على وقع التصريحات المتفائلة لعدد من وزراء النفط في دول «الخليجي» بشأن ارتفاع اسعار النفط وزيادة حجم الطلب خلال الفترة المقبلة حلقت بورصات المنطقة مسجلة مكاسب متباينة.
وتصدرت دبي بورصات المنطقة الاكثر ارتفاعا بـ%9.8 في الوقت الذي أغلق فيه مؤشر أبوظبي على مكاسب بـ%3.4 وحقق مؤشر قطر مكاسب بلغت %7.5 فيما سجل السوق السعودي مكاسب بلغت %2.4 كما حققت سوق مسقط والبحرين مكاسب بواقع %3.6 و%1.9 على التوالي.
وسجل المؤشر السعري لبورصة الكويت مكاسب بلغت %3.25 فيما عوض مؤشر كويت 15 أكثر من 50 نقطة في حين قفزت القيمة الرأسمالية للسوق بـ1.1 مليار دينار مقتربة من مستوى 30 ملياراً وكان وزير النفط الكويتي د.علي العمير قد أبلغ «رويترز» بان «اوبك» ليست بحاجة الى خفض الانتاج مؤكدا ان المنظمة لن تعقد اجتماعا طارئا قبل يونيو.
وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي خلال مؤتمر للطاقة في أبو ظبي «متأكد ان السوق النفطية ستتعافى وأن الاسعار ستتحسن وان السعودية لن تخفض الانتاج حتى لوخفضه المنتجون المستقلون».
ومن جهة أخرى علمت «الوطن» بان الخطوط الجوية الكويتية رفعت رأسمالها المدفوع من 250 الى 600 مليون دينار على ان يزيد رأسمالها المصدر الى 1.2 مليار، وأضافت المصادر أن مبلغ الـ600 مليون ستحصل عليه «الكويتية» من الحكومة وهي القيمة التي حددتها الجمعية العمومية للشركة سابقا فيما توقع اليوم على عقد شراء 10 طائرات «بوينج».
وأوضحت المصادر أن «الكويتية» ستحصل أيضاً على قرض ميسر من الحكومة بمبلغ 1.1 مليار دينار.
كتب الأمير يسري وجمال رمضان:
استعادت سوق الكويت للأوراق المالية في تداولات الأمس ذاكرة الأيام الخوالي.
الحلية خضراء زاهية مبهجة والسيولة متدفقة والأسهم الثقيلة استعادت أجزاء كبيرة من هيبتها وقيمتها والضغوط النفسية تناقصت والثقة عادت الى حد ما.
مؤشر «كويت 15» تمكن من تعويض 51.8 نقطة ليستقر عند مستوى 1050.02 نقطة والمؤشر السعري عوض ما يزيد على 200 نقطة بمكاسب تبلغ نحو %3.25 ليعزز استقرار فوق الـ6400 نقطة بعد ان كان قريبا من السقوط دون مستوى الـ6 آلاف نقطة قبل أيام.
سيولة البورصة تبدو استثنائية على مدار الأشهر الماضية بعد ان اقتربت امس من مستوى الـ50 مليون دينار بعد فترة المخاوف التي كانت تتحدث عن احتمالية الوصول لرقم احادي لهذه السيولة.
لكن ماذا حدث لكل هذا التحول الجذري الذي بدأت معالمه تتضح مع تداولات الخميس الماضي فوفقاً لمعلومات فان المحفظة الوطنية وغيرها من الصناديق ذات الطبيعة الخاصة لعبت دوراً أساسياً فيما شهده السوق أمس وهو الأمر الذي يكشف عن ارتفاع مؤشر «كويت 15» بنحو يزيد على 50 نقطة.
ووفقاً لاحدى الشركات الاستثمارية فان القيمة الرأسمالية للبورصة حققت في تداولات الأمس مكاسب فاقفت الـ1.1 مليار دينار لتستقر عند مستوى 29.4 مليار دينار وهو ما يجعلها قريبة جداً من العودة الى ما فوق مستوى الـ30 مليارا.
ووفقاً لمصادر ذات صلة فان بعض الشركات الثقيلة هالها ما بلغته أسعار أسهمها السوقية فنشطت لشراء السهم عبر بوابة أسهم الخزينة في الوقت الذي نشط فيه بعض التحالفات الاستراتيجية لشراء أسهم شركاتهم عبر رؤية ترى ان الأسعار السوقية المتداولة تبدو مناسبة للشراء كما أنها تخفض تكلفة الملكيات الاستراتيجية التي تم بناؤها في الفترة الماضية على أسعار أعلى.
ما حدث بالأمس يبدو أنه يحمل رسالة بأن السوق لن يترك وسيتم دعمه في الفترة المقبلة من خلال اجراءات مالية ونقدية يتوقع اتخاذها تباعاً وهو الأمر الذي من شأنه دعم السوق على أساس ان أي خطوة ايجابية ستدعم الثقة وتمهد لخطوات وتداعيات ايجابية أكبر من قدر الخطوة ذاتها.
ووفقاً لأوساط شركات التداول فان ارتفاعات الأمس على الرغم من ما تمثله من قيمة على اعتبار أنها نقلة نوعية الا أنها تبقى قليلة بالقياس الى ما تحمله السوق من خسائر على مدى الأيام القليلة الماضية وهو مما دفع البعض الى القول «أمر ايجابي لكن التعويض مازال قليلاً».
الا ان هذا الحذر يقابله رؤية أكثر تفاؤلاً ترى ان البورصة وربما البورصات الخليجية قد فكت الارتباط مع تراجعات أسعار النفط في ظل تأكيدات حكومية على ان أسعار النفط لن تؤثر على مشاريع التنمية التي ستبقى تدور دون توقف أو تأثر مع الأخذ في الاعتبار ان الدول الخليجية التي تمتلئ خزائنها بالثروات والأموال قادرة على الاستمرار في خطط التنمية دون أية تأثيرات لانخفاض أسعار النفط.
