الرئيسية / شباب و طلاب / مخاوف من التضييق على الحريات ! «اللباس المناسب» يثير استياء بعض طلبة الجامعة

مخاوف من التضييق على الحريات ! «اللباس المناسب» يثير استياء بعض طلبة الجامعة

في فصل جديد من فصول التضييق على الحريات في جامعة الكويت، دشنت كلية الهندسة والبترول حملة «سلوكي يميزني:، حيث بدأت الحملة من شهر نوفمبر الماضي، تخللتها عدة انشطة ركزت بمجملها على لائحتي «قرار اللباس المناسب»، و«منع التدخين في الجامعة»، الأمر الذي اثار مهندسي المستقبل، فالمعترضون على الحملة اجمعوا بصوت واحد «لا نحتاج لمن يربينا»، بينما اكدت الكلية ان الحملة توعية «للبعض من غير الملتزمين».

وفي اروقة الكلية التي تخرّج مهندسين ومهندسات، الذين سيرسمون شوارع ومباني المستقبل، وسيكونون امينين على مصدر الدخل القومي وهو النفط، امتلأت عبارات وبوسترات الحملة «التوعوية»، لترسم لهم ما «يلبسون»، وكيف يتصرفون، الامر الذي عقّب عليه احد الطلبة المارة «لا ينقصنا الا ان يتدخلوا بما نأكل وما نشرب».. وكأن الكلية التي تؤهل مهندسي المستقبل ليكونوا امناء على المجتمع في تصاميمهم الهندسية، ومطابقتها مع معايير الجودة، تحاول ان تصمم للطلبة ازياءهم وتصرفاتهم، فقد رأى معظم الطلبة ان هذه الانشطة والبوسترات تدخل صريح في حرياتهم الشخصية.

مسطرة

الطلبة الذين التقيناهم في جولة باروقة الكلية، اجمعوا على ان الكويت بلد الحريات، بل ذهبوا لأبعد من ذلك بالقول ان المجتمع الكويتي محافظ بطبعه، فالأسر الكويتية ربّت ابناءها وبناتها على احترام قيم وتقاليد تنعكس على ملابسهم، معترضين على الحملة التي رأوا انها شككت باخلاقياتهم، خاصة في الشق المتعلق بالالتزام باللباس المناسب، متسائلين: «من يحدد ان هذا اللباس المناسب من عدمه»؟! محاولين القول ان المسطرة التي تحدد طول «التنورة» ليكون مناسبا للحرم الجامعي قد تختلف من شخص لآخر.

الجولة في الكلية بينت ايضا ان معظم الطلبة لم يكونوا على علم بوجود هذه اللوائح الجامعية، فقال احدهم مازحا: «زين نبهونا على اللوائح عشان نعترض عليها»، فبدا كأن الحملة حققت جزءا من اهدافها بتوعية الطلبة حول وجود لوائح النظام الجامعي، لكن لا ليطبقها الطلبة، بل ليعترضوا عليها، كونها تحد من حرياتهم.

سلوك

فقد قالت الطالبة حوراء باقر: «انا ضد الحملة، فنحن احرار بما نرتديه»، مضيفة انها خلال سنوات دراستها لم تلحظ ما يخالف الضوابط في الكلية، ليستوجب الامر تدشين حملة لتقويم السلوك الطلابي، مشيرة بالقول الى إننا «نحن ببلد يكفل الحرية الشخصية»، متسائلة: «كيف يمنعون التدخين من دون توفير اماكن مخصصة للمدخنين»؟!

واسترسلت باقر بالحديث، قائلة ان الحملة بانشطتها وبوستراتها واعلاناتها كلفت الكلية الكثير من المبالغ، معتبرة ان الاولى كان صرف هذه المبالغ بأمور وانشطة اكثر افادة للطلبة.

مخالفة

أما الطالب عبداللطيف اليوحة، ايّد زميلته مضيفا بالقول: «لا نسمح لأحد ان يشكك باخلاقياتنا، فنحن خرجنا من اسر ربتنا على احترام المجتمع واعرافه»، مشيرا إلى ان الحملة تحمل عنوانا جميلا بان يتميز طالب الهندسة بسلوك ايجابي، لكن بمضمونها تهين الطلبة وتربيتهم، مضيفا ان اللائحة باكملها مخالفة للدستور الكويتي الذي كفل الحريات.

التدخين

من جهته، قال الطالب محمود الطه انه يؤيد الحملة، كونها عملت على توعية الطلبة والطالبات حول مضار التدخين، وما شابه، لكنه رفض بالوقت نفسه تحديد اللباس المناسب، خاصة ان معظم اوقات العام درجة الحرارة مرتفعة، والطلبة لا يستطيعون تحمل ارتفاع الحرارة بالبسة طويلة، مشيرا الى انه قبل منع التدخين في الكلية يجب توفير اماكن مخصصة للمدخنين، لكي لا تحد الكلية من حرية الطلبة المدخنين ايضا.

وبالمقابل، كانت ايضا اصوات ايدت الحملة، رغم قلتها، فقد قالت الطالبة اسيل الكندري انها تؤيد الحملة، خاصة بالشق المتعلق بمنع التدخين، مضيفة ان رائحة السجائر تزعج الطلبة والطالبات من غير المدخنين.

واشارت الى ان هناك قلة من الطلبة والطالبات لا يراعون قدسية الحرم الجامعي في ما يرتدونه، مشيرة إلى انه في الاماكن العامة يجب ان يحترم الناس بعضهم بعضا

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*