الرئيسية / عربي وعالمي / تقرير | إيران الرابح الأكبر..والخليج الأكثر خسارة

تقرير | إيران الرابح الأكبر..والخليج الأكثر خسارة

تحتفل إيران بسيطرة القوات الحكومية السورية على حلب، وتصف الأمر بالفتح الإسلامي، لكنها لم تكتفِ بهذا “الانتصار” – كما تعتبره -، وإنما استمرت تهدد وتتوعد بأن تسيطر إيران على عدة دول خليجية.

أطلق قادة بالحرس الثوري تهديدات ضد دول الخليج العربية، حيث قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، إن “الانتصار في حلب مقدمة لتحرير البحرين”، مشيرًا إلى أن مشروع إيران التوسعي سيمتد إلى البحرين واليمن والموصل بعد سقوط مدينة حلب السورية.

وقال سلامي، إن “شعب البحرين سيحقق أمنيته، وسيسعد الشعب اليمني، وسيتذوق سكان الموصل طعم الانتصار، وهذه كلها وعود إلهية”، كما أشار إلى أن إيران لا تزال تقدم دعمًا غير محدود لجماعة الحوثي، وقال إن الصواريخ الإيرانية بإمكانها تدمير أهداف العدو في أي منطقة.

ووصف سلامي سيطرة قوات النظام السوري على مدينة حلب بـ”الفتح المبين”، وهاجم الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا ووصفها بـ”القوى التكفيرية”، قائلاً إنها “وصلت إلى حالة اليأس والإحباط”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، إن ما وصفه بـ”الانتصار في حلب” يمهد لإيران ومحورها التي تسميه بـ”المقاومة” لما قال إنه “تمهيد لحل أزمتي اليمن والبحرين”.

وأشار شريف، في تصريحات لوكالة “فارس”، إلى أن القوات الإيرانية وميلشياتها الطائفية من العراق وأفغانستان وباكستان وميليشيات “حزب الله” اللبنانية، وبدعم روسي لعبت “دورًا مصيريًا ومؤثرًا للغاية” في معارك حلب.

وسبق وأن هدد المسؤولون الإيرانيون، بتعرض الرياض لـ”ضربات قاضية”، إضافة إلى ما أسموه بـ”محو المملكة والوهابية من الوجود”

من جانبها، رفضت دول مجلس التعاون الخليجي التصريحات التي أطلقتها إيران، ووصفت فيها ما يجري في مدينة حلب السورية بأنه فتوحات إسلامية، وسوف تطال المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر واليمن بعد حلب السورية.

وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن استنكارها للتصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين ضد دول المجلس ودول المنطقة بما يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة.

وعبر الأمين العام لمجلس الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان له، عن رفض دول المجلس لما ورد في تلك التصريحات من اتهامات وإساءات تعكس حقيقة المواقف السياسية السلبية التي تنتهجها إيران، واستمرارها في الإساءة لدول المجلس والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة وتهديدها، بما فيها المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر واليمن.

وقال الزياني، إن “ما صدر من تهديدات أطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين ضد دول المجلس والمنطقة يدل على عدائية المواقف الإيرانية، والنوايا الإيرانية لمواصلة التدخل في شؤون دول المنطقة، واستفزاز القوى العالمية بما يعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر”.

ودعا الأمين العام، إيران، إلى إعادة النظر في السياسة السلبية التي تنتهجها في المنطقة، التي لا تساعد على بناء الثقة وإقامة علاقات تعاون بناءة بين دولها للحفاظ على استقرارها، كما يدعو مجلس التعاون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومنع إيران عن تهديد الأمن والسلم في المنطقة، والإضرار بالمصالح العالمية المرتبطة بهذه المنطقة الحيوية.

وخلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، شدد وزير خارجية السعودية عادل الجبير على ضرورة منع إيران من تهديد الاستقرار بعدد من المناطق، وأكد أن إيران تشعل فتنًا طائفية في منطقة الشرق الأوسط، مطالبًا العالم بأن يعمل على منع إيران من زعزعة الاستقرار في مضيق هرمز ومناطق أخرى.

من جانبه، قال كيري إن واشنطن لن تسمح بأن تشكل إيران مصدرًا لزعزعة الاستقرار، وأضاف أن بلاده تنسق مع السعودية في العديد من الملفات الخاصة بالشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الشراكة بين البلدين لها قيمة كبيرة.

اعتبرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، أن سقوط حلب في أيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد يظهر أن الرابح الحقيقي هو إيران، وقالت إن مساهمة طهران في سقوط حلب كان لفرض أجندتها الخاصة أكثر منه إعادة ترسيخ سيادة الدولة السورية على ثاني أكبر مدن البلاد.

ومضت الأوبزرفر، إلى القول إن حلب هي “مفترق طرق” في المشروع الإيراني لإقامة ممر بري إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن المرجح كذلك أن تكون مركزًا جديدًا في مخطط طهران الجيو سياسي، وهو نفس ما أشارت عليه صحيفة فايننشال تايمز، عندما قالت إنها تمثل انتصارًا لإيران فيما يتعلق بمستقبل المنطقة.

وأضافت أن الأمر مختلف بالنسبة لإيران كقوة إقليمية وشيعية، حيث أن دحر الانتفاضة في حلب بمثابة نصر إيراني آخر يؤسس لأرض متاخمة تابعة لها تمتد من حكومة الأغلبية الشيعية في بغداد، وصولاً إلى التحالف شبه العسكري الشيعي المدعوم من طهران، الذي يعمل في غرب منطقة الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة في الموصل، وعبورًا إلى الساحل السوري ثم إلى بيروت، حيث تمكن حزب الله من تنصيب حليف مسيحي له رئيسًا للبنان، إشارة إلى ميشيل عون.