وترى هذه المصادر ان الاطمئنان لوضع السوق يحتاج الى الثبات في التداولات المقبلة بما يعني ان يبدي السوق تماسكاً يبدو مقنعاً للمتداول والمستثمر.
وأشارت المصادر الى ان ارتفاعات أسواق المال الخليجية كان لها أثر ايجابي على مسار البورصة على أساس ان ارتفاعات بورصات الخليج دعمت انتعاشة البورصة الكويتية على اعتبار ان عين المتداول على شاشة التداول لبورصات الخليج والعين الأخرى على تحرك الأسهم في السوق المحلي.
الهبة الخضراء لبورصات الخليج تواكبت مع تصريحات مطمئنة لتهدئة المخاوف من استمرار تراجع أسعار النفط وهو الأمر الذي عززه استقرار أسعار خام برنت فوق مستوى الـ60 دولارا والذي بلغ يوم الجمعة الماضية نحو 63 دولاراً للبرميل.
وكانت بورصة دبي قد حققت ارتفاعاً هو الأعلى بين بورصات الخليج بعد ان ارتفعت بـ%9.88 في الوقت الذي أغلق فيه مؤشر أبوظبي على مكاسب بـ%3.47 وحقق مؤشر قطر مكاسب بلغت %7.58 بينما بلغت مكاسب البورصة الكويتية %3.25 فيما سجل السوق السعودي مكاسب بلغت %1.8 كما حققت سوق مسقط والبحرين مكاسب بواقع 5.52 و%1.43 على التوالي.
رأى ان هناك عدة عوامل ايجابية دعمت تحول التداولات
صادق معرفي: «دعه يرتفع ودعنا نرى».. السوق لا يقاس بتداول يوم أو يومين
امتناع الشركات عن التصريف الخميس الماضي أدى لتماسك السوق أمس
صور
< صادق معرفي
فضل الخبير الاقتصادي والمصرفي السابق صادق معرفي سياسة الانتظار للحكم على مسار السوق بقوله «دعه يرتفع ودعنا نرى» على أساس ان تحديد مسار السوق المالي يحتاج لفترة زمنية أطول ولا تتأتى من تداولات يوم أو يومين.
ورأى معرفي ان هناك عدة عوامل أدت الى تحسن مؤشرات السوق ومستوى السيولة على النحو التالي:
< تحرك بعض الاموال الراكدة على اسهم ثقيلة وليس دخول اموال جديدة.
< – اقتراب اعلان البنوك عن نتائجها المالية وهو الامر الذي يصاحبه تفاؤل عام في مثل تلك الفترة من كل عام مع توقعات بان تكون النتائج مقبولة الى حد ما.
< امتناع بعض الشركات الاستثمارية الكبيرة عن التسييل في تداولات الخميس واليوم وهي ذات المحافظ والشركات التي كانت سببا في تراجع السوق عندما قامت بتصريف الكثير من الاسهم القيادية وبيعها.
< ارتفاع اسواق بعض دول الخليج العربية المؤثرة انعكس ايجابا على اداء سوق الكويت.
وقال معرفي ان السوق قد يتحسن حتى نهاية العام شريطة ان تبقى نفس العوامل قائمة ودون تغيير في استراتيجيات بعض الصناديق مشيرا الى ان اسعار الاسهم الكويتية باتت مشجعة بشكل كبير على الشراء والتوجه لتملك بعضها خاصة الاسهم ذات الربح التشغيلي.
واستدرك معرفي بالقول «لكن يبقي سوق الكويت سوقا غير مأمون العواقب والتحركات حيث لا تحكمه اسس التداول السليمة فهناك عدد من الافراد والمحافظ هم المحرك الرئيسي للسوق مضيفاً بقوله يمكن لمزاجية هؤلاء ان تتغير بين عشية وضحاها وبالتالي مازلت ادعو للحذر والحيظة وعدم الاندفاع وراء مكاسب ربما تكون مرهونة برؤية فردية وليس على اسس تداول أو قواعد عمل مؤسسية».
شدد على أهمية الدور الاستثماري في دعم التداولات
عدنان الدليمي: المحفظة الوطنية «صانع السوق».. ومحافظ نشطت على الأسهم القيادية
أرجع المحلل المالي عدنان الدليمي ارتفاعات البورصة أمس الى تفعيل المحفظة الوطنية لنشاطها كمستثمر ساهم في تصعيد القيمة بشكل واضح وهو دور محمود وكنا ننتظره منها طوال الفترة الماضية خاصة وانها الوحيدة القادرة على ان تتحول الى صانع سوق حقيقي كونها الوحيدة التي تتمتع بملاءة مالية كبيرة.
واضاف ان دخول بعض المحافظ الى الاسهم القيادية كذلك كان من اهم العوامل المساعده والذي عبر عن توجه استثماري حقيقي انعكس بالفعل على اداء الاسهم القيادية والمدرجة ضمن مؤشر كويت 15 والتي نتوقع انها ستكون القائد الحقيقي للسوق بعد الانباء المتواترة عن استقرار متوقع في اسعار النفط عالميا.
وتوقع الدليمي ان تشهد مؤشرات الاسواق ارتفاعا في الفترة المقبلة شريطة ان تستمر المحافظ المالية الكبيرة والصناديق الفاعله في لعب دورها الحقيقي والذي تأسست من اجله وهو الدفاع عن السوق واسهمها في وقت الحاجة خاصة وان بعض التراجعات التي طالت الكثير من الاسهم الفترة الماضية لم تكن مبررة لان تتراجع المؤشرات الى هذا الحد.