في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل الشعب القطري الشقيق باليوم الوطني حيث سجل التاريخ تأسيس دولة قطر بعد ملحمة البطولة التي قادها الشيخ المؤسس جاسم بن محمد بن ثاني – طيب الله ثراه –أعواما طويلة حافلة بالانجازات على هذه الأرض الطيبة التي وضع لبناتها الأولى المؤسس، وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة.
ولد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني حوالي عام1826م، وتولى مقاليد الحكم في قطر عام 1876م، يعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المؤسس الحقيقي لدولة قطر، فقد كان من كبار الساسة، عمل نائبا لوالده حاكم قطر الشيخ محمد ما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة، عمل على أن تكون قطر بلدا موحدا مستقلا، فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كيانا عضويا واحدا متماسكا وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل بتوازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي وأعني كلا من انجلترا وتركيا.
يعتبر اليوم الوطني يوما لتكريم الأبطال والقادة والناس الذين ساهموا في بناء هذا البلد ويعد فرصة لتأمل المبادئ التي من أجلها أسست دولة قطر، ألا وهي الصدق، والعدالة، والصداقة، والاخاء، وتذكرة بقيم الكرم، والولاء، والمسؤولية، والتضحية التي تعتبر أساسا لنجاح قطر اليوم. وها هي قطر تعيش في كنف العالم الاسلامي والعربي كدولة لها استقلالها وثقلها وميزانها لتكون في مصاف القوى المؤثرة في فرض كلمة متفردة ومتجردة دون قيد أو شرط وهذه تحسب لقطر في ظل تباين الرأي العروبي في قضايا الولاء والبراء والمصير.
فتواجدها الاستراتيجي والاقليمي (التجاري) كان له الأثر في دفع الكثير من المكتسبات والايرادات التي صبت في قالب السوق المحلية والعالمية، وبذلك حققت قفزات نوعية ليس لها مثيل، لاسيما اكتشاف وتكرير وتصدير الغاز المسال الذي حقق نقلة نوعية في تاريخ الصناعات والمشتقات النفطية المختلفة على وجه الخصوص، وهذا ما انعكس على رفاهية وسؤدد الشعب القطري الشقيق من خلال الدخل النوعي وعلو سقف رواتبه في كل القطاعات، فإيمان حكومة قطر الرشيدة بشراكة الشعب في الاستفادة من ثرواته واستثمارها بالشكل الذي يحقق توازنا اجتماعيا وتجاريا، جعل من الحس الوطني علامة فارقة في خارطة الدول المحيطة على خارطتها، ولا نستغرب فهي التي نجحت وظفرت حتى أصبحت ملاذا وقبلة ومقصدا يافعا للأدب والسياسة والاعلام والاستثمار وتغيير وتمكين نمطية مؤشرات العلاقات الدولية بما يعود عليها قوة وصلابة ونفعا. كما لا يفوتني تمسك قطر «كعبة المضيوم» بأستار الجسد الخليجي الى آخر لحظة دون كلل أو ملل وتجاوز كل مراحل التشنج الذي لحق في بعض الأشقاء الى أن عادت المياه لمجاريها ولله الحمد والفضل، فاجتماع الرياض التكميلي وعودة السفراء وأخيرا قمة الدوحة توجت الكثير من الارتياح على جبين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والشعوب التي ترقبت هذا الحدث بشغف وحب وشوق، ولا عجب فخليجنا واحد ومصيرنا ثابث لا تغيره الحوادث وان اختلفنا في وجهات النظر وسنكون كذلك «مؤصلين» متآخين متحابين متراحمين متعاونين الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأخيرا، وليس آخرا أدعو نفسي وأدعوكم لرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، والى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني- نائب الأمير ولحكومة قطر الرشيدة وللشعب القطري الكريم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني المجيد، داعين الله عز وجل أن يديم على قطر وأهلها نعمة الأمن والأمان والرخاء والتقدم والتطور والرفعة.. دمت يا قطر عزيزة..حرة..أبية.
engmubarakq8@