وتعتمد إيران على هذا الانتصار في خطواتها القادمة، فقد اعتبر الأمين العام لمجمع الصحوة الإيراني علي أكبر ولايتي، أن “الانتصار” في حلب سيغير الكثير من معادلات المنطقة، وفقًا لوكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية.

وقال ولايتي: “لم يستطع أعداء الصحوة الإسلامية والرافضون لها تحقيق رغباتهم على الأرض عن طريق المضي بخطط التجزئة، وتشكيل جماعات تكفيرية لتكون خصمًا للصحوة الإسلامية”.

وأضاف: “اليوم قد بُثت روح الجهاد في صفوف أبناء الشعب من الشيعة وأهل السنة في سوريا والعراق، وتقف الشعوب المسلمة في سوريا والعراق إلى جانب الجيش وقوات الأمن في البلدين؛ من أجل القضاء على الجماعات المتطرفة التكفيرية، وقد تحققت انتصارات عظيمة”.

ووتواجدت قيادات إيرانية في حلب عقب سيطرة القوات الحكومية عليها، وعرضت أكثر من وسيلة إعلامية إيرانية، صورًا لقائد “فيلق القدس” الإيراني الجنرال “قاسم سليماني”، وهو يتجول بجوار قلعة حلب التاريخية.

وبخلاف سوريا، تري إيران أنها انتصرت في العراق، وربح الحشد الشعبي والجيش العراقي والحشد الشعبي العراقي تابعًا للحرس الثوري الإيراني، كما أنها ربحت في لبنان عندما فاز ميشيل عون المدعوم من حزب الله التابعة لإيران في الانتخابات الرئاسية.

وأعلن الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي، أن السعودية قد انهزمت أمام بلاده في ثلاث دول بينها العراق.

وقال ولايتي، خلال مؤتمر صحفي عقده عشية الاجتماع العاشر للمجلس الأعلى للصحوة الإسلامية في طهران، إن “مجلة إيكونوميست قد عدّدت كافة الهزائم السعودية أمام إيران؛ إحداها في لبنان والأخرى في سوريا”.

انتصار إلهي

دائمًا ما تدعي إيران أن ما تحققه من انتصارات هو بدعم من الله، وأنها ممثل الإسلام، فقد أصدرت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بيانًا هنأت فيه بما وصفته بـ”النصر الذي حققته القوات السورية والحليفة في حلب”، قائلة إنها “انتقام رباني من الذين أجرموا بحق الشعب السوري”، معيدة فضل السيطرة على المدينة إلى “الإمدادات الغيبية والعناية الربانية”.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي: “إن تحرير حلب، انتصار إلهي، وهزيمة نكراء للعدو الإسرائيلي”، وفق ما نقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية.

وأكد المسئول الإيراني: “نعتبر أن هذا النصر، نصرًا إلهيًا؛ حيث كانت هزيمة نكراء للكيان الصهيوني وأمريكا، ونجاحًا كبيرًا لجبهة المقاومة، ورفعًا لمعنويات الشعب السوري”.

وأشاد خطيب جمعة طهران، آية الله محمد إمامي كاشاني، بما سمّاه “انتصار حلب”، واصفًا ما جرى فيها، في الأيام الأخيرة بأنه “انتصار المسلمين على الكفار”، واعتبر حلب أنها “تحررت وانتصر المسلمون فيها على الكفار”.

الرسول يشارك في حلب

زعمت صحيفة “وطن أمروز”، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن “النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شارك في معركة حلب، وأن المجاهدين الذين شاركوا في المعركة أقاموا صلاة الفتح خلفه”، وأضافت “أن كل الذين لم يفرحوا بنصر إيران في فتح حلب لا ينتمون إلى الإسلام ولم يكونوا مسلمين، ولا ينتمون أبدًا إلى دين محمد”.

وتابعت الصحيفة الإيرانية تعليقها قائلة: إن “النبي محمد يرفض المفاوضات مع الأصنام”، في إشارة إلى المفاوضات التي تجريها إيران مع أمريكا وتركيا حول الأزمة السورية، وأن “النصر أو الفتح الذي حققه الحرس الثوري الإيراني في حلب يعد ولادة جديدة للإسلام”، حسب قولها.

وخاطبت الصحيفة الإيرانية النبي محمد صلى الله وسلم، حول معركة حلب، قائلة: “يا محمد أنت لم تكن نبي مدينتي مكة والمدينة فقط، أنت نبينا نحن الذين قاتلنا بالأمس في مدينة المحمرة، ونحن الذين نقاتل اليوم في حلب، وغدًا سنقاتل في القدس وسنصلي خلفك صلاة الفتح بعد تحرير القدس كما صليت في خيبر وبدر”.

وسبق أن ادعى المفتش بمكتب المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ناطق نوري، أن علي خامنئي يمتلك الصلاحيات التي كان يمتلكها النبي، وقال: “وفقًا للمذهب الشيعي، يمتلك الولي الفقيه صلاحيات كصلاحيات النبي في عهد غيبة الإمام الثاني عشر (المهدي)”.

ورأى ناطق نوري، وهو عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن “الحرب في سوريا هي حرب إيران”، مضيفًا أن “من يريد إسقاط بشار الأسد يريد قطع الجسر بين إيران وحزب الله، وأن الدور سيكون على الحزب في حال سقط الأسد، وستكون إسرائيل على حدود إيران بعد ذلك”.

التقرير

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*