حللت أهلا ووطئت سهلا” لم تكن مجرد جملة مثلت لسان حال أهل الكويت الخميس بالزيارة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى البلاد وحلوله ضيفا كبيرا على أخيه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بل أيضا مثلت مفصلا تاريخيا يجدد البلدان الشقيقان خلاله عزمهما الأخوي الواحد في أبلغ صوره وأجملها.
ولعل الاحتفاء الكويتي الرسمي والشعبي الغامر الذي ساد أجواء زيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية بكافة المقاييس إلى الكويت أبلغ دلالة وتعبيرا عن عرى الأخوة العصية على كل التحديات والخطوب والتي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين عبر التاريخ وإلى كل مداه.
وتكريما لضيف الدولة الكبير قلد حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه أخاه خادم الحرمين الشريفين قلادة مبارك الكبير ووسام الكويت تقديرا لما يحققه من إنجازات ويبذله من جهود مميزة للمملكة وشعبها الشقيق ومن أجل استقرار وأمن وتقدم وتعزيز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي وتوطيدا وحرصا على تقوية روابط الإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.
واستقبل سمو أمير البلاد في قاعة التحرير بقصر بيان مساء اليوم الخميس أخاه خادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو الملكي الأمراء والوفد الرسمي المرافق.
بعد ذلك عقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين ترأس الجانب الكويتي فيها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وكبار المسؤولين بالدولة وعن الجانب السعودي خادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين في حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وصرح وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح بأن المباحثات تناولت تقوية أواصر العلاقات الأخوية والوثيقة وأهم الروابط المتينة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة خصوصا خلال هذه الزيارة التاريخية لضيف الدولة الكبير وتوسيع أطر التعاون بينهما بما يخدم مصالحهما الثنائية وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تم استعراض آفاق الدعم الخليجي الموحد لتحقيق المصالح المشتركة وتطلعات الشعوب الخليجية بما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء والتنسيق المستمر في القضايا التي تهم دول مجلس التعاون الخليجي كما تم بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وساد المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة.
وجاءت كلمات الشاعر حمود بن قمرا المري معبرة عن هذه الأجواء الأخوية بقصيدة شعرية ألقاها أمام سمو أمير البلاد وخادم الحرمين الشريفين خلال مأدبة العشاء التي أقامها سموه على شرف أخيه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأصحاب السمو الملكي الأمراء والوفد الرسمي المرافق تكريما لضيف الدولة الكبير بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
وقبيل الزيارة أعرب سمو أمير البلاد باسمه وباسم شعب وحكومة دولة الكويت عن عظيم الغبطة والسرور وخالص الترحيب بالزيارة المباركة لأخيه خادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له ضيوفا أعزاء في بلدهم الثاني الكويت بين أهلهم وإخوانهم.
وأكد سموه في بيان صادر عن الديوان الأميري أن هذه الزيارة المباركة إنما تجسد جليا العرى الوثقى للروابط الأخوية الطيبة بين القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين على مر التاريخ والتي اثبتت رسوخها ومتانتها ما شهدته من تكاتف وتعاضد تام بينهما في مواجهة المحن والاخطار والتغلب عليها بعون من الله تعالى.
وأشار سموه إلى الموقف التاريخي والمحوري المشرف للقيادة والشعب في المملكة العربية السعودية الشقيقة والذي هو محل الامتنان والتقدير ووقوفها بكل قوة وصلابة مع الحق الكويتي ابان الغزو الصدامي الغاشم وما ابدته القوات المسلحة السعودية من شجاعة واستبسال في ملحمة التحرير مع قوات الدول الشقيقة والصديقة.
وأعرب سموه رعاه الله بهذه المناسبة العزيزة عن الفخر والاعتزاز بما شهدته المملكة العربية السعودية الشقيقة في العهد الميمون للضيف الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه من إنجازات تنموية كبيرة وبارزة في العديد من المجالات الحيوية والتي عززت من المكانة الاقليمية والدولية الرفيعة التي تتبوأها.
وأشاد سموه بالقيادة الفذة وبالمواقف الشجاعة والحازمة لأخيه خادم الحرمين الشريفين على المستويين الخليجي والعربي وبرؤاه الثاقبة والهادفة إلى تعزيز الأمن والسلام والازدهار في المنطقة بأكملها.
كما أشاد سموه بإسهامات الضيف الكبير في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبحرصه على تحقيق المزيد من التكامل بين الدول الشقيقة الاعضاء في مجلس التعاون على كافة الأصعدة بما يخدم مصالحها المشتركة ويحقق تطلعات وطموحات الشعوب الشقيقة لدول مجلس التعاون نحو التقدم والتطور والازدهار متطلعا سموه إلى ما ستثمر عنه هذه الزيارة الكريمة من تعزيز للعلاقات النموذجية المتميزة التي تربط دولة الكويت بشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية والارتقاء بالتعاون القائم بينهما في مختلف المجالات الى آفاق ارحب خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وحفلت زيارة خادم الحرمين بلقاءات رسمية في مقر إقامته بقصر بيان حيث استقبل أخاه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وأيضا سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وكذلك النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وذلك بحضور رئيس بعثة الشرف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح.
وقد أكد الشيخ صباح الخالد أهمية الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى الكويت في ترسيخ عرى التعاون التاريخي بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال الشيخ صباح الخالد لوكالة الأنباء السعودية (واس) إن هذه الزيارة تجسد بصورة حية وواضحة متانة وقوة العلاقات التاريخية القائمة بين الجارين الشقيقين اللذين تجذرت علاقات الأخوة بينهما على مدار القرون الماضية.
ونوه بالحكمة السديدة والقيادة الرشيدة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين التي تمثلت من خلال الانجازات الكبيرة التي تحققت في عهده للمملكة والمواقف المشرفة على الأصعدة الإقليمية والعربية والدولية.
وثمن المواقف المشرفة التي لطالما وقفتها المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا مع دولة الكويت لاسيما الموقف التاريخي في محنة الغزو الصدامي لدولة الكويت في اغسطس عام 1990 ووقوفها الحازم مع الشرعية الكويتية واستقبالها عشرات الآلاف من الأسر الكويتية خلال تلك المحنة فضلا عن مشاركتها في معركة تحرير الكويت عام 1991.
من جانبه أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح الأهمية الكبرى التي تمثلها زيارة خادم الحرمين الشريفين لوطنه الثاني الكويت ليحل ضيفا عزيزا وكريما على أخيه سمو أمير البلاد وعلى أهله أبناء الكويت.
وقال الشيخ سلمان الحمود لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن هذه الزيارة التاريخية تعد لقاء قمة بين زعيمي الأمة العربية وحكيميها إذ تتجه اليها أبصار وأفئدة العرب من المحيط إلى الخليج.
وأوضح أن وزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أعدا حفلا ترحيبيا ثقافيا مميزا بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي غدا الجمعة احتفاء بزيارة خادم الحرمين لدولة الكويت ولهذا المعلم الثقافي الذي سيشرف بمقدمه في زيارة هي الأولى لزعيم عربي كبير منذ افتتاحه في 31 أكتوبر الماضي تعبيرا عما يكنه أهل الكويت من اعتزاز ومحبة للشقيقة السعودية وقيادتها الحكيمة.
واضاف ان دولة الكويت تزينت واستعدت اعلاميا وثقافيا للتعبير عما تكنه قيادة وحكومة وشعبا للمملكة الشقيقة لمواقفها المشرفة والمضيئة بأحرف من نور في ذاكرة الكويت واهلها الاوفياء التي تتناقلها اجيال الكويت جيلا بعد جيل وفي مقدمتها المواقف المبدئية والشجاعة.
وأشار الى ان ذلك تؤكده وشائج القربى والتاريخ المشترك التي تبنتها الشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه ابان محنة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت في 2 اغسطس 1990 وحتى تحرير البلاد من براثنه وما تلاها من دعم ومؤازرة في مرحلة اعادة البناء والاعمار.
وقد حظيت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى دولة الكويت باستقبال رسمي وشعبي حافل عكس عمق العلاقات الاخوية والتاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
فعند نزول خادم الحرمين الشريفين ارض المطار كان في استقباله سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وعدد من الشيوخ والوزراء.
وقدم طفل وطفلة كويتيان لخادم الحرمين الشريفين باقة من الزهور تعبيرا عما يكنه الشعب الكويتي للشقيقة الكبرى السعودية من حب وتقدير.
وأجريت لخادم الحرمين الشريفين الذي استقبل بالورود والزهور مراسم استقبال رسمية عزف خلالها السلام الوطني للبلدين الشقيقين بعدها توجه ضيف الدولة الكبير يرافقه اخوه حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه باستعراض حرس الشرف لقطاعات الجيش الكويتي.
ثم صافح خادم الحرمين الشريفين كبار المسؤولين بالدولة في حين صافح حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه كبار المسؤولين المرافقين لضيف الدولة الكبير.
بعد ذلك غادر خادم الحرمين الشريفين وسمو امير البلاد المطار الاميري في موكب رسمي الى مقر اقامته في قصر بيان العامر.
وحظي الملك سلمان الذي يزور الكويت للمرة الاولى منذ اعتلائه عرش المملكة العربية السعودية باستقبال رسمي وشعبي حافل حيث استقبلته جموع غفيرة من الطلاب والمواطنين رافعين صوره وصور سمو أمير البلاد وأعلام البلدين ترحيبا بهذه الزيارة التاريخية.
وحرصت قنوات دولة الكويت الرسمية والخاصة على تقديم تغطية مباشرة لمراسم استقبال الملك سلمان حيث استضافت محللين كويتيين وسعوديين للحديث عن أهمية الزيارة فضلا عن بث أغان وطنية تعبر عن وحدة المصير المشترك بين البلدين والشعبين الشقيقين.
كما حرصت القنوات على تغطية مباشرة لانطلاق موكب خادم الحرمين الشريفين وسمو امير البلاد حتى وصولهما الى قصر بيان العامر حيث جرت مراسم الاستقبال التي تضمنت عرضا للخيالة فيما اطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبية لضيف الدولة الكبير.
وفي استقبال حافل تفاعل ضيف الكويت مع الفرق الشعبية لفنون العرضة حيث ادى (رقصة العرضة) مع سمو أمير البلاد تعبيرا عن عمق العلاقات “الأخوية” التي تربط بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
ومن الجوانب الاحتفالية تزينت شوارع دولة الكويت ومبانيها ومؤسساتها بالاعلام الكويتية والسعودية الى جانب لافتات ترحيبية تجسد عمق ومتانة الروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين المستندة الى العديد من المواقف المشتركة لكلا البلدين لارساء دعائم الامن والاستقرار في المنطقة. أما الصحف الكويتية الصادرة اليوم الخميس فقد أفردت مساحات كبيرة لتغطية هذه الزيارة المهمة التي تعد الأولى للملك سلمان بن عبد العزيز للكويت بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية.
وأكدت أن هذه الزيارة تعد خطوة جديدة في استكمال مسيرة طويلة ومتميزة من العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعبا.