهور على التلفاز. قِيلَ لهن إنَّ السبب هو حجابهن، لن يظهرن على التلفاز بسببه. هذا يحزنني بشدة لأنهن يُمنَعنَ من الظهور بسبب فكرة ما في رأس أحدهم عما يمكن للجمهور التعامل معه وما لا يمكن له قبوله”.
ومع أن ردود الأفعال على تقديم جينيلا لنشرة الأخبار وعملها كمراسلة من قبل كانت معظمها إيجابية في كندا، إلا أنها تقول إنَّها تلقت بعض التعليقات والتغريدات السلبية.
وتقول جينيلا عن تلك التعليقات “ولكن هذا سببٌ أكبر لنرى صوراً إيجابية للنساء المسلمات في هذا المناخ المتوتر الذي نعيش به اليوم. فهؤلاء النساء يمثلن الإسلام حين يرتدين الحجاب، وهذا يحمل رسالة قوية. من المهم جداً أن نرى صوراً إيجابية أكثر لنا في الإعلام”.