الرئيسية / كتاب الحقيقة / طغاة خمس نجوم للكاتب عادل عبدالله القناعي

طغاة خمس نجوم للكاتب عادل عبدالله القناعي

من المؤسف والمحزن أن نسمع ونشاهد فى عالمنا العربي بعض الرؤساء والحكام وسارقى أموال الشعوب يتباهون ويتفاخرون بظغيانهم وجبروتهم اللا محدود ، فهم إن أرادوا شيئا ، أصبح فى متناول أيديهم وبأحدث التقنيات فى العالم ، فهم يملكون أبهى وأرقى القصور والخدمات الحديثة بجميع أنواعها والسيارات الفاخرة والأرصدة المفتوحة بدون نهاية ، فإذا أحس أحدهم بزكام بسيط ، فتحت له ولجماعته أفضل المستشفيات فى العالم ، وأما إذا أرادوا إستكمال دراستهم ، ارسلوا إلى أجود الجامعات فى العالم ، وأما إذا أرادوا أن يعملوا ، فيخيروا بالوظيفة التي يريدونها ، وما خفى كان أعظم ، وبالمقابل حين نشاهد الإنسان العربي البسيط الذى سرقت أمواله بسبب سوء تقسيم الثروات ، نراه يعانى ويتألم ويتعذب يوميا بدون توقف ، أما إذا أراد العلاج فيرمى في الشوارع أو بأتعس المستشفيات الحكومية ، وإذا أراد إستكمال دراسته ، فأما أن يواجه تكاليف الدراسة الباهظة التكاليف التي تشل حياته ، أو يرمى بأسوء المدارس الحكومية إن وجدت، وإذا أراد أن يعمل بوظيفة محترمة ، فتفتح له أتعس الوظائف وبأقل التكاليف ، هذا وأن وجدت أصلا .
وللأسف الطغاة في عالمنا العربي لا يتعظون ولا يتعلمون مما يحصل ويدور حولهم ، فلو شاهدوا ” بتمعن ” نهاية الطاغية صدام حسين ومعمر القذافي وزين العابدين بن على ومبارك والكثير منهم الذين ذهبوا ووصل بهم الحال إلى مزبلة التاريخ ” لأدركوا ” ما حدث لهم في نهاية حياتهم من ذل وإنكسار وخوف ووصولهم إلى مرحلة القتل أو التعذيب القهري .
ولا يخفى على احد بأن معمر القذافي كان من أكثر الحكام العرب ثراء ، حيث بلغت ثروته لوحده 131 مليار دولار ، وهى أكثر من ميزانية ليبيا بستة مرات ، وبشار الأسد تبلغ ثروته 122 مليار دولار ، وأما حسنى مبارك فتبلغ ثروته 70 مليار دولار ، وعلى عبدالله صالح تبلغ ثروته 50 مليار دولار ، وزين العابدين فتبلغ ثروته 50 مليار دولار ، كما جاء في موقع ” نيوز وان ” حول الوضع المالي للحكام في العالم .
والمصيبة في كل هذا الثراء الفاحش ، أن نرى شعوبهم في وضع مزرى بائس ، يئنون من الجوع والفقر ، ويسكنون العشش والخيام ، ويكافحون من أجل كسب لقمة العيش لهم ولأولادهم ، وأخيرا نحن لا ننكر بإن شعوبنا العربية هم من صنعوا هؤلاء الطغاة ، عندما أستسلموا وخضعوا لغطرستهم وجبروتهم اللا محدود ، فإلى متى هذا السكوت عن الظلم والاستبداد الذى سيولد الانفجار بسبب الجوع والفقر والتنكيل ، فما آن لرياح التغيير أن تهب وتشرق من جديد على عالمنا العربي لتخلق لنا عالما جديدا بدون هؤلاء الطغاة المتغطرسون .

عـــادل عبــــداللــه القناعـــي
ad***********@ya***.com
@adel_alqanaie

1

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